غزة - خاص قدس الإخبارية: لا تخلو جولة تصعيد بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي من مفاجآت صغيرة كانت أو كبيرة، تعمل الأذرع العسكرية على تحضيرها بهدوء وصمت خلال فترات التهدئة لتكون بين يدي مقاتليها لمباغتة الاحتلال.
وكان لافتًا خلال جولة التصعيد الإسرائيلية الأخيرة حضور منظومة الدفاع الجوي بين أيدي الأذرع العسكرية لقوى المقاومة الفلسطينية في غزة، سواء كتائب القسام وحتى كتائب المجاهدين الذراع العسكرية لحركة المجاهدين الفلسطينية، بعشرات القذائف التي أطلقت تجاه طائرات الاحتلال الحربية.
وفي يناير الماضي، كشفت مصادر خاصة لـ "شبكة قدس" عن استخدام كتائب القسام صواريخ "أرض - جو" في عملية التصدي لطائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية التي كانت تقوم بعمليات قصف بحق أهداف ومواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
ووفق المصادر فإن الاستخدام لهذه المنظومة التي جرى العمل على تطويرها محليًا يأتي في إطار تجارب غير معلنة بشكل رسمي، وضمن محاولات القسام لفرض واقع جديد على طيران الاحتلال الحربي خلال قصف استهدافه للقطاع، خصوصًا وأن منظومة "السام 7" أو ما يعرف "بـستريلا" ظهرت في قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2012 التي بدأت باغتيال القيادي البارز في كتائب القسام أحمد الجعبري الذي كان يشغل منصب نائب القائد العام محمد الضيف.
ولاحقاً استخدمت عدة أذرع عسكرية من بينها سرايا القدس منظومة "سام 7" خلال حرب عام 2014 وجولات التصعيد التي أعقبتها، حيث يتم إطلاق هذه المنظومة من قبل المقاومين وتحمل على الكتف لحظة الإطلاق واتسع انتشارها بين الأذرع العسكرية.
تاريخ "ستريلا" أو "سام 7"...
ظهرت صواريخ ستريلا في العام 1959 حيث بدأ السوفييت بتطوير هذا النظام ودخلت الاستخدام فعلياً في العام 1968، وبدأ إنتاجه على نطاق واسع في العام 1970، وكان هذا الصاروخ عنصراً أساسياً في الحرب الباردة، بعد ذلك التاريخ، أنتج الاتحاد السوفييتي كميات ضخمة من صواريخ "ستريلا"، وزوّد حلفاءه في مختلف دول العالم بأعداد كبيرة منه، بما في ذلك الحلفاء في الشرق الأوسط، مثل سوريا ومصر وليبيا، فضلاً عن الحركات الثورية حول العالم.
أما صواريخ "سام 7" - المحمولة على الكتف والمضادة للطائرات الحربية- فتكمن خطورتها في أنها ذات تأثير مزدوج، وذلك بسبب سهولها التنقل بها وحملها على الكتف، إلى جانب قدرتها على مفاجأة الطائرات الحربية المعادية التي تحلق على ارتفاعات منخفضة من 500 إلى 1500 متر، حيث بالإمكان إطلاق هذه الصواريخ خلال ثوان معدودة، من دون أن تتمكن أي وسيلة استطلاع جوي من رصدها أو اعتراضها.
وتجبر صواريخ "سام 7" الطائرات الحربية على اختيار أحد أمرين، إما أن تحلق على ارتفاعات منخفضة لتصيب أهدافها بدقة، وفي هذه الحالة تكون في دائرة استهداف هذه الصواريخ المضادة ويتم ضربها وإسقاطها، أو أن تحلق على ارتفاعات عالية لتكون خارج نطاق استهداف الصواريخ.
الحرب الجوية.. الطائرات المسيرة والمفخخة
وعند الحديث عن الصراع في السماء أيضًا يجب الإشارة إلى المسيرات التي طورتها المقاومة الفلسطينية منذ عام 2014 والتي أدخلت إلى الاستخدام للمرة الأولى في المواجهة التي حملت اسم "العصف المأكول" من خلال طائرات الأبابيل متعددة الاستخدام.
لكن بداية العمل على مشروع التطوير في دمشق عام 2006 حينما قاد فريق علمي تابع للمقاومة الفلسطينية العمل على تطوير الطائرة المسيرة بدون طيار، قبل أن ينتقل الفريق لخوض تجارب والحصول على مزيد من الخبرات من الجانب الإيراني، وفقاً لمعلومات سابقة كشفت عنها القسام.
وشهدت هذه الطائرات الإشارة للمهندس التونسي الراحل محمد الزواري أحد القائمين على مشروع كتائب القسام لتطوير الطائرات بدون طيار بنسخها الثلاث، أبابيل A1A للمهمات الاستطلاعية، أبابيل A1B للهجوم والإلقاء، وأبابيل A1C الهجومية الانتحارية.
ولاحقًا كشفت كتائب القسام عن امتلاكها طائرات شهاب المتطورة بشكل أكبر من طائرات الأبابيل والتي شهد معركة سيف القدس استخدامًا أوسعًا لهذا السلاح مقارنة مع الأبابيل، من خلال الهجمات الانتحارية التي شنتها الطائرات لأهداف عسكرية إسرائيلية ومحطات للطاقة.
أما سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي فكشفت هي الأخرى عن "مسيرة جنين" في 28 أبريل 2022 الماضي حيث كان الاستخدام الأولي لها في السابع من أيلول/سبتمبر من عام 2019 حينما استهدفت جيبًا عسكريًا إسرائيليًا وعادت إلى قواعدها بسلام.