شبكة قدس الإخبارية

معهد الأمن القومي الإسرائيلي: حماس تتحكم بالمشهد الفلسطيني والأحداث الأخيرة عززت ذلك

كتائب-القسام-4
ياسر مناع

ترجمات عبرية - خاص قدس الإخبارية: قال معهد الأمن القومي الإسرائيلي إن حركة حماس عززت من سيطرتها على المشهد الفلسطيني خلال الآونة الأخيرة، لاسيما بعد موجة العمليات الأخيرة في الضفة الغربية وإطلاق الصواريخ من لبنان وقطاع غزة.

وتحدث الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي أودي أويكل إن ما يسمى "عيد الفصح" اليهودي شهدت دولة الاحتلال تصعيدًا متعدد الجبهات لم نشهده في منطقتنا منذ فترة طويلة: تم إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان وكذلك من قطاع غزة ، ووقعت عمليات في الضفة الغربية.

وبحسب معهد الأمن القومي فإن "سبب التصعيد في الساحة الفلسطينية خلال عيد الفصح وشهر رمضان 2023 هو الاشتباكات التي وقعت في 5 نيسان بين شرطة الاحتلال وشبان فلسطينيين في المسجد الأقصى، وصور قاسية انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي واخلاء قسري للمسلمين".

وزعم أويكل الباحث في المعهد أن الشباب (معظمهم ينتمون إلى حركة حماس الذين تمكنوا من دخول الحرم القدسي بدون تصاريح وزعموا أنهم أرادوا الاعتكاف - ممارسة رمضانية للإخلاص في شهر الصيام الذي يشترط البقاء ليلاً داخل جدران المسجد).

وكان رد "المقاومة" الفلسطينية هو إطلاق وابل من 34 صاروخا في اليوم التالي من جنوب لبنان - وهي الأعنف منذ حرب لبنان الثانية. وفي الوقت نفسه، تم إطلاق صواريخ من قطاع غزة، ووقعت عمليات إطلاق نار في الضفة الغربية.

 وأشادت حماس بإطلاق الصواريخ من مناطق سيطرة حزب الله في جنوب لبنان، فيما قال حزب الله من جهته إن عمليات الإطلاق تمت دون علمه، رغم أنه أعرب عن دعمه لها.

ووفق الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي فإن شهر آذار شهد تحذيرًا لنائب رئيس المكتب المركزي لحماس والمسؤول عن الضفة الغربية صالح العاروري للاحتلال وألمح إلى أن التصعيد قد يشهد حضورًا لساحات أخرى مثل ما جرى من لبنان خلال الشهر الجاري.

وأضاف: "خلافًا للادعاء بأن حزب الله لم يكن طرفا في قرار حماس بإطلاق وابل من الصواريخ من جنوب لبنان إلى شمال إسرائيل، تظهر عدة حقائق وهي: من المستحيل أن حزب الله لم يكن على علم بوضع قاذفات الصواريخ في جنوب لبنان وإخفائها، وفي نفس السياق - من الصعب الافتراض أن حماس تصرفت بشكل مستقل في المنطقة دون موافقة حزب الله ومعرفة إيران".

وواصل أويكل قائلاً: "نشرت وكالات إعلامية متخصصة في إيران أن إيران وحزب الله كانا على علم مسبق بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، وحتى تعهد حزب الله الأولي بالسماح بإطلاق صواريخ من هذه المنطقة في حال "تدنيس" المسجد الأقصى من قبل إسرائيل".

وأشار إلى أن قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، التقى في السفارة الإيرانية في بيروت في 6 أبريل، مساء اليوم التالي لإطلاق الصواريخ من لبنان إلى شمال فلسطين المحتلة مع رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية ونائبه صالح العروي وكبار المسؤولين في الجهاد الاسلامي وعناصر لبنانية مقربة من حزب الله.

 كما لوحظ أن الطرفين أقاموا إفطار في رمضان وتحول الإفطار إلى غرفة عمليات مشتركة لتنسيق عمليات إضافية "، وبعد يومين التقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بوفد من قيادة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وأعلن على الموقع الرسمي لحزب الله أن الطرفين ناقشا آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية بما في ذلك أحداث المسجد الأقصى، ويصعب الافتراض أن هذه اللقاءات كانت ستحدث لو تجاوزت حماس قواعد اللعبة المتفق عليها بين شعبها وحزب الله، بحسب معهد الأمن القومي الإسرائيلي.

ولفت الباحث في معهد الأمن القومي إلى أن إنجازات حماس في جولة التصعيد حتى الآن لم تلغ استفادتها من الأحداث في الحرم القدسي من أجل زيادة كبيرة في نطاق العمليات وسيطرت بشكل كامل على الأجندة الفلسطينية والإقليمية، بينما أظهرت في الوقت نفسه عدم أهمية السلطة الفلسطينية، وذلك على الرغم من اجتماعات القمة التي عقدت مؤخرًا في العقبة بالأردن وشرم الشيخ في مصر بهدف تنسيق التحركات التي من شأنها منع التصعيد.

واعتبر أن نجاح حماس في إطلاق الصواريخ من لبنان إلى فلسطين المحتلة يبرز صورتها ودعمها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مقارنة بالتآكل المستمر لمكانة التيار الرئيسي لحركة فتح، التي لا تزال موالية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وأوضح أن تقارب حماس والجهاد الإسلامي مع محور إيران وحزب الله وزناً أكبر في ضوء الاتجاهات الإقليمية: تقارب بين إيران والسعودية بوساطة صينية والذي من المحتمل أن ينهي الحرب مع الحوثيين في اليمن إلى جانب تحسن العلاقات بين السعودية ومصر ونظام الأسد، والذي من المتوقع أن يؤدي إلى عودة سوريا إلى صفوف جامعة الدول العربية في الاجتماع الذي سيعقد في الرياض في مايو.

وخلص الباحث أويكل إلى أن التصعيد متعدد الساحات يوضح تلاقي محور المقاومة الفلسطيني، الذي يعتمد على حماس والجهاد الإسلامي ، مع محور إيران - حزب الله، الذي يحاول السيطرة على النضال الفلسطيني في إسرائيل، وفقًا لاحتياجاته. وفي الوقت نفسه يوسع نطاق ردها على الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية وحزب الله في سوريا من خلال تشجيع وتعزيز "الإرهاب" الفلسطيني (من خلال توحيد الساحات وتهريب الأسلحة والمال). أما توقيت التصعيد فهو وثيق الصلة بالأزمة الداخلية في إسرائيل ويعكس الجرأة المفرطة لأعدائها ومحاولة من جانبهم لاختبار ما إذا كانت قدرتها على الصمود قد ضعفت ونشأت فرصة لتغيير قواعد اللعبة ضدها.

ووفق المعهد فإن لتقارب المحاور عدد من الأهداف المشتركة وهي: (1) حصر "إسرائيل" في حدودها عن طريق زيادة عدم الاستقرار الأمني في أراضيها، و(2) تعزيز الذراع العسكرية لحركة حماس المتمركزة في لبنان والتي تبني البنى التحتية العسكرية تحت مظلة الردع لحزب الله ، بحيث تنفذ العمليات في القدس وإسرائيل والضفة الغربية وجنوب لبنان.

وادعى إلى أن من بين الأهداف التعجيل بنهاية عهد السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي وإثارة فلسطينيي الداخل المحتل حول سلوك الحكومة الإسرائيلية في الأقصى من أجل إشعال النار في الشارع الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة عام 1948 والإضرار بعمليات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية وخرق اتفاقيات السلام بينها وبين الأردن ومصر.