شبكة قدس الإخبارية

في ظل مسار "العقبة - شرم الشيخ"... هل يوقف جيش الاحتلال الاقتحامات في الضفة؟

Screenshot (1918)

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: ترافق المسار الأمني - الاقتصادي الذي تقوده دول إقليمية مع الولايات المتحدة لوأد تصاعد المقاومة، في الضفة المحتلة، مع ادعاءات حول إمكانية التوصل لتفاهمات لوقف اقتحامات جيش الاحتلال للمدن والبلدات.

بين اجتماع العقبة الذي عقد في 26 شباط/ فبراير الماضي واجتماع شرم الشيخ، يوم أمس، قتل جيش الاحتلال 24 فلسطينياً خلال اقتحامات وعمليات عسكرية نفذها في مناطق مختلفة بالضفة، خاصة في جنين ونابلس.

وحتى ساعات قليلة من بعد الاجتماع في شرم الشيخ، اقتحم جيش الاحتلال عدة مناطق في الضفة المحتلة واعتقل فلسطينيين، وأغلق بلدة حوارة جنوب نابلس.

وقبل أيام فقط من اجتماع شرم الشيخ، نفذ جيش الاحتلال عملية في قلب جنين أسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين، بينهم مقاومان من سرايا القدس وكتائب القسام، ووثقت الكاميرات إعدام عناصر القوات الخاصة التي نفذت المجزرة لأحد المقاومين بإطلاق الرصاص على رأسه مباشرة.

يشن جيش الاحتلال عملية عسكرية متواصلة في مدن وبلدات الضفة المحتلة، يومياً، يقتل ويعتقل خلالها العشرات ومنذ عملية "السور الواقي"، في نيسان/ إبريل 2002، أصبحت كل مناطق الضفة متاحة أمام اقتحامات جيش الاحتلال رغم الاتفاقيات السابقة مع السلطة الفلسطينية.

تنص الاتفاقيات مع السلطة الفلسطينية على تقسيم مناطق الضفة المحتلة إلى 3 مستويات، لكل منطقة منها اعتبارات أمنية ولوجستية، ولم يلتزم الاحتلال منذ عملية "السور الواقي" بالامتناع عن اقتحام مناطق "A"، ويؤكد قادته العسكريون على أن العمليات العسكرية يجب أن لا تنقطع في هذه المناطق، بزعم تدمير أي محاولة فلسطينية لإقامة بنية تحتية للمقاومة.

وخلال الاجتياحات التي بدأت بعد انطلاق انتفاضة الأقصى، اقتحم جيش الاحتلال قلب مدن الضفة المحتلة وعاث فيها خراباً وارتكب المجازر، ووصل إلى مقر الرئيس الشهيد ياسر عرفات وفرض عليه حصاراً مشدداً.

يرى محللون ومراقبون أن جيش الاحتلال قرر بعد تجربة انتفاضة الأقصى بناء مسار عملياتي يقوم على تنفيذ مستمر للعمليات العسكرية، في عمق الضفة المحتلة، في محاولة لمنع بناء أي تشكيل أو بنية تحتية للمقاومة، رغم أن التنسيق الأمني مع السلطة شهد تصاعداً بعد الانتفاضة، باعتراف قادة فلسطينيين وإسرائيليين، وإشراف الولايات المتحدة الأمريكية التي حضرت مؤخراً خطة "أمنية" للقضاء على حالة المقاومة المتصاعدة والتي تقلق دولاً إقليمية في المنطقة.

قبل انتهاء ولايته، أكد رئيس أركان جيش الاحتلال السابق أفيف كوخافي في عدة مقابلات صحفية أجراها مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، قال إن "الفكرة الأساسية في السور الواقي كانت منح الجيش قدرة العمل بحرية في المناطق".

كوخافي أشار إلى حرب الاستنزاف اليومية التي يشنها الاحتلال ضد قوى المقاومة وبنيتها الاجتماعية والتنظيمية، من خلال الاعتقالات اليومية التي تبلغ بمعدل "20 - 25 معتقلاً" يومياً بالإضافة لعمليات التصفية.

ورغم سنوات من تبني السلطة الفلسطينية لمشروع سياسي يقوم على استئناف المفاوضات مع دولة الاحتلال و"التنسيق الأمني"، رغم الرفض الشعبي والفصائلي وحتى في القواعد الشعبية لحركة فتح التي انخرط جزء من كوادرها، في المواجهة الحالية، إلا أن حكومة الاحتلال رفضت إعطاء أي ضمانة أو تعهد بعدم اقتحام المناطق المصنفة "A"، في الضفة المحتلة.

الصحافة الإسرائيلية تدافع أيضاً عن فكرة استمرار العمليات العسكرية، في الضفة المحتلة، بزعم أنها تمنع قوى المقاومة من مراكمة العمل التنظيمي واللوجستي لتوجيه ضربات في العمق الإسرائيلي، كما حصل طوال الشهور الماضية، وهو ما ورد في مقال لصحيفة "إسرائيل اليوم" اليوم.

وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت أن جيش الاحتلال لن يتخلى عن ما أسمتها "حرية العمل" في عمق الضفة، خاصة خلال شهر رمضان، إذ يتخوف الاحتلال من مواجهة كبرى قد تندلع مع الفلسطينيين وتمتد إلى جبهات أخرى، في ظل توفر كل عوامل الانفجار "قضية الأسرى، مخططات الجماعات الاستيطانية في المسجد الأقصى، إجراءات حكومة الاحتلال ووزراء الصهيونية الدينية، الاستيطان، القدس" وغيرها.

 

#السلطة #الاحتلال #الضفة #جنين #المقاومة #التنسيق الأمني #اعتقالات #نابلس #ياسر عرفات #الانتفاضة #اقتحامات #كوخافي #مجازر #السور الواقي #اجتياح