فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: عبَرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في تصريحاتها في ذكرى نكبة فلسطين عن انحياز كامل للدعاية الصهيونية.
رئيسة المفوضية الأوروبية قالت في رسالة عبر حسابها على "تويتر" لتهنئة دولة الاحتلال الإسرائيلي، في ذكرى مرور 75 عاماً على قيامها بعد تدمير وتهجير مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني، إن "إسرائيل هي الديمقراطية النابضة بالحياة في قلب الشرق الأوسط".
دير لاين تبنت بشكل واضح الدعاية التي روجتها الحركة الصهيونية في سبيل تدمير الشعب الفلسطيني وإقامة كيانها الاستعماري مكانه وهي أن "إسرائيل حولت الصحراء إلى جنة"، رغم أن كل الوثائق التاريخية والبصرية والتي أصدر نسبة منها مستشرقون ورحالة أوروبيون تؤكد على تنوع وثراء الحياة الزراعية والعمرانية والأدبية والسياسية، في فلسطين، قبل موجات هجرات المستوطنين الصهاينة بحماية ورعاية القوى الاستعمارية على رأسها بريطانيا.
ونفذت دولة الاحتلال منذ قيامها جرائم بحق شعوب المنطقة طالت المقدرات الطبيعية وتؤكد تقارير المؤسسات الحقوقية على حجم الدمار الذي ألحقته سياسات الاستعمار الصهيوني بالبيئة والمياه في فلسطين المحتلة.
وزارة الخارجية الفلسطينية قالت إن "ادعاء المفوضة بأن إسرائيل جعلت الصحراء تزهر، هو خطاب دعائي، يجرد الشعب الفلسطيني من إنسانيته، ويمحوه، ويزيف تاريخه الغني وحضارته، كما أنه يبيض الاحتلال غير الشرعي ونظام الفصل العنصري، ويكرس لإنكار النكبة".
وفي سياق متصل، قالت الجبهة الديمقراطية رداً على تصريحات المفوضة الأوروبية: كيف تكون "إسرائيل" الديمقراطية النابضة وقد قامت على شلالات الدم وحروب الإبادة والمجازر.
وأكدت الجبهة أن "النخب السياسية لم تتخلص من سياسة الاستعلاء على الشعوب التي تقوم على التمييز العنصري والتطهير العرقي والذي أدى عام 1948 لتهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني خارج ديارهم وتحويلهم إلى لاجئين ما زالوا يعانون حتى اليوم الآثار المدمرة للغربة والبعد عن الوطن".
وقالت: هذه التصريحات تشكل دعماً للسياسة الإسرائيلية الإجرامية التي تقوم على التطهير العرقي والفصل العنصري والتهجير القسري لأبناء شعبنا الفلسطيني، وشويهاً للحقائق وتزييفاً للوقائع وإهانة للتاريخ الذي رصدته قرارات الأمم المتحدة بوقائع بياناتها المختلفة، وأدانت المجازر والاعتقالات الاقتحامات والاستيطان وسرقة الأرض وضمها بسياسة الأمر الواقع ونهب ثرواتها ومقدرات الشعب الفلسطيني.
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى "الاعتذار للشعب الفلسطيني عما صدر منها من تصريحات مدانة، ولقراءة التاريخ جيداً والاطلاع على قرارات الأمم المتحدة التي أدانت إسرائيل، وسجل الجرائم التي ارتكبتها الحركة الصهيونية وعصاباتها الفاشية بحق الشعب الفلسطيني بدعم واسناد من التحالف البريطاني- الأميركي وبتواطؤ إقليمي مكشوف أزاح التاريخ بعضاً من صفحاتها السوداء باعتبارها فضائح سياسية وقومية لا تغتفر".
وقالت الجبهة الشعبية إن "تصهين بعض مسؤولي الاتّحاد الأوروبي والقوى اليمينيّة الأوروبيّة الغربيّة ودفاعها المستميت عن الرواية الصهيونية، وتشريعها لجرائم الكيان الصهيوني واحتلاله وعدوانه وجرائمه، لا يشير إلى حقيقة وجود حالة رفضٍ كبيرةٍ للاحتلال، وحتى لانحياز الاتحاد الأوروبي للكيان من داخل البرلمان الأوروبي نفسه، إضافةً لتصاعد أنشطة المقاطعة والرفض للكيان داخل أوروبا".
ودعت الجبهةُ الاتحاد الأوروبي إلى "الاعتذار لشعبنا على مسلسلٍ طويلٍ من الانتهاكات والممارسات واستمرار دعمه غير المحدود للكيان بالمال والسلاح، ومنحه الحصانة والإفلات من جرائمه ومجازره التي يرتكبها بحقّ الشعب الفلسطيني".
وأكدت أن "الاحتلال باطلٌ وغيرُ شرعي، وأنّ فلسطين من نهرها إلى بحرها هي وطنُ الشعب الفلسطيني الذي لم ولن يحيد عنه، مهما تكالبت عليه كلُّ القوى المتصهينة في العالم".
واستنكر البرلمان العربي تصريحات المفوضة وقال إنها "تخالف الأعراف والمواثيق والشرعية الدولية وتعطي حق للاحتلال على حساب قضية الشعب الفلسطيني".
وقالت الجمعية الاجتماعية الثقافية لفلسطينيي بولند إن التصريحات تثبت مرة أخرى أنّ "الاتحاد الأوروبي هو شريك إسرائيل في عدوانها واحتلالها، وأحد المساهمين الرئيسيين في بقاء واستمرار هذا الكيان الاستيطاني العنصري والاستعماري ونكبة الشعب الفلسطيني.
وأضافت: أيادي الاتحاد الأوروبي وأميركا ستبقى ملطخة بدماء شعبنا الفلسطيني.
وأكد رئيس اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا، فوزي إسماعيل، أن هذه التصريحات المنحازة للاحتلال الصهيوني "كاذبة ومُضللة، وتُمثّل هروباً متعمداً من واقع وحقيقية وطبيعة الكيان الاستعماري الصهيوني العنصري التي كان لأوروبا دور في تأسيسه ونكبة الشعب الفلسطيني وتشرد مئات آلاف الفلسطينيين في دول الشتات وأصقاع الأرض، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي".
وأضاف في بيانه: التصريحات تُعبرّ عن تجاهل للحقيقة والتاريخ، وتناقض فج مع الحقائق المثبتة حول جرائم الاحتلال العدوانية على الأرض، وتنم عن موقف عدائي تجاه مئات الآلاف من المواطنين في أوروبا من أبناء الشعب الفلسطيني الذين ما زالوا يدفعون ثمن العدوان الاحتلالي وعذابات اللجوء والتشرد .
ودعا المسؤولين الأوروبيين إلى "التعامل مع القضية الفلسطينية وفقاً للحقائق الفعلية، وانسجاماً مع القرارات الدولية المنصفة لشعبنا".
وشدد على أن ما يُسمى "استقلال اسرائيل" هو "نكبة الشعب الفلسطيني، وكفاح الشعب الفلسطيني هو الذي يجب أن يبقى حاضراً وليس الرواية الصهيونية القائمة على مجموعة من الأكاذيب الوجودية والتاريخية والتي ثبت بالمضمون كذبها وعقمها".
واعتبرت المبادرة الوطنية أن وصف فون ديرلاين لدولة الاحتلال بــ"الديمقراطية" يتجاهل أنها "صاحبة أطول احتلال في التاريخ الحديث و طابعها العنصري البغيض الذي يتجسد في أسوأ نظام أبرتهايد عنصري في تاريخ البشرية أفرز حكومة فاشية يتربع على سدتها فاشيون مثل بين غفير وسموتريتش".
وأضافت: تصريحات فون دير لاين تمثل تمجيدا لنظام الاحتلال والأبرتهايد والعنصرية وفي الوقت الذي تتباكى فيه على القانون الدولي وحقوق الإنسان في أماكن أخرى من العالم.