شبكة قدس الإخبارية

لكل عائلة شهيد اختفت قصة ابنهم وصورته.. هذه هي الحكاية وبعض التفاصيل

326454619_744611476884381_3997227520376266732_n

فلسطين المحتلة - شبكة قدس: شيء مخجل، لكنه يحدث، ويحدث يوميا. فلسطينيون يصنفون الشهداء على أنهم "إرهابيون"، هذه هي الحقيقة التي يحاول الواحد فينا أن يقفز عنها حتى حين يصيبه الضرر ويلحق به الأذى، ويحجب صوته وتحاصر رسالته. لكن أصبح من المهم أن يعي الجميع ماذا يعني أن الصفحة الإخبارية الفلانية قد حذفت وكيف يتم ذلك وما هي الوسائل المستخدمة. 

بداية لا بد من التوضيح أن مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها فيسبوك، لديهم ما يطلقون عليه معايير المجتمع، وهذه المعايير تلتزم بتصنيفات وزارة الخزانة المالية فيما يتعلق بالمنظمات التي تعتبرها الولايات المتحدة "إرهابية". وأي ترويج أو ذكر لهذه المنظمات يعتبره الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي تحريضا على ما يصفونه بـ"الإرهاب". 

تضم هذه القائمة أسماء شهداء فلسطينيين، بينهم: أحمد ياسين، فتحي الشقاقي، أبو علي مصطفى، ورائد الكرمي وغيرهم. وتضم كذلك فصائل فلسطينية، منها: كتائب شهداء الأقصى، حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام، حركة الجهاد وجناحها العسكري سرايا القدس، والجبهة الشعبية وجناحها العسكري كتائب أبو علي مصطفى، وكتائب المقاومة الوطنية، ولجان المقاومة. 

بالإضافة لما سبق، فإن هناك بعض الكلمات الممنوعة، مثل شهيد واستشهاد وتعذيب وكلمات أخرى تجتاح واقعنا الفلسطيني يوميا بفعل الاحتلال، وكذلك أسماء شهداء وأسرى وصورهم يجري إبلاغ الفيسبوك بهم من خلال قنوات رسمية مع الاحتلال، مثلا كما في حالة الأسير زكريا الزبيدي. 

عندما تسمع أو تقرأ أو ترى دعوة للإبلاغ عن صفحة إخبارية فلسطينية، من المهم معرفة أن ما يجري هو إبلاغ عن  منشورات فيها أسماء شهداء وأسرى ومسميات الفصائل الفلسطينية تحت بند وتصنيف تشجيع "الإرهاب". يعني باختصار أن هؤلاء الذين ينظمون حملات البلاغات، ليس أمامهم وسيلة إلا أن يستغلوا قوانين الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر الشهداء؛ إرهابيين، والفصائل الفلسطينية؛ إرهابية.

ماذا يعني ذلك؟!.. يعني أن تختفي صورة الشهيد وقصته ومقابلة أجريت مع أهله، ولحظة وثقت الجريمة التي ارتكبت بحقه، لأن فلسطينيا قرر أن يبلغ عن صفحة إخبارية يعارض طرحها أو تعارض رؤيته، والحقيقة السوداء أن هذه البلاغات تأتي في إطار تعميمات من جهات ومؤسسات فلسطينية، وهذه حقيقة أثارت استغراب القائمين على الفيسبوك، الذين لاحظوا أن الإبلاغ عن صور الشهداء معظمه يأتي من حسابات فلسطينية وليس إسرائيلية!!. 

هذه الحقيقة المرة تدفعنا في كل مرة لنعتذر لأهالي الشهداء الذين تسببت بلاغات اللجان الإلكترونية بحجب صور وقصص أبنائهم عن شبكة قدس الإخبارية، نعتذر لأهالي الشهداء لأن البعض قرر أن يستغل صور أبنائهم لكي يبلغ عن حساباتنا وينظم حملات للإبلاغ عنها. نعتذر لـ "رائد الكرمـي" الذي فقدنا صورته على صفحتنا لأن الذباب الالكتروني قرر أن يحجبه ويحجبنا.

نعتذر لأهالي الأسرى بعد أن أبلغ البعض الفلسطيني على صور أبنائهم واختار أن يصنفهم كإرهابيين معتقدا أن هذا سيحجب شبكة قدس.. أما أنتم الذين تصلكم التعميمات الجاهزة: قفوا مع أنفسكم وفكروا قليلا، كيف تقبلون على أنفسكم أن تحجبوا صورة الشهيد والأسير والمقاوم الفلسطيني؟!. حتى ونحن نكتب هذه الكلمات، هناك من يبحث عن صورة شهيد لدينا، لكي يصنفه كـ"إرهابي" ويصنف نشرنا عنه بالتحريض على "الإرهاب".