نابلس - قُدس الاخبارية: وصية صغيرة تركها الشهيد محمد ناصر سعيد "الحلاق" الذي ارتقى في اشتباك مع قوات الاحتلال، في نابلس، فجر اليوم صيغت عباراتها على وحي محبة الأم والأب والدين والوطن، على طريقة مئات الشهداء الذين سبقوه.
يحدد الشهيد هدفه من قتال الاحتلال "في سبيل الله ورفع راية لا إله إلا الله" ثم يوصي بأمه وأبيه خيراً "ديروا بالكم على أمي وأبوي"، ثم يدعو الباقين بعده إلى المحافظة على الصلاة والابتعاد عن الموبقات والتقرب إلى الله بالطاعات، ثم يرجو بعد أن يصير شهيداً أن تبقى ذكراه حاضرة بالصدقات والدعوات من المحبين.
الوصية التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي يشير تاريخها إلى أنها كتبت قبل شهور، من الشهادة، وهي تأكيد آخر على مضي الشهيد إلى آخر الطريق في المقاومة.
الشهيد محمد من مخيم العين قرب نابلس، أحد عناصر مجموعات "عرين الأسود"، تؤكد مصادر محلية أنه حرص على المشاركة في كل الاشتباكات مع قوات الاحتلال حتى استشهاده، صباح اليوم، متأثراً بإصابته بجروح حرجة خلال اشتباكه الأخير.
مع الشهيد محمد ناصر سعيد ارتقى المقاوم محمد أبو بكر "الجنيدي" أحد مقاتلي كتائب شهداء الأقصى، الذين شاركوا في مختلف الاشتباكات مع قوات الاحتلال، خلال اقتحامها للمدينة.
الشهيد محمد أبو بكر شقيق الشهيد رامي أبو بكر، الذي ارتقى في عام 2003، وابن عم شهيد سبقه على الدرب قبل أسابيع هو محمد أبو بكر، قائد كتيبة نابلس، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً له خلال مشاركته في الاشتباكات مع جيش الاحتلال خلال محاصرته لابن عمه محمد ورفيقه الشهيد حسام اسليم، في البلدة القديمة.
في تعميم سابق، يوجه الشهيد أبو بكر مقاتلي الكتائب للتصدي لأي محاولة لقوات الاحتلال لهدم منازل منفذي عملية "شافي شمرون"، المعتقلين حالياً لدى الاحتلال.
ونعت مجموعات "عرين الأسود" وكتائب الأقصى الشهيدين المشتبكين وأكدت على مواصلة المقاومة رغم جرائم الاحتلال.
منذ بداية العام الحالي، استشهد 94 فلسطينياً برصاص قوات الاحتلال في مختلف مناطق فلسطين المحتلة، معظمهم في محافظتي جنين ونابلس.