شبكة قدس الإخبارية

عائلة حسينية... عن منزل آوى المطاردين وخرج منه شهيدين وأسرى

Screenshot (1879)

جنين - قُدس الإخبارية: في مختلف فعاليات عائلات الشهداء والأسرى، يقف إياد العزمي حسينية شامخاً وهو يحمل صورة نجله الشهيد أمجد الذي يحرمه الاحتلال من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، ويهتف بأعلى صوت للمقاومة وخيار المواجهة.

شن جيش الاحتلال، يوم أمس، عملية عسكرية واسعة في جنين بهدف اغتيال المطارد عبد الفتاح خروشة منفذ عملية حوارة التي أدت لمقتل مستوطنين. كان هدف الاحتلال منزل عائلة حسينية وبعد ساعات من الاشتباكات، خرج أهالي المخيم إلى الموقع المستهدف وعثروا فيه على جثامين الشهداء بينهم خروشة ودماراً واسعاً بفعل الصواريخ التي استخدمها جنود الاحتلال، وحولت المكان إلى خراب.

تبيَن بعد اندلاع الاشتباكات أن المنزل الذي استهدفه الاحتلال لاغتيال المقاومين والمطارد خروشة كان لعائلة الشهيد أمجد العزمي حسينية، العائلة التي قدمت منزلها للشهيد أبو الهيجا سابقاً لم تبخل مرة أخرى بمنزلها على مقاوم جديد.

الخراب والدمار لم يدفع أصحاب المنزل الذين قدموا شهيدين ومنزلهم أيضاً، في مواجهة سابقة، إلا أن يرددوا: "تروح كل البيوت… المهم نظل شوكة في حلق الاحتلال".

في آذار/ مارس 2014، حاصر الاحتلال منزل العائلة بعد أن آوت فيه المطارد والقيادي في كتائب القسام، حمزة أبو الهيجا، وبعد اشتباكات استشهد أبو الهيجا ورفيقيه يزن جبارين ومحمود أبو زينة، وتدمر منزل العائلة، وأصيب محمد العزمي شقيق إياد برصاصة في الكتف واعتقل لعدة شهور.

انخراط العائلة في مقاومة الاحتلال بدأ مبكراً، ومنذ السبعينات تعرض أفراد العائلة للاعتقال، وفي بدايات انتفاضة الأقصى استشهد أمجد العزمي شقيق إياد خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، على حاجز الجلمة.

"سميته امجد تيمناً بعمه أمجد وعلى ذات الطريق سار"، يقول إياد حسينية وهو يتحدث عن نجله أمجد الذي استشهد خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال، في عام 2022، واحتجز الاحتلال جثمانه حتى اللحظة.

العائلة التي تنتظر تحرر جثمان أمجد ما زالت أيضاً منذ أكثر من 20 سنة تترقب تحرر ابنها ثائر العزمي حسينية، المحكوم بالسجن لمدة 30 سنة، وأصيب نجلها مجد برصاصتين خلال مواجهات أثناء هدم الاحتلال لمنزل عائلة الأسير أحمد قمبع.

بعد أيام فقط من شهادة نجله أمجد، توجه إياد حسينية إلى بسطة نجله في حسبة جنين حيث كانا يتساعدان كي يوفرا لقمة العيش من "عرق جبينهما"، كما يقول، ووزع الحلوى عن روحه على أصدقائه في المدينة وجيرانه في مكان العمل، الذي بكوه بعد أن "أخذ مساحة في قلوبهم… وترك أثراً محزناً جداً".

رغم فداحة التضحيات ما زال إياد حسينية متمسكاً بنهج المقاومة، وخلال استقباله المهنئين بشهادة نجله قال: "الاحتلال لا يعرف إلا لغة القوة، يجب أن نسعى للتوازن في الردع حينها يمكن للاحتلال أن يرضخ لنا".

#جنين #شهداء #مخيم جنين #أمجد حسينية #عبد الفتاح خروشة