ترجمة خاصة - شبكة قُدس: اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات السابق عاموس يادلين والخبير الاستراتيجي الأمني أودي أفنتال في مقال مشترك أن على حكومة الاحتلال الاختيار ما إذا كانت تريد التركيز على مواجهة إيران وتعزيز التطبيع، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية، كما صرح بنيامين نتنياهو عند تشكيل الحكومة، أو ما إذا كانت ترغب الآن في الشروع في تحركات تحدٍ استفزازية، وجدل داخلي وخارجي له تداعيات بعيدة المدى، وقد تقود هذه التحركات للتصعيد في جميع الساحات، وإعادة الفلسطينيين إلى مقدمة المشهد.
وفق المقال، فإن العمليات في القدس في الآونة الأخيرة "نيفي يعقوب ورموت وشعفاط"، أظهرت مرة أخرى التحدي المعقد المتمثل في وقف المقاومة الفلسطينية. جنبًا إلى جنب مع صياغة رد إستراتيجي واسع كبديل للشعارات حول تنفيذ "السور الواقي 2" أو شرعنة البؤر الاستيطانية التي تسبب ضررًا استراتيجيًا لعلاقتنا مع الولايات المتحدة حليف الاحتلال.
وأشار المقال إلى أن العمليات في القدس هي جزء من التصعيد مع الفلسطينيين، ولم تحل الإجراءات العقابية المعضلة، والمطلوب إجراءات منهجية ومتعددة المجالات ومستمرة ومتزامنة من قبل الجيش، إلى جانب الجهود السياسية، خاصة استعدادًا للاختبار الهام خلال موسم الأعياد المقبل.
وبحسب المقال، فإن زيادة الجهد الاستخباراتي ووجود القوات في الميدان، إلى جانب تدابير الردع المحسوبة، يمكن أن يحسن الوضع الأمني بالنسبة للمستوطنين. ومع ذلك، في ظل عدم وجود استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق الاستقرار، لا سيما بالنظر إلى الإجراءات الأحادية الجانب على الأرض مثل شرعنة البؤر الاستيطانية، فإن التصعيد في الساحة الفلسطينية سوف يسيطر على جدول أعمال حكومة الاحتلال السياسية والأمنية. وهذا من شأنه أن يضر بمعالجة التحدي النووي الإيراني وتعزيز تطبيع "إسرائيل" واندماجها في المنطقة، ولذلك يجب إعطاء الأولوية للتعامل مع التصعيد المتصاعد والتحديات الأمنية.
السور الواقي 2 ضد من؟
ويشدد المقال على أنه بسبب القرب الجغرافي والهوية الوطنية والدينية، فإن ارتفاع مستوى التصعيد في الضفة الغربية في العام الماضي يؤثر على الأجواء في القدس، حيث يعيش ما يقرب من 370 ألف فلسطيني في فراغ سياسي وتحت سطوة الإهمال وفجوات عميقة مقارنة بسكان غرب المدينة من حيث العمالة والبنية التحتية ومدى الفقر. رغم كل شيء، الأجواء قابلة للانفجار بسبب الحساسية الشديدة حول المسجد الأقصى.
ويرى المقال أنه من المتوقع أن تزداد الأمور سخونة في القدس استعدادًا لتزامن مناسبات حساسة خلال شهر أبريل القادم، حيث يتقاطع رمضان وعيد الفصح، الهولوكوست ويوم الاستقلال ، يليه "النكبة" و "النكسة" ويوم القدس. هذا المزيج المتفجر من التوترات الدينية والوطنية تغذيها الفصائل الفلسطينية وأحداث المواجهة في الضفة الغربية.
واعتبر المقال أن الردود على العمليات مثل إغلاق منازل منفذي العمليات، وحرمان سكان القدس من الضمان الاجتماعي، وعقوبة الإعدام للأسرى منفذي العمليات، لن تغير الظروف الاستراتيجية ولن توقف التصعيد كما ثبت في السنوات الأخيرة. علاوة على ذلك، فإن مقترحات "السور الواقي 2" في القدس ليست أكثر من شعارات شعبوية وقد تزيد من احتمالية حدوث انفجار في القدس والضفة الغربية، على عكس مصلحة "إسرائيل". وبشكل عام، ضد من سيعمل جيش الاحتلال بالضبط داخل القدس؟ سكان المدينة ببطاقة الهوية الزرقاء؟ لا يوجد بنية تحتية عسكرية منظمة، ولا وجود مختبرات للمتفجرات!.
وفق المقال، في المدى القريب وعلى المستوى التكتيكي والعملياتي، جيش الاحتلال الإسرائيلي سيحافظ على مستوى عالٍ من التواجد وتعزيز ترتيب القوات في الضفة الغربية، وزيادة جهود الاستخبارات لمنع العمليات، وتشديد إغلاق الحاجز على طول خط الفاصل وفرض حصار بعد ذلك خلال الأعياد لمحاولة كسر حلقة التصعيد وتحقيق أطول فترة هدوء ممكنة. وفي نفس الوقت، يقترح المقال، ما يعتقد به جميع المسؤولين الأمنيين، وهو ترك مساحة للأجهزة السلطة الفلسطينية لـ العمل والاستمرار في تفضيل الردع من خلالهم قدر المستطاع، مع الاستفادة من الخطة وضغوط الإدارة الأمريكية على أبو مازن للعودة إلى النشاطات الأمنية المستمرة للسلطة الفلسطينية في منطقتي نابلس وجنين.
في القدس، يوضح المقال أنه من الضروري زيادة أعداد شرطة الاحتلال، بأقصى قدر من الحذر والتنسيق مع الأردن في جميع الأمور المتعلقة بالسلوك في المسجد الأقصى. في الوقت نفسه، من الضروري تخصيص الموارد لزيادة المراقبة في الفضاء السيبراني والشبكات الاجتماعية من أجل وقف النشطاء والمخاطر المحتملة قبل تنفيذ العمليات.
في الختام، بحسب المقال، تسير المنظومة الفلسطينية في اتجاه تصعيد واضح، واستقراره هو المهمة الأولى التي تواجه حكومة الاحتلال، والتحركات غير المسؤولة، ناهيك عن التصعيد المتصاعد، قد "تجر" "إسرائيل" إلى الدوامة الفلسطينية وتلقي بظلال من الشك على قدرتها على التركيز على احتواء التهديدات الأمنية الاستراتيجية الأخرى في مرحلة حرجة من تشكيلها، وعلى رأسها تقدم إيران نحو القدرات النووية.
واعتبر الخبيران الإسرائيليان أن مناهضي الاحتلال الإسرائيلي يراقبون الصراع الداخلي الذي يمزق "المجتمع الإسرائيلي" ل وينتظرون الفرصة للاستفادة من الانقسام الذي يسبب ضررا للأمن القومي. ولذلك، يقترحان على حكومة الاحتلال وقف الانقلاب على النظام القضائي والتركيز على الرد على التقدم النووي الإيراني، وجهود المقاومة في ربط جميع الساحات وإشعالها.