شبكة قدس الإخبارية

"السايبر" حرب خفية صامتة بين المقاومة والاحتلال.. فما آخر فصولها؟

c571ecf2885cd05992b7d2797a06f461
هيئة التحرير

رام الله - رصد قدس الإخبارية: أعاد إسقاط المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لمسيرة إسرائيلية قبل أيام وإعلانها بشكلٍ رسمي عن ذلك، لفت الأنظار إلى الحرب السيبرانية والتطور الذي أدخلته المقاومة الفلسطينية على منظومتها المتعلقة بالدفاع الجوي.

وبعد الحدث الأخير الذي شهده القطاع، مساء السبت، والذي زعم الاحتلال في بداية الأمر أن ما جرى هو إسقاط لمسيرة تابعة للمقاومة الفلسطينية قبل أن يعود ويتراجع عن هذه الرواية ويعلن أن ما جرى إما أن يكون اعتراض طائرة في سماء غلاف غزة تابعة للجيش أو استهداف لسرب من الطيور.

في الوقت ذاته، لم تعلن المقاومة الفلسطينية عن أية تفاصيل متعلقة بالحدث الأخير على حدود غزة حيث التزمت الصمت، بالتزامن مع تصاعد الانتقادات الإسرائيلية الداخلية تجاه ما يجري داخل القطاع من استمرار تنقيط الصواريخ وتلويح المقاومة بالقوة.

أما عند الحديث عن إسقاط المسيرة الأولى التي لم تصب بأذى وأعلنت في حينه كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس أن مهندسيها سيطروا عليها خلال تواجدها في غزة، فهذا بمثابة إشارة على عمل وحدة السايبر الخاصة بالمقاومة الفلسطينية.

وفي 12 أكتوبر 2022 كشف القسام عن وحدة السايبر للمرة الأولى حيث تم تدشين هذه الوحدة بشكلٍ رسمي في أكتوبر لعام 2014م، على يد الشهيد والمهندس في كتائب القسام جمعة الطحلة والذي تولى قيادة هذه الوحدة على مدار 8 سنوات.

المراحل الأولى

بحسب كتائب القسام فإن الطحلة وخلال المراحل الأولى لعمل وحدة السايبر جمع الكوادر المتخصصة وإعداد المقدرات، وإجراء التجارب مع فريق متخصص، إلى جانب إنشاء جسم مساند لسلاح السايبر فكان صاحب فكرة تأسيس جيش القدس الإلكتروني، والذي تقوم فكرته على حشد أكبر قدر ممكن من الطاقات على مستوى الأمة العربية والإسلامية، والتي لديها خبرة في مجال السايبر، وتوجيهها لشن هجمات سيبرانية ضد مصالح العدو ومنظوماته.

وقد حقق جيش القدس الالكتروني كذلك إنجازات مهمة كان لها الأثر الكبير إلى جانب عمليات سلاح السايبر القسامي على أنظمة العدو باختلاف مهامها وتخصصاتها.

تجارب وعمليات..

على مدار عمل وحدة السايبر التابعة للمقاومة تمكنت من إجراء تجارب وعمليات صامتة ظلت لسنوات حبيسة الأدراج، فيما كانت أولى الهجمات على كيبوتس "مفلاسيم" شمال شرقي قطاع غزة، حينما تمكن مهندسو المقاومة من الدخول إلى نظام التشغيل الذي يتحكم في تغذية التيار الكهربائي لجميع مرافق الكيبوتس.

وقام المقاومون بقطع التيار الكهربائي عن جميع نقاط الكيبوتس عبر لوحة التحكم، وظهر أمامهم مباشرة انطفاء جميع الأضواء، ثم أعادوا وصل التيار فعادت الأضواء لتضيء مباشرة بالتزامن مع تفعيلها، وقد كانت هذه التجربة أولى التجارب الناجحة.

بعد نجاح التجربة الأولى تم استهداف هذه المرة وحدة التحكم الخاصة بتشغيل أبراج المراقبة شرق خان يونس، وقد تمكن المهندسون من مهاجمة برج المراقبة والإرسال العسكري المتواجد في نطاق مستوطنة نير عوز، ونجحوا في فصل التيار الكهربائي عن هذا البرج وإيقافه عن العمل عبر لوحة التحكم، ثم إعادة وصل التيار إليه.

الهجوم السيبراني الأوسع

بعد نجاح العديد من التجارب، وتمكن سلاح السايبر من التموضع داخل الخوادم والأنظمة الخاصة بمؤسسات وجيش الاحتلال لفترات طويلة، تم تنفيذ الهجمة الأوسع على منشآت وإدارات العدو خلال عدوان الاحتلال على قطاع غزة مايو 2019م، وقد تم تنفيذها عبر أنظمة التحكم المسؤولة عن توصيل التيار الكهربائي لعدد كبير جداً من المؤسسات الأمنية والإدارية والقواعد العسكرية بمختلف أنواعها برية وجوية وبحرية وتنصتية.

وقد طالت هذه الهجمة قواعد عسكرية مهمة أبرزها مقر القيادة الجنوبية ومقر القيادة الشمالية ومقر القيادة الوسطى والقواعد العسكرية "نيفاتيم" و"حتسريم" و"بلماخيم" و"رامات ديفيد" و"تسيلم" وغيرها من القواعد والمقرات العسكرية والأمنية بالغة الأهمية لدى الاحتلال.

أبرز عمليات السلاح

ونهاية العام الماضي، كشف القسام عن سلسلة طويلة من العمليات التي نفذها سلاحه منذ تأسيسه وحتى منتصف عام 2022 وفقاً لما سُمح بالكشف عنه.

ومن أبرز هذه المهام الولوج إلى نظام التشغيل الذي يتحكم في تغذية التيار الكهربائي لكل مرافق كيبوتس مفلاسيم، وقطع التيار الكهربائي عنها، وهجوم سيبراني واسع تُجاه قواعد ومواقع عسكرية ومنشآتٍ أمنية وأهداف حساسة طال 30 ألف هدفٍ خلال عدوان مايو 2019م.

وبحسب القسام فقد تم التموضع في نظام صافرات الإنذار الخاص بشركة "ايفقلو" وتفعيل الصافرات في مناطق متعددة من الاحتلال، إلى جانب اختراق ترددات إشارات اللاسلكي التابع لجيش الاحتلال على حدود غزة عدة مرات والتنصت عليه.

ووفقاً للقسام فقد تم اختراق جهاز مدير قسم السايبر في شركة الصناعات الجوية الاسرائيلية "IAI"، وسحب بيانات ومعلومات أمنية وعسكرية بحجم 19 جيجا، و اختراق نظام شبكة الحافلات "ايجد"، واختراق نظام مراقبة يتبع لجيش الاحتلال بالضفة الغربية بهدف إعاقة قدرة الجيش على جمع المعلومات عبر كاميرات المراقبة.

ويلفت إلى أنه تم اختراق كاميرات المراقبة في عدد من المؤسسات الأمنية المهمة، والحصول على صور وفيديوهات منها، واختراق أنظمة شركة الاتصالات الخلوية "سيليكوم"، واختراق المئات من أجهزة الاتصالات الخلوية لجنود جيش الاحتلال والاستحواذ على بياناتها

#المقاومة #القسام #السايبر #سرايا_القدس