شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال وحرب "متعددة الجبهات"... الهاجس الذي لا مفر منه

Screenshot (2100)

أصبح خيار اندلاع حرب على أكثر من جبهة حاضراً بشكل أكثر رسوخاً في التفكير العسكري الإسرائيلي، في مقابل السياسات التي تسعى قوى المقاومة في المنطقة لتثبيتها أيضاً باتجاه ترسيخ فكرة "وحدة الساحات"، في المواجهة.

خلال مشاركته في ورشة عمل عقدت في قاعدة "ديان" قرب "تل أبيب" وتهدف إلى "بلورة خطة متعددة السنوات للجيش"، قال رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي إن التحدي العملياتي أمام المؤسسة العسكرية الإسرائيلية هو بناء منظومة قوة تستعد للتعامل مع حرب على أكثر من جبهة.

وشدد هليفي الذي شغل خلال مسيرته العسكرية عدة مناصب في ألوية النخبة والاستخبارات العسكرية وصولاً إلى رئاسة الأركان، واطلع على التحديات التي تطورت في السنوات الماضية على مستوى الأطراف المعادية لدولة الاحتلال، في فلسطين والمنطقة، على ضرورة "بناء القوة لحرب متعددة الجبهات".

تتوافق تصريحات هليفي مع تحذيرات مستويات عسكرية وأمنية علينا في دولة الاحتلال من تحول فكرة الحرب على أكثر من جبهة، إلى "واقع قريب" قد يتحقق في أية لحظة، وآخر هذه التحذيرات كانت تصريحات وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت الذي لم يغادر المؤسسة العسكرية إلا من فترة قصيرة وهو يشير إلى أن نموذج الحرب متعددة الساحات هي الأقرب من ذلك الذي هو مواجهة على جبهة واحدة.

ومنذ سنوات، تصدر الجنرال احتياط في جيش الاحتلال يتسحاق بريك، الذي خدم في وحدات مختلفة وآخرها الهيئة المسؤولة عن تلقي شكاوي الجنود وفحص استعداد الجيش للحرب، الشخصيات العسكرية والسياسية التي تتعامل مع سيناريو حرب على أكثر من جبهة بطريقة "من يحذر من وقوع كارثة"، وهو يشير إلى كميات الصواريخ والطائرات المسيرة التي تتسع أعدادها بين أيدي أعداء "إسرائيل" في المنطقة.

قبل سنوات، كان خروج الجيوش العربية من المواجهة مع جيش الاحتلال وصعود استراتيجية توريط دول المنطقة في التطبيع، يدفع الجبهات المحيطة بالاحتلال إلى "السكونية" أكثر، لكن انتفاضة الشعب الفلسطيني ثم صعود قوى المقاومة في غزة والمنطقة جعل هاجس دولة الاحتلال التاريخي من انقضاض محيطها عليها أمراً واقعياً، وهو ما يلخصه قائد كتائب القسام محمد الضيف في كلمته الأخيرة في مهرجان انطلاقة حماس: "فلتتوحد كل الجبهات ولتفتح كل الساحات".

مثلت عمليات القصف الصاروخي على أكثر من جبهة في جنوب وشمال فلسطين المحتلة، خلال شهر رمضان، تزامناً مع عمليات نوعية في الضفة والقدس والداخل نموذجاً مصغراً عن حرب "متعددة الجبهات" باتت واقعاً تتعامل معه كل الأطراف.

لكن في الواقع فإن هذا السيناريو يحتاج إلى مزيد من بناء القوة لدى قوى المقاومة، في المنطقة، وتجنيد مزيد من قوى الأمة في المواجهة وتوحيدها نحو الهدف وهو تخليصها من القوة الاستعمارية "إسرائيل" التي تشكل خنجراً في قلبها ويمنعها من التقدم نحو الاستقلال والنهضة.

 

 

#غزة #فلسطين #الاحتلال #إسرائيل #الضفة #المقاومة #الداخل #هرتسي هليفي #يوآف غالانت #حرب متعددة الجبهات