شبكة قدس الإخبارية

أريحا تفاجئ المستويات الأمنية لدى الاحتلال بكتيبة من المقاومين

pgkzf

أريحا المحتلة - متابعة شبكة قُدس: شكل الظهور المسلح لمقاومين في مخيم عقبة جبر في أريحا مفاجأة للاحتلال الإسرائيلي الذي كان ينظر للمحافظة على أنها الأكثر هدوءا وفق توصيفه، خاصة وأنها مركز ثقل المؤسسة الأمنية الفلسطينية وفيها يجري التحقيق مع المقاومين من مختلف المحافظات وارتبط اسمها باسم مسلخ أريحا الذي يمثل نقطة ارتكاز في العمل الأمني للأجهزة الأمنية في إطار التنسيق الأمني. 

ولا بدّ وأن الأجهزة الأمنية الفلسطينية هي الأخرى تفاجأت، بعدما كانت تلقي بثقلها في الآونة الأخيرة في محافظتي نابلس وجنين على اعتبار أنهما مركز عمل المقاومة بالضفة الغربية، فيما لم يكن في حساباتها أن تكون أريحا هي المدينة التالية.

القصة بدأت عندما حاول مقاومان تنفيذ عملية ضد مستوطنين في أحد المطاعم جنوب أريحا، ردًا على مجزرة مخيم جنين التي راح ضحيتها 10 شهداء. وإن لم تحقق العملية هدفها المباشر لكنها كشفت عن حالة مقاومة شديدة الرسوخ في مخيم عقبة جبر، فقد ظهر أحد المقاومين الذين تتهمهم قوات الاحتلال بمحاولة تنفيذ العملية، معلنا انطلاق العمل المقاوم في أريحا بكتيبة عقبة جبر - كتائب عز الدين القسام.

بعد المحاولة الجريئة باستهداف مطعم المستوطنين، شددت قوات الاحتلال من حصارها للمدينة، وحاولت إثقال كاهل الأهالي بإجراءات تنكيلية، الهدف منها هو ضرب الحاضنة الشعبية للمطاردين واستباق أي محاولة تمدد للعمل المقاوم هناك، لكن ذلك كان على عكس تقدير جيش الاحتلال.

بعد أيام من الحصار، دخلت قوات خاصة ترافقها قوة كبيرة من جيش الاحتلال وجرافة لمخيم عقبة جبر، بهدف الوصول للمطاردين، وما كان غير متوقع حدث، حيث واجهت مقاومة شرسة امتدت لساعات شارك فيها مقاومون من مختلف الفصائل الفلسطينية، تخللها استهداف بالرصاص والعبوات الناسفة.

بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، ما جرى في أريحا ليس مجرد اشتباكات عنيفة، هكذا على الأقل يقدر جنرالات ومحللون لدى الاحتلال، فرمزية المدنية في سياق عمل السلطة الأمني كان من المفترض بالنسبة لهؤلاء أن يجعلها محصنة أمام محاولات المقاومة توسيع رقعة المواجهة في الضفة الغربية.

الجنرال احتياط في جيش الاحتلال، وأمين عام حركة "الأمنيون" يرون بوسيكله قال عن العملية العسكرية في مخيم عقبة جبر نهاية الأسبوع إنه

"لا يمكن الحديث عن العملية العسكرية في أريحا كما هو الحال في أي  عملية في مكان آخر، ليس صدفة، عندما بدأت اتفاقيات السلام قالوا أريحا أولاً، أريحا هي المنطقة التي تواجدت فيها السلطة الفلسطينية أكثر من أي مكان آخر".

وتابع الجنرال الإسرائيلي: "هذا الحدث في مدينة أريحا مؤشر على إنه بداية نهاية السلطة الفلسطينية، وفي ذات الوقت يشكل تدهوراً كبيراً، وخاصة أن السلطة الفلسطينية لم تعمل ضد ما كان مكشوف لها، وتسلح العديد من الأشخاص في أريحا، مؤشر على  أن المسلحين جعلوا من أريحا ملجأ لهم، والسلطة لم تقم بأية خطوة ضدهم لأسباب عديدة، وهذا يظهر الموقع الموجود فيه السلطة الفلسطينية، وفقدانها للسيطرة في مواقع أخرى".

كتيبة عقبة جبر تستنهض الأهالي 

مع انطلاق عملها المقاوم، بدأت كتيبة عقبة جبر بمحاكاة للكتائب الأخرى في الضفة الغربية من خلال تفعيل الأدوات الجماهيرية والشعبية التي من شأنها تكثيف وتوسيع انخراط الشبان في حالة المقاومة، فقد طالبت الكتيبة يوم أمس، الأهالي، بإشعال الإطارات المطاطية بقدر ما استطاعوا في الثامنة مساء وهو ما استجاب له الأهالي. 

ومساء اليوم الأحد،  أعلنت كتيبة عقبة جبر بدء أيام الغضب من الساعة الثامنة من مساء هذا اليوم ولمدة ثلاثة أيام لنجعلها جميعا أيام من نار على الاحتلال، داعية الأهالي، في عقبة جبر والقرى المجاورة إلى "صب جام غضبهم على الاحتلال والتوجه إلى نقاط التماس".

#مقاومة #أريحا