فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الأسيرات في سجن "الدامون" تعرضن لاعتداء وحشي من قبل قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، خلال الساعات الماضية.
وذكرت الهيئة أن قوات القمع أطلقت الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل تجاه غرف الأسيرات، واعتدت بالضرب على عدد منهن، تزامناً مع توتر كبير في السجون.
وأضافت أن الأسيرات أحرقن الغرف رداً على الإجراءات العدوانية التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال عليهن.
وأكدت أن الحركة الأسيرة تستعد لخطوات تصعيدية للرد على هذا الاعتداء بحق الأسيرات، وأشارت إلى أن الأسرى أعادوا وجبة الفطور في سجن "عوفر" وطالبوا بإجراء اتصال هاتفي مع الأسيرات للاطلاع على الأوضاع عندهن، وأكدوا لإدارة السجن أن الأسيرات "خط أحمر" ولن يسمح الأسرى بالمساس بهن، وقد أغلقت الإدارة كل الأقسام.
وأعلن نادي الأسير، في بيان صحفي، أن الحركة الأسيرة أعلنت الاستنفار العام رداً على عملية القمع التي تعرضت لها الأسيرات، وأوضح أن أولى خطواتهم ستبدأ بالعصيان على إجراء ما يسمى (بالفحص الأمني)، وإغلاق الأقسام، بمعنى توقف مظاهر الحياة الاعتقالية اليومية التي تحكمها طبيعة "الحياة" داخل السّجن، وهي تندرج ضمن إجراءات (العصيان والتمرد) على أنظمة السجن
وكشف أن الهيئات التنظيمية تبلغ إدارة السّجون أن المساس بالأسيرات "خط أحمر"، وأن خيارات الرد ستكون "مفتوحة".
وذكر النادي أن الاحتلال عزل الأسيرة ياسمين شعبان وهو ما دفع الأسيرات لاتخاذ خطوات تصعيدية.
وقال النادي إن حالة التوتر الشديد ما زالت قائمة في أقسام (27 و26) في سجن النقب بعد أن أعلن 120 أسيرًا في القسمين المذكورين، الإضراب المفتوح عن الطعام يوم أمس، وذلك احتجاجاً على استمرار عزلهم بشكل جماعي، وتجريدهم من الأدوات الكهربائية، ومستلزماتهم الأساسية.
وأعلن مكتب إعلام الأسرى، أن الأسرى قرروا إغلاق الأقسام في كافة السجون بعد ظهر اليوم وعدم الخروج للفحص الأمني احتجاجاً على الإجراءات التعسفية بحق الأسيرات وأسرى النقب و"عوفر" و"مجدو".
ومنذ بداية الأسبوع الحالي، نفذت إدارة سجون الاحتلال حملة قمعية بحق الأسرى في عدد من المعتقلات، وسط تهديدات من قبل الحركة الأسيرة بأنها لن تسكت على هذه السياسات.
وتأتي هذه التطورات في ظل المخططات التي أعدها وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، للتنكيل بالأسرى.
وقالت حركة حماس، في بيان صحفي، إن جريمة الاعتداء على الأسيرات "لن تمر دون رد"، وإنّ "المعركة المتصاعدة في السجون لن يخوضها الأسرى وحدهم".
وأكدت حركة المقاومة الشعبية، في بيان إدانة الانتهاكات بحق الأسرى والأسيرات، أن الاعتداء على الأسيرات "لن يمر دون حساب".
وشددت فصائل المقاومة أن الاحتلال "يلعب في النار بما يقوم به من اجراءات قمعية ضد الأسرى في سجون الاحتلال".
وقالت إن الاعتداء على الأسيرة ياسمين شعبان والأسيرات في سجن "الدامون" هو "تصعيد خطير على أسيراتنا الحرائر"، وأكدت أن "قضية الأسرى الأبطال تقف على رأس أولويات المقاومة".
وأكد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، طارق سلمي لـــ"شبكة قدس" أن الاعتداءات على الأسرى والأسيرات "سيفجر الساحة الفلسطينية" وأن المقاومة "لن تسمح بأن يكون الأسرى لقمة سائغة لسياسات إدارة سجون الاحتلال".
وأضاف: كلنا خلف ومع الأسرى في معركتهم ضد سياسات الاحتلال العدوانية.
وقالت حركة فتح في بيان صحفي بعد الاعتداء: أسرانا وأسيراتنا لن يكونوا وحدهم في معركتهم مع الاحتلال وإجراءاته القمعية بحقهم.
وأضافت: كوادرنا ومناضلينا لن يدخرواجهدًا في الدفاع عن أسرانا في معتقلات الاحتلال حتى انتزاع حريتهم.
وأوضح ممثل الجبهة الديمقراطية في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، إبراهيم منصور، لــ"شبكة قدس" أن الاعتداء على الأسيرات جرى خلافاً لوعود إدارة سجون الاحتلال لقيادة الحركة الأسيرة خلال الجلسة التي عقدت قبل يومين في سجن "ريمون" برفع الإجراءات العقابية عنهن.
وأضاف: نحن في لجنة القوى سنفعل كل الخطوات النضالية لدعم معركة الأسرى وننتظر خطوات لجنة الطوارئ العليا في السجون، وبكل تأكيد لن يمر الاعتداء مرور الكرام خاصة فيما يتعلق بأسيراتنا.
وأكد عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية ماهر مزهر لــ"شبكة قدس" أن قضية الأسرى "مركزية في نضال شعبنا" وهي "خط أحمر" وقال: لن نتخلى عن مسؤولياتنا تجاهها، ولن نسمح للمجرم الفاشي إيتمار بن غفير بتمرير سياسات ضد الحركة الأسيرة من خلال العزل والقمع وغيرها.
واعتبر أن المطلوب "من كل قوى شعبنا مزيد من الالتفاف حول هذه القضية وإعطائها الأولوية في المواجهة بكل الساحات والميادين"، ودعا الأجنحة العسكرية للمقاومة إلى "تنفيذ مزيد من عمليات خطف الجنود وتصعيد الاشتباكات".
وشدد على أن حكومة الاحتلال التي يقودها نتنياهو وبن غفير وسموترتيش لن يردعها إلا "القتال" وما دون ذلك "سنكون في مهب الريح"، حسب وصفه.
وقال رئيس المجلس الوطني، روحي فتوح، إن "استقواء إدارة سجون الاحتلال ووزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير بحق أسرانا الأبطال سوف يفجر الأوضاع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولن تنال آلة القمع الفاشية من عزيمتهم واصرارهم".