القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: اقتحم وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال إيتمار بن غبير المسجد الأقصى للمرة الثانية منذ أصبح وزيرًا في الحكومة الائتلافية برئاسة بنيامين نتنياهو في وقتٍ مبكر من صباح، اليوم الأحد 21 مايو 2023، وبعد 3 أيام فقط من مسيرة الأعلام.
وشهد اقتحام بن غبير للأقصى أدائه صلواتٍ تلمودية وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي وأفراد من جيش الاحتلال.
وانتشر عناصر شرطة الاحتلال بكثافة في المسجد لتأمين زيارة إيتمار بن غبير الذي يسعى لترميم صورته، بين المستوطنين، بعد الانتكاسة منذ أسابيع عقب اتهامه بالفشل في منصبه كوزير للأمن القومي، كما يؤكد محللون ومراقبون.
ومنذ صعوده في الائتلاف الحكومي في دولة الاحتلال حرص بن غبير على اقتحام المسجد الأقصى والمشاركة في المسيرات الاستيطانية.
واقع خطير.. تسارع في الاعتداءات
في السياق، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة الهدم والتهجير ناصر الهدمي إن اقتحام بن غبير للأقصى إضافة إلى اجتماع الحكومة الإسرائيلية في أحد الأنفاق تحت البلدة القديمة يشكلان حدثان خطيران لهما مدلولات تعكس الواقع الخطيرة الذي تعيشه مدينة القدس.
وأضاف الهدمي لـ "شبكة قدس" أن ما يجري يعكس أن أحداث مسيرة الأعلام لم تتوقف على ما جرى قبل 3 أيام، بالإضافة إلى أن ردة الفعل الباهتة فلسطينيًا في القدس والضفة المحتلتين أو حتى قطاع غزة جعل الاحتلال يتجرأ أكثر فأكثر ويمدد مسيرة الأعلام على المدينة المقدسة حتى الآن.
وواصل: "اقتحام بن غبير للمسجد الأقصى المبارك وردود الفعل التي يسمع عنها هي ردود فعل باهتة لأسباب عدة من أبرزها أن المقاومة في غزة قد لا تريد الانجرار وراء مواجهة بشروط الاحتلال وبتوقيت يختاره هو ولذلك فهي منضبطة في ردة فعلها حتى الآن".
واعتبر الهدمي أن الاجتماع أسفل المسجد الأقصى يعكس أن سلطات الاحتلال ماضية في إظهار سيادتها في المكان رغبة منها في إظهار سيادتها على كل شيء في القدس سواء كان فوق الأرض أو تحت الأرض وهو ما يعكس دعمًا حكوميًا للحفريات والمشاريع الاستيطانية التي تجري في المدينة أو بالقرب من المسجد المبارك.
ونوه رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة الهدم والتهجير إلى أن الاجتماع يذكر الجميع بأن هذه الأنفاق حفرت من أجل التأثير على أساسات المسجد الأقصى المبارك، لافتًا إلى أن هذا الاجتماع يدحض هذه النظريات الخيالية التي لم تكن تستند إلى أدلة وبراهين علمية إنما مجرد خزعبلات.
وشدد الهدمي على أن ما جرى من اقتحام لبن غبير للمسجد الأقصى أو من اجتماع لحكومة الاحتلال يعبر عن حرب تشنها سلطات الاحتلال واعتداء وتجرؤ وقح بما يخص البلدة القديمة ومدينة القدس وأهل مدينة القدس وهو مرفوض من قبل المقدسيين بشكل كامل.
قراءة في اقتحام بن غبير للأقصى..
في السياق، قال الباحث والمختص في شؤون القدس المحتلة زياد ابحيص إنه يجب التوقف كثيرًا على تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى بوتيرة كبيرة في الفترة الأخيرة.
واعتبر ابحيص في حديثه لـ "شبكة قدس" أن اقتحامات بن غبير للأقصى هي بالأساس ليست أمر جديد باعتباره حدثًا معتادًا في السابق، حيث كان يكون باقتحامات مع جماعات الهيكل المتطرف، مشيرًا إلى أن مواقف بن غبير بعدما أصبح وزيرًا أصبحت أكثر حرجًا بالنسبة له على اعتبار أن اقتحاماته ومواقفه قد تسهم في تفجير الموقف.
وأشار الباحث والمختص في شؤون القدس إلى أن وزير الاستيطان والجليل استطاع اقتحام الأقصى يوم الخميس في وقتٍ مسيرة الأعلام بينما بن غبير لم يستطع فعل ذلك واضطر لتأجيل الاقتحام للمسجد حتى هذا اليوم، منوهًا إلى أن تجنب ذلك خوف من زيادة عزلته السياسية.
وبحسب ابحيص فإنه ذلك إلى الاقتحام، اليوم الأحد، كشكل من أشكال التعويض علاوة على أنه يريد التأكيد على مواقفه أنه ما يزال متمسك بموقفه الداعي إلى تهويد المسجد الأقصى، لا سيما وأن عملية الاقتحام شهدت أداء صلوات توارتية للمسجد ولم يقتصر الأمر على الاقتحام فقط.
ووفق المختص في شؤون القدس المحتلة فإنه يجب التوقف عند الهجمة على البلدة القديمة إذ أن هناك محاولة لردع وترويع أهل البلدة القديمة على اعتبار أن هناك محاولة إسرائيلية لترسيخ رسالة مفادها أن المدينة أصبحت مستباحة بالنسبة للإسرائيليين.
ويواصل بالقول: "هذه الحملة التي تخوضها المدارس الدينية الصهيونية والمدعومة بقوات الشرطة الإسرائيلية أخذ دفعة معنوية بعدما حصل في مسيرة الأعلام واقتحام المسجد الأقصى، والذي لم يواجه بما كانوا يتوقعون من إرادة شعبية أو عمليات أو حتى احتمالية تصعيد على جبهة المقاومة".
واستدرك قائلاً: "هذا متفهم لأنه في النهاية الحرب تقاس باتجاهها الإجمالي وليس بمحطة واحدة من محطاتها وهم كانوا متوقعين أنه قد يكون في شيء مختلف، لكن غياب هذا الذي كان يتوقعونه المتمثل بالرباط والعمليات الفردية المقاومة الاشتباك بكل أشكاله، أشعرهم بأنه ربما تكون الفرصة مواتية ونحن أخطأنا بالخوف والحذر الذي كان موجود ويريدون تصحيح هذا الخطأ لكن في النهاية هذا العدوان سيجد من يردعه في نهاية المطاف".
من جانبه قال عضو هيئة أمناء الأقصى فخري أبو دياب، إن اقتحام "ايتمار بن غبير" للمسجد الأقصى المبارك إعلان حرب على الأمة والمقدسات الإسلامية.
وأوضح أن اقتحام "بن غبير"، رسالة يريد من خلالها إثبات أن السيادة على الأقصى للاحتلال، وهو واقع خطير يستدعي من الدول العربية والإسلامية اتخاذ خطوات حقيقية قبل فوات الأوان.
وأكد أبو ذياب أن صمود المقدسيين وإخلاص الفلسطينيين، هو ما سيفشل محاولات الاحتلال بالسيطرة على الأقصى.
وأضاف أن اجتماع حكومة الاحتلال اليوم تحت أنفاق المسجد الأقصى يمثل تعديًا لكل الخطوط الحمراء ومحاولة لشرعنة الاستيطان في القدس.