فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: "رشاشك يعقد قمته منفرداً" تختصر هذه العبارة في أشعار الثوري الكبير، مظفر النواب، سيرة الرصاص الفلسطيني في مواجهة مؤتمرات التصفية التي تعقدها الولايات المتحدة ودول في الإقليم، في كل مرحلة يتصاعد فيها الحراك الثوري الفلسطيني.

على وقع اجتماع العقبة الذي يضم وفوداً من دولة الاحتلال والسلطة ومصر والأردن برعاية أمريكية لبحث خطة أمنية لوقف حالة المقاومة، في الضفة، تقدم مقاوم من مركبة إسرائيلية كانت تمر في بلدة حوارة جنوب نابلس وفتح النار عليها موقعاً قتيلين، قبل أن ينسحب بسلام.

مسيرة الرفض الفلسطيني للسلام مع الاحتلال لها وقائع كثيرة، في 12 أيلول/ سبتمبر 1993 كمَن القائد الشهيد عماد عقل مع رفيقه ماهر زقوت في بيت مهجور قرب مسجد مصعب بن عمير بحي الزيتون بمدينة غزة، وبعد إشارة من مقاوم ثالث كان يراقب الطريق لهما فتحا النار على آلية عسكرية لجيش الاحتلال وقتلا 3 جنود بينهم ضابط، وكان هذا ربما الرد الأول على اتفاقية أوسلو.

وفي اليوم الذي وقعت فيه الاتفاقية استشهد القائد في كتائب القسام، محمد عزيز رشدي، بعد اشتباك مع قوات كبيرة من جيش الاحتلال في واد سعير قرب الخليل بعد أن غطى على انسحاب رفاقه محمد طقاطقة وخالد الزير وعبد الرحمن حمدان وإبراهيم سلامة.

وتوالت المؤتمرات في شرم الشيخ (1996) والعقبة (2003) وأنابوليس (2007) لوأد الانتفاضة والمقاومة والعمليات الاستشهادية، لكن المقاومة بقيت تتجدد رغم كل الحشد الأمني والاستخباراي والمالي المدعوم من القوى الدولية لمنع تجدد الانتفاضة والعمل المقاوم.

وفي أوج المساعي الدولية لإطلاق مفاوضات بين السلطة ودولة الاحتلال، نفذ القائد نشأت الكرمي مع رفيقه مأمون النتشة عملية إطلاق نار قرب بلدة بني نعيم قضاء الخليل أدت لمقتل 4 مستوطنين، وكانت تتويجاً لسلسلة عمليات "سيل النار" التي جاءت في وقت حساس في ظل الحملة الأمنية الشرسة ضد المقاومة.

تاريخياً، كان رد الثورة الفلسطينية على انحراف أنظمة عربية نحو "التسوية" مع دولة الاحتلال هو بتصعيد العمليات الفدائية، كما في عملية الشهيد كمال عدوان التي نفذتها خلية من فتح بقيادة الشهيدة دلال المغربي، وبتوجيه من القائد خليل الوزير "أبو جهاد"، على وقع زيارة الرئيس المصري السابق أنور السادات للقدس المحتلة.