نابلس المحتلة - شبكة قُدس: بدون جمجمة ولأشهر، كان الشهيد محمد الجنيدي يقاتل قوات جيش الاحتلال ويشتبك معهم في كل دخول للبلدة القديمة في نابلس، وكان يمكن لأي رصاصة وربما شظية أن تودي بحياته شهيدا إلى ما أراد حتى ارتقى يوم أمس في المجزرة الإسرائيلية في نابلس برفقة 10 شهداء آخرين.
والدة الجنيدي، قالت لـ "شبكة قُدس"، إن ابنها محمد استشهد وعظم رأسه في بطنه، حيث كان قد أصيب في وقت سابق بـ 12 رصاصة منها 6 في رأسه ونجى من الموت بأعجوبة.
والشهيد الجنيدي مصاب بـ 36 شظية في كافة أنحاء جسده ومكث في الأشهر الأخيرة قبل ارتقائه شهيدا في عدوان إسرائيلي على مدينة نابلس، بجمجمة مزروعة في بطنه وتغطي رأسه "طاقية" طبية فوق الدماغ.
وأكدت والدة الشهيد الجنيدي، أن السلطة الفلسطينية ساومته على العلاج مقابل تسليم نفسه وسلاحه للأجهزة الأمنية وهو ما رفضه وفضّل البقاء في البلدة القديمة في نابلس يقاتل برفقة أصدقائه.
وأشارت والدة الجنيدي، إلى أن السلطة ساومته حتى على لقمة الخبز، وحاربته، وصادرت سلاحه، واعتقلت شقيقه وحرمته من وداع شقيقه الآخر، "لقد فعلوا كل الظلم الذي يمكن فعله بمحمد".
رفيق الجنيدي: العلاج مقابل تسليم نفسه
صديق الشهيد الجنيدي، أنس عبد الفتاح، نعاه، وقال إن الجنيدي وقف في وجه الظلم مرات ومرات، "وبعد إصابتي من الأجهزة الأمنية ورحلة علاجي التي دامت 40 يوما في مشافي الداخل عدت إلى مشافي الضفة، وفي اليوم التالي لوجودي في المستشفى العربي التخصصي جاءني ذلك الشاب المثخن بالجراح ليعرف عن نفسه بأنه الجنيدي".
وأضاف عبد الفتاح": كان قد عرف بحالي وما آلت إليه إصابتي، تقدم إليّ بصعوبة وقبّل رأسي وقال لي أنت قدمت روحك لأخي مصعب اشتية".
وبحسب عبد الفتاح، فإن الجنيدي بعد عدة أيام قال له إنه يشتهي الشهادة، وكان قد خاض عدة اشتباكات مسلحة واحد منها خلال ارتقاء الشهيد سائد الكوني، حيث أصيب الجنيدي بعدة رصاصات أدخلته في وضع صحي صعب في حينه.
وبحسب ما روى له الجنيدي يقول عبد الفتاح: أثناء العملية كان الطبيب قد تحدث إلى زملائه أنه من الاستحالة أن يعيش ذلك الشاب المثخن بالدماء لصعوبة حالته وبقدرة قادر قام الجنيدي من البنج وقال للطبيب أنا سأعيش ولن أموت الآن، وتمت العمليه وبعد عدة أيام استيقظ من حالته الصعبة ودخل عليه الأطباء ليقولوا له بأن قدرته على المشي قد ذهبت ليقفز الجنيدي عن السرير ويمشي ويقول للطبيب ها أنا ذا أتحرك ليتعجب كامل من في الغرفه ويخرج الطبيب أصفر الوجه في حاله من الصدمة.
يروي عبد الفتاح: "لشدة وضعه الصحي أزال الأطباء جمجمته التالفة وزرعوها في بطنه ووضعوا له مكانها طاقية طبية، خرجت أنا من المستشفى ثم علمت بعدها أن الجنيدي قد خرج من المستشفى وعاد إلى البلدة القديمة بوضع صحي خطر وغير مستقر اتصلت به لأعرف لماذا خرج قال لي يا أنس بدهم يساوموني على البارودة، لم أفهم قصده فقال لي يا أنس السلطة بدهم يكملوا علاجي على حساب إني أسلم حالي".
بعد عدة أيام ومع تدهور وضعه عاد الجنيدي إلى المستشفى في نابلس، بحسب عبد الفتاح، على حسابه الشخصي ومكث عدة أيام ثم خرج لعدم قدرته على دفع المبالغ المطلوبة للعلاج، ويضيف: "كان دائما ما يتصل بي ويرسل لي الرسائل الداعمة، وبعد عدة أيام علمت أن السلطة قد اعتقلت أخاه وفي اتصالي معه قال يا أنس "أخذوا البارودة أخذوا عرضي" ومن ذلك الوقت انقطع اتصالي به لحالة التعب التي أمر بها".
رفض الاستسلام وهذا ما جاء في وصيته
أكد الجنيدي في رسالة صوتية تناقلتها مواقع التواصل، أن قوات الاحتلال تحاصره ورفيقه حسام سليم، وأنهما لن يستسلما، وأنهما لا يسامحان من خذلهما ونقض عهد المقاومة، وقال سليم: "بحب أمي، ما تتركوا البارودة من بعدي، وما تنسوا الوديع والنابلسي"، ثم أردف الجنيدي "قولوا لأمي إني نلت ما طلبت، الشهادة، ارفعوا رؤوسكم بنا".
وعقب مجزرة نابلس، نعت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيدين القائدين في كتيبة نابلس محمد أبوبكر - الجنيدي - وحسام اسليم اللذين ارتقيا خلال اشتباك مسلح مع جيش العدو في البلدة القديمة بنابلس.
والجنيدي أحد قادة كتيبة نابلس وخاض عشرات الاشتباكات المسلحة مع جيش الاحتلال الذي حاصر منزلاً كان الشهيدان الجنيدي واسليم يتحصنا داخله في البلدة القديمة في نابلس، حيث دارت معركة بطولية استخدم خلالها الاحتلال الصواريخ والقذائف.