توعَّد رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد اجتماع للكابينت الإسرائيلي مساء الخميس، بتوجيه ضربة شديدة لقطاع غزة ولبنان ردًّا على إطلاق صواريخ على الكيان الإسرائيلي من الجبهتين، وفي المقابل نقلت صحيفة " إسرائيل هيوم" عن مسؤولين قولهم: سيكون هناك رد كبير ضد غزة، وكذلك الشمال دون الانزلاق إلى حرب.
بداية نود التأكيد أن التوتر لم يبدأ بعد إطلاق الصواريخ التحذيرية من قطاع غزة أو ما أطلق من الجنوب اللبناني، بل بدأ مع الجريمة النكراء التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد المصلين والمعتكفين المسلمين في المسجد الاقصى قبل يوم من إطلاق الصواريخ، ولذلك نطالب الإعلام العربي عامة والفلسطيني على وجه الخصوص توخي الدقة عند نقل الأخبار عن المصادر العبرية التي ادعت أن التوتر بدأ مع إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
ما يفعله جنود الاحتلال في المسجد الأقصى سيؤدي بالضرورة إلى انزلاق المنطقة إلى حرب، أما قول قادة الاحتلال بأنهم سيوجهون ضربة إلى غزة دون الانزلاق إلى حرب فهذه سخافات، إذ إن (إسرائيل) لم تعد الجهة الوحيدة التي تحدد بداية الحرب وموعدها، وعندما تصل الأمور إلى ما وصلت إليه في المسجد الأقصى، يمكننا القول إن ساعات أو أيامًا تفصلنا عن حرب جديدة، وربما قد تندلع قبل نشر هذا المقال.
التهديدات الإسرائيلية لا قيمة لها، لأن الشارع الفلسطيني ينتظر على أحر من الجمر الانتقام من الذين عاثوا فسادًا في المسجد الأقصى وساحاته، واعتدوا على المصلين بصورة لا يقبلها مسلم، ولا يقبلها إنسان فيه ذرة من ضمير حي، ما يحدث في الأقصى قمة الهمجية، ولا شك أن الاحتلال والمستوطنين سيدفعون ثمنًا غاليًا، كما أنه ما من شك أن حكومة نتنياهو ستجلب كل الشر إلى تل أبيب وإلى كل بقعة في الكيان الإسرائيلي.
يبدو أن دولة الاحتلال (إسرائيل) استغلت اجتماعي العقبة وشرم الشيخ للبدء في تنفيذ خطة التقسيم الزماني والمكان للمسجد الاقصى، بحيث يتم تحديد أيام معينة لاعتكاف المسلمين في المسجد الأقصى، وأيام أخرى يسمح فيها للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وممارسة طقوسهم العدوانية ضد المقدسات الإسلامية، على أن يكون الدور العربي تهدئة الأوضاع ومنع اندلاع انتفاضة أو حرب من أجل تمرير المخطط الإسرائيلي، ولكن كل هذه الأوهام لن تحدث، لأن المسجد الأقصى في قلب كل مسلم، والاعتداء عليه وعلى المصلين والمرابطين فيه لا يعني سوى الثورة والحرب.