فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: كشفت الوثائق المسربة من البنتاغون الأمريكي، أن اجتماعاً عقد في الخارجية الأردنية قبل يوم من اجتماع العقبة، بحث ضرورة تدخل الأردن لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، بحسب ما نقلت صحيفة "جوردن نيوز".
وجاء في الوثيقة، أن الاحتلال الإسرائيلي سعى أيضاً إلى تجنب انهيار السلطة خشية توليها مسؤولية الخدمات في الضفة الغربية كالمدارس والمستشفيات.
ومؤخرا، تم تسريب العديد من وثائق المخابرات الأمريكية عبر الإنترنت، كشفت معلومات حساسة تتعلق بمختلف البلدان، بما في ذلك الأردن والاحتلال الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية.
وأشارت إحدى الوثائق المسربة أن لقاء عقد بين وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وأمين عام وزارة الخارجية لينا الحديد، حيث بحثا المؤتمر الإسرائيلي الفلسطيني في العقبة، والذي كان مقررا في اليوم التالي في ذلك الوقت.
وبحسب الوثيقة، قال الصفدي للحديد إن الحكومة الأردنية تحملت الكثير محلياً من أجل ترتيب قمة العقبة وسط العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، لكن الأردن ليس لديه خيار آخر لمنع المزيد من التصعيد والانهيار المحتمل السلطة الفلسطينية.
وكشفت الوثيقة أيضا أن التدخل الأردني كان يجب أن يحدث قبل حلول شهر رمضان، وأن الاحتلال الإسرائيلي سعى إلى تجنب انهيار السلطة الفلسطينية.
وكشفت وثيقة أخرى التقييم الأمريكي للأحداث التي وقعت في الضفة الغربية في 26 فبراير 2023، وأظهرت تقييم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ينفي موافقته على وقف التوسع الاستيطاني، على الرغم من البيان المشترك الذي نُشر بعد قمة العقبة.
في السياق، أكد المسؤولون الأمريكيون صحة الوثائق المسربة، وقالوا إنها تقارير حقيقية، لكنهم حذروا أيضًا من أن بعض النسخ التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي قد تم تغييرها، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
وكشفت الوثائق الأمريكية الأمنيّة التي سرّبت عبر مواقع التواصل خلال اليومين الماضيين، وأعلنت وزارتا الدفاع (البنتاغون) والعدل الأميركيتين فتح تحقيق داخلي بشأنها، أن السلطة الفلسطينية حافظت على التنسيق الأمني مع الاحتلال خلال الفترة التي أعلنت فيها وقفه.
ووفق صحيفة "نيويورك تايمز" فإن التسريبات جرت خلال مارس/آذار الماضي على منصة "ديسكورد" التي تحوي غالبًا هواة الألعاب والدردشة الصوتية والمكتوبة؛ قبل أن يُكشف عنها الخميس، حينما بدأ تداول الوثائق على نطاق واسع بين روّاد مواقع التواصل وبالذات تلك التي تتضمن معطيات عن الاستعداد القتالي للقوات الأوكرانية والموقف الميداني على الأرض قبيل الهجوم المضاد المرتقب في الربيع.
وتبيّن لاحقًا أن التسريبات تغطّي كذلك نطاقًا واسعًا من الملفات الأمنية، وتشمل، من بين أمور أخرى، الصين، والاتحاد الأوروبي، وكذلك الملف الفلسطيني، وأدوار "إسرائيل" في الحرب الأوكرانية.
وبحسب ما يظهر في منشور للصحافي الاستقصائي أريك تولر على "تويتر"، والذي دخل بنفسه إلى منصة "ديسكورد" واطّلع على التسريب قبل حذفه، فقد تضمّنت إحدى الوثائق الأميركية قراءة أمنية للوضع في الضفة الغربية بعد قمة العقبة، والتي رافقتها عملية استشهادية في حوّارة، ثم هجمة ليليّة للمستوطنين بالأسلحة النارية والعصي والعبوات الحارقة.
وتنصّ الوثيقة بشكل واضح على أن "العمليات الإسرائيلية والفلسطينية لتحديد مكان المقاومين الفلسطينيين لا تزال مستمرّة"، على عكس ما ظلّ يؤكده مسؤولون في السلطة حتى ذلك الحين".
وتتوقّع الوثيقة الأمنية الأميركية أن "تتفاقم الاضطرابات في الضفة"، وأن تستمرّ العمليات الفلسطينية وهجمات المستوطنين، "ما من شأن ذلك أن يدفع (إسرائيل) للتخلي عن اتفاق العقبة"، مع ملاحظة أن التقرير الاستخباري الأميركي يعرّف إسرائيل ضمنًا باسم "القدس"، وهو اصطلاح غير مألوف في اللغة الدبلوماسية الرسمية، رغم أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تغيّر موقفها من القدس عمّا انتهت إليه إدارة سلفه دونالد ترامب.
وقبل نحو شهر من ذلك التاريخ، كانت السلطة قد أعلنت وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، عقب المجزرة التي اقترفها في 26 يناير/كانون الثاني في جنين وأسفرت عن استشهاد 10 فلسطينيين؛ ولم تعلن عن عودة الاتصالات في هذا الاتجاه.
وكان تقرير لصحيفة "هآرتس" قد أكد، في وقت قريب من ذلك التاريخ، أن التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي ما زال متواصلًا، وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتخذ قراره "لأنه لم يبق أمامه خيار آخر سوى خطوته الاعتيادية بالإعلان عن وقف التنسيق الأمني".