القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: محاصرة ومعزولة ومنهوبة الأرض، هذا هو الواقع الذي وصلت إليه قرية بيت حنينا شمال القدس المحتلة، أو "بيت حنينا التحتا" كما هو الاسم المتعارف عليه بين الفلسطينيين، بعد أن فصلها الاحتلال عن امتدادها الشرقي الذي يعرف الآن باسم "بيت حنينا" الجديدة، التي تمثل التجمع السكاني الأكبر للفلسطينيين في شرقي القدس المحتلة.
مأساة القرية بدأت بعد احتلال عام 1967، فصل الاحتلال القرية الأم عن امتدادها في بيت حنينا الجديدة واعتبر أن القسم القديم يقع ضمن الضفة المحتلة، وضم بيت حنينا الفوقا إلى حدود بلدية القدس المحتلة، وأصبحت مع السنوات التجمع الأكبر للفلسطينيين في شرقي المدينة.
الحملة لتدمير القرية لم تتوقف عند حدود فصلها عن محيطها الطبيعي مع أراضيها وبقية القدس المحتلة، يقول الباحث في العلوم الاجتماعية والسياسية خالد عودة الله وهو أحد أبناء القرية، إن قوات الاحتلال شنت منذ أيام حملة مداهمات واسعة في بيت حنينا القديمة ونكل بالأهالي بزعم وجود حدث أمني، لم يعلن عن طبيعته حتى اللحظة.
ويضيف: قبل 6 أيام توجهت قوة كبيرة من جيش الاحتلال نحو منطقة السهل في جنوب القرية، بزعم وجود حدث أمني "غامض"، ولم يعلن عنه حتى اللحظة، ومنذ ذلك الوقت أجرى عمليات مداهمات واسعة وحطم البيوت خاصة القديمة التي تركها أهلها نحو بيت حنينا الجديدة.
الهجمة العدوانية على القرية ترافقت مع إعلان الاحتلال عن بناء 1700 وحدة استيطانية جديدة، في مستوطنة "راموت"، المقامة على أراضي بيت حنينا، يقول عودة الله في لقاء مع "شبكة قدس"، بالإضافة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي منطقة "راس شومر".
القرية صاحبة الموقع الاستراتيجي على حدود القدس المحتلة، حولها الجدار الذي أقامه الاحتلال بعد انتفاضة الأقصى، إلى "جيب معزول"، يوضح عودة الله، ويشير إلى مخاوف الأهالي من استغلال الاحتلال للحدث الأمني "المزعوم"، للسيطرة على أراضي منطقة السهل وهي من "أجمل أراضي القرية وأكثر خصوبة للزراعة".
خلال سنوات، يقول الأستاذ عودة الله، تعرضت القرية لعملية تهجير بطيئة بعد أن أجبر الأهالي على التوجه نحو بيت حنينا الجديدة بعد ضمها إلى القدس المحتلة، بالإضافة لمصادرة أراضيها التي كانت تمتد إلى القدس وعناتا وحزما على مساحة تمتد إلى أكثر من 12 ألف دونم إلى 1500 دونم.
"سياسات الاحتلال دمرت قرية كاملة"، يؤكد عودة الله، وهو يشير إلى واقع بيت حنينا التي يصفه بأنه يشبه "الذبول"، جراء مخططات الاحتلال بعيدة المدى لتدميرها والسيطرة على أراضيها عبر فصلها عن القدس وقسمها الآخر، وبناء المستوطنات عليها وشق الطرق الاستيطانية بالإضافة للحدائق "القومية" التابعة للاحتلال.
ويحذر من مخطط للاحتلال للسيطرة عليها كاملة أو تحويلها إلى نموذج مشابه لقرية بيت اكسا شمال غرب القدس المحتلة، التي يغلق الاحتلال مدخلها الوحيد بحاجز لا يدخلها إلا من يسمح له الاحتلال بذلك.
وذكر أن هجمة الاحتلال الحالية على قرية بيت حنينا تأتي بعد توجه مجتمعي من قبل أهاليها لإعادة إحيائها وكأنها "هجمة مرتدة لتدمير هذه الجهود".
وأضاف: يجب دعم صمود هذه المناطق بينها بيت حنينا لمواجهة مخططات للسيطرة عليها، نظراً لموقعها الجغرافي منذ قديم العصور، نحن بحاجة للوعي في ظل تهميشها بين الناس الذين يعرف أغلبهم بيت حنينا الجديدة ولا يعرفونها، بالإضافة لدعم صمود الأهالي.