فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: يتجدد ذكرى "يوم الأسير" الفلسطيني في هذا العام وأمام الحركة الوطنية الفلسطينية تحديات جديدة وضعتها خطة الاحتلال العدوانية ضد الحركة الأسيرة، التي لم تتوقف عن النضال حتى داخل الزنازين، في مواجهة سياسات القتل البطيء واليومي للقضاء على نخبة المناضلين الفلسطينيين الذين دخل طيف منهم أكثر من 30 عاماً متواصلة في السجون.
العام الحالي حمل معه تهديدات جديدة للأسرى بعد صعود تيار "الصهيونية الدينية"، في حكومة الاحتلال، وتولي إيتمار بن غفير وزارة الأمن القومي التي ضمت إليها مسؤولية التنكيل بالأسرى، ليضاعف من إجراءات عدوانية بدأت منذ سنوات لتفتيت الحركة الأسيرة الفلسطينية وتحطيم قوتها، تزامناً مع مساع لإقرار حزمة قوانين معادية للأسرى، بينها قانون الإعدام.
مؤسسات الأسرى قالت إن الاحتلال يحتجز في سجونه أكثر من 4900 فلسطيني، بينهم 31 أسيرة، و160 طفلاً يعيشون ظروفاً معقدة وصعبة تزيد من قسوة السجون.
وذكر نادي الأسير أن عدد المعتقلين الإداريين بلغ 1000 معتقل، في نسبة هي الأعلى منذ سنوات في ظل الحملات العدوانية اليومية التي يشنها جيش الاحتلال، في الضفة والقدس المحتلتين، بهدف قمع الحراك الثوري المتصاعد.
وعلى صعيد الأسرى المرضى، الذي زادت سياسات الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال من أوجاعهم وأمراضهم، فقد بلغ عددهم أكثر من 700 بينهم 24 مصابون بأمراض السرطان بدرجات متفاوتة.
وبلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 حوالي 236 شهيداً، يحتجز الاحتلال جثامين 12 شهيداً منهم، ويرفض تسليمها لعائلاتهم التي اكتوت بنار الفراق والبعد سنوات طويلة، وآخر شهداء الحركة الأسيرة هذا العام كان القائد ناصر أبو حميد الذي ارتقى بعد معاناة من مرض السرطان الذي ضاعفت منه سياسات القتل البطيء من قبل إدارة سجون الاحتلال، والأسير أحمد أبو علي من مدينة يطا جنوب الخليل.
ويقضي 554 أسيراً أحكاماً بالسجن المؤبد "مدى الحياة" وارتفع عدد الأسرى الذين أمضوا أكثر من 20 عاماً متواصلة نحو 400 أسير.
كما يواصل الاحتلال اعتقال 15 صحفي فلسطيني بعضهم محكوم بالسجن المؤبد "مدى الحياة".
الأسيرات... الجرح المفتوح
وفي ملف الأسيرات، قال نادي الأسير إن أقدم الأسيرات في سجون الاحتلال اليوم هي الأسيرة ميسون موسى من بيت لحم، المعتقلة منذ عام 2015، ومحكومة بالسّجن لمدة 15 عامًا.
وأوضح أن أعلى الأحكام التي صدرت بحقّ الأسيرات كانت على النحو التالي: شروق دويات، وشاتيلا ابو عيادة المحكومتان بالسّجن لـ(16) عاماً، وميسون موسى لمدة (15) عامًا، وعائشة الأفغاني لمدة لـ(13) عاماً.
وذكر أن من بين الأسيرات: أسيرتان معتقلات إداريًا وهما: رغد الفني، وروضة ابو عجمية.
وأضاف أن من أصعب الحالات من بين الجريحات، الأسيرة إسراء جعابيص، التي تعاني من تشوهات حادة في جسدها، جرّاء تعرضها لحروق خطيرة، أصابت 60% من جسدها، وذلك جرّاء إطلاق جنود الاحتلال النار على مركبتها عام 2015، والذي تسبب بانفجار اسطوانة غاز في مركبتها.
ومن من بين الأسيرات الأسيرة عطاف جرادات من جنين، وهي أمّ لثلاثة أسرى وهم (عمر، وغيث، والمنتصر بالله) جرادات.
وأشار النادي إلى أن غالبية الأسيرات المحكومات أحكامًا عالية من القدس.
الفصائل: حرية الأسيرات واجب على رأس الأولويات
من جانبها، أكدت حركة حماس أن "قضية تحرير الأسرى من سجون الاحتلال هي قضية وطنية بامتياز، وكانت وستبقى على رأس أولويات الحركة، التي لن تدّخر جهداً أو وسيلة لتحقيق الوفاء لهم".
وحذرت حكومة الاحتلال من "تصعيد انتهاكاتها وجرائمها الممنهجة ضد أسرانا الأبطال في سجونها"، ودعت "جماهير شعبنا وقواه الحيّة وفصائله الوطنية إلى توحيد الجهود وحشد كل الطاقات لنصرة الأسرى بكل الوسائل، وإلى تعزيز التكافل والاهتمام بعوائل الأسرى وأبنائهم وفاءً يليق بمكانتهم وتضحياتهم".
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إنّ الأسرى في سجون الاحتلال يمثلون "عنواناً كبيراً في مسيرة الشعب الفلسطيني، وهم في جبهة متقدمة من المواجهة مع العدو الغاشم"، وأكدت أن "مسؤولية خلاصهم وتحريرهم من سجون الاحتلال الفاشي تتشارك فيها كل أذرع المقاومة التي تضع هذا الهدف على رأس قائمة اهتماماتها"
وتابعت: يوم الأسير الفلسطيني يأتي في ظل ما يسطره أبطالنا الأسرى والأسيرات من صمود عظيم وهم يقفون بقوة وثبات في مواجهة سياسات الإرهاب والعدوان التي تنكسر أمام وحدتهم وعنادهم، فبرغم الألم والمعاناة استطاع أسرانا كسر إجراءات الإرهابي المتطرف إيتمار "بن غفير" بحقهم.
وأضافت: المعركة التي يخوضها الشيخ خضر عدنان تجسد روح التحدي والإصرار ورفض الخنوع والاستسلام أمام محتل إرهابي، يمارس القمع والانتهاكات، ويلاحق أحرار شعبنا ورموزه محاولاً اسكات صوت المقاومة الذي سيظل يصدح ويقاتل في كل أجاء فلسطين، مهما بلغت التضحيات.
ودعت "شعبنا وأحرار أمتنا إلى حشد كل الطاقات، سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً وإنسانياً، لمزيد من الدعم لصمود أسرانا، وإلى أوسع مشاركة في فعاليات وأنشطة نصرتهم وإسنادهم، وتفعيل قضيتهم وإبقائها حيّة في كل المحافل والمناسبات".
وقالت: نعاهد شعبنا وأسرانا على استمرار القتال والجهاد والمقاومة، حتى تحرير أرضنا وحرية شبعنا وأسرانا وعودة كل لاجئ إلى أرضه ووطنه.
وأكدت الجبهة الشعبية، في بيان بمناسبة يوم الأسير، أن "ما أقدمت عليه الحكوماتُ الصهيونيّةُ المتعاقبةُ من إجراءاتٍ وممارساتٍ قمعيّةٍ وترهيبيّةٍ بحقّ الأسرى، وصولًا إلى تصعيدها بمستوياتٍ أعلى بكثيرٍ في ظلّ حكومة نتنياهو - بن غفير – سموتريتش الفاشيّة، لم تفت من عضد الحركة الوطنيّة الأسيرة وتماسكها ووحدتها".
وقالت: سجّل الأسرى والأسيرات - وما زالوا - تاريخًا مشرّفًا وزاخرًا بالعطاء والتضحية والإيثار في سِفْر نضالنا الوطنيّ المستمرّ، حيث تُكثّف قضيّتهم جدليّة العلاقة بين الإنسان والحريّة، التي تنصهر فيها حريّة الفرد بحريّة شعبه على طريق تحقيق أهدافه الوطنيّة والتاريخيّة الكبرى في الاستقلال والعودة وتقرير المصير.
وشددت على أن هذا "يدعو الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة لأنْ تكون بمستوى التحدّيات التي تنتصب أمام الحركة الأسيرة وحقوقها؛ وأوّلها الحقّ في الحريّة، وكذلك حقوقهم الإنسانيّة، وهذا يتطلّب أن تكون قضيّتهم على رأس أجندتنا الوطنيّة؛ قوًى وفصائلَ ومؤسّساتٍ ومراكزَ حقوقيّةً وإنسانيّة، وتلك المتخصّصة في قضيّتهم، بما يخرجها من دوائر الموسميّة وردّات الفعل، إلى العمل اليومي المتواصل، ويضعها أمام المؤسّسات والمحافل الدوليّة الحقوقيّة والقانونيّة والإنسانيّة؛ دفاعًا عنهم في وجه الإجراءات والممارسات الصهيونيّة وحقّهم الطبيعيّ في الحريّة".
وأضافت: لا انفصال في خوض معركة الحريّة والانعتاق، من خلال النضال ضدّ الوجود والمشروع الصهيوني في قلب الوطن العربي؛ فلسطين، بترابطه العضويّ مع المشروع الاستعماريّ الإمبرياليّ الغربيّ، الذي لاحق – ويلاحقُ - الثوّار من أجل الحريّة في مختلِف بقاع الأرض؛ دولًا وشعوبًا وأفرادًا.
ووجهت الجبهة "تحيّة الفخر والاعتزاز والتقدير للمناضل الأمميّ الرفيق جورج عبدالله، الذي يشارف على دخول عامه الأربعين في سجون الإمبرياليّة الفرنسيّة"، حسب وصفها، وقالت: إن استمرار اعتقاله طوال هذه السنوات، ورفض كلّ مطالب الإفراج عنه؛ يؤكّدُ ويكشفُ بوضوحٍ زيف ادّعاءات التنظير لما يسمّى بــ "العالم الحرّ" الداعي إلى حقوق الإنسان والديمقراطيّة والسلام، فهذه لا تنتزع إلا بالإرادة الحرّة للشعوب ووحدتها في ساحات النضال المختلفة، من أجل إرساء المفاهيم الحقيقيّة للعالم الحرّ المنشود، بعيدًا عن الاحتلال والهيمنة وسرقة ثروات الشعوب وحقوقها وحرمانها من حريّتها وتقرير مصيرها.
وشددت الجبهة الديمقراطية على أن "قضية الأسرى تعتبر إحدى أهم القضايا الوطنية، وأهم عناوين الصراع مع العدو المحتل، ةلا حرية لشعبنا الفلسطيني بدون تحريرهم، فهم كالشهداء الذين يضحّون بحريتهم وحياتهم من أجل أن يتحرر ويحيا شعبنا".
وأضافت: لمعارك التي يخوضها أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، ومن ضمنها المعركة الأخيرة التي كان الأسرى يستعدون لها مع بداية شهر رمضان الحالي والتي انتهت بانتصارهم البطولي، لم يكن له أن يتحقق لولا وحدة الحركة الأسيرة والتفاف الشعب الفلسطيني ووقوفه مع الأسرى في معركتهم باعتبارها هي معركة الشعب كله، كما هي معارك الصمود في نابلس وجنين والخليل ورام الله والقدس وغزة وباقي الأراضي الفلسطينية وأراضي الـ48 وفي أماكن اللجوء والشتات.
وقالت حركة الأحرار، في بيان صحفي، إن "قضية الأسرى ستبقى على رأس أولويات شعبنا ومقاومته، والمقاومة وحدها الكفيلة بتبيض السجون".
وأكدت أن "قضية الأسرى قضية وطنية بامتياز توحد شعبنا، وهذا يفرض علينا جميعاً نصرتهم ومساندتهم والعمل بكل قوة للضغط لوقف إجرام الاحتلال بحقهم وتحقيق حريتهم".