رام الله - خاص قدس الإخبارية: أثار الحديث عن تعرض والد الشهيدين فتحي خازم "أبو رعد" لعملية تسمم إسرائيلية أدت لتدهور حالته الصحية خلال الأيام الأخيرة، ملف حالات التسمم التي ارتكبها الاحتلال خلال السنوات الماضية.
وبحسب المعلومات المتوفرة لدى "شبكة قُدس"، فإن جهودًا بذلت لنقل خازم إلى الأردن، بسبب عدم تمكن الطواقم الطبية في المستشفى الاستشاري برام الله من تشخيص ما يمر به، لكن هذه الجهود يبدو أنها تواجه عراقيل، حيث يقدّر مقربون من خازم أنها ناجمة عن تأخير إسرائيلي مقصود، بالتوازي مع اتهام شقيقه للاحتلال بالمسؤولية عن حياته والشكوك بإمكانية تسميمه.
وزير الصحة مي كيلة صرحت أن الحالة الصحية لـ خازم تتحسن، في الوقت الذي يؤكد فيه شقيقه أمين أن حالته تتحسن أحيانًا ثم تعود لتسوء بشكل غير مفهوم، حيث تبدو العائلة قلقة من سيناريوهات سابقة حدثت مع شخصيات فلسطينية تعرضت للتسمم
وبحسب ما رصدته "شبكة قدس" فإن مجموعة من الشخصيات القيادية الفلسطينية سبق وأن تعرضت للاغتيال بالسم أو محاولة التسميم لعل أبرزها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومحمود المبحوح القيادي في كتائب القسام، ووديع حداد أحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، محمد أبو معلا أحد قيادات القسام في الضفة، إلى جانب محاولة الاغتيال الفاشلة لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق للحركة ورئيس مكتبها في الخارج حاليًا.
في هذا السياق، يقول الصحفي والكاتب أحمد العاروري إن سنوات الصراع مع الشعب الفلسطيني شهدت ممارسة مخابرات الاحتلال عدة عمليات لتصفية قادة في المقاومة ونخب سياسية وعلمية، عن طريق أدوات متنوعة بينها دس السم.
ويضيف العاروري لـ "شبكة قدس" إن من أبرز هذه العمليات كان محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في العاصمة الأردنية عمان عن طريق حقنه بالسم من قبل عميلين في جهاز "الموساد".
وبحسب الكاتب والصحفي فإن قضية الرئيس ياسر عرفات هي الأخرى شاهدة على استخدام السم من خلال ما أكدته مصادر مختلفة، إلى جانب القيادي محمود المبحوح الذي كشف كتاب إسرائيلي صدر مؤخرا أن عملاء الموساد اغتالوه عن طريق مواد سامة داخل غرفته في فندق في دبي.
أما على المستوى الدولي، فذكر العاروري أن لهذه الطريقة كان حضورها في العمليات الإسرائيلية، حيث اتهمت ايران دولة الاحتلال قبل سنوات بأنها تقف وراء تسميم مهندس الطيران أيوب انتظاري الذي كان يعمل في مركز أبحاث عسكري والباحث الجيولوجي كمران أغملائي.
ويضيف: "تاريخيا كان للاحتلال جهود في تطوير مواد سامة، ولم يكشف عن كثير من هذه الجهود نتيجة سريتها، لكنها قديمة وتعود إلى ما قبل حرب 1948، ومؤخراً كشفت وثائق تاريخية أن جيش الاحتلال نفذ عمليات تسميم في مناطق مختلفة من فلسطين في عام النكبة، وهي العملية التي أطلق عليها اسم "ألق خبزك"، ونفذت بتوجيه من ديفيد بن غوريون وإشراف علماء فيلق العلوم بقيادة البروفيسور أهارون كاتسير وشقيقه أفرايم".
من جانبه، يرى الكاتب والباحث وسام رفيدي أن فرضية لجوء الاحتلال الإسرائيلي لأسلوب تسميم خازم غير مستبعد ومتوقع لاعتبارات شعبية وجماهيرية اكتسبها "أبورعد" خلال الفترة الأخيرة التي تلت استشهاد أبنائه بعد العمليات التي ضربت الاحتلال.
ويقول رفيدي لـ "شبكة قدس" إن أبو رعد اكتسب شعبية وجماهيرية كبيرة حولته لنموذج مماثل لشخصيات فلسطينية كانت حاضرة خلال سنوات الانتفاضة الثانية أو حتى قبل ذلك وهو ما يجعله شخصاً غير مرغوب به بالنسبة للاحتلال.
ويؤكد الكاتب والباحث الفلسطيني على أن تطور المقاومة في منطقة شمال الضفة الغربية المحتلة يجعل السلوك الإسرائيلي فيما يتعلق بتنفيذ عمليات الاغتيال تجاه أي شخصية فلسطينية غير مستبعد خلال الفترة الأخيرة على الأقل.
ويردف: "الإسرائيليون فيما يخص التسميم سبق وأن اتبعوا هذا السلوك سواء مع وديع حداد أو حتى الرئيس الراحل ياسر عرفات مع شخصيات فلسطينية أخرى تعرضت لذات الأمر أو لمحاولات فاشلة، أو حتى شخصيات أخرى لم يتم اكتشاف إصابتها بالسم".
وينوه رفيدي أن اللجوء لمثل هذا النوع من الاغتيال يعود لرغبة الإسرائيليين في تنفيذ عملية اغتيال صامتة بعيدًا عن عملية اغتيال مباشرة قد تسهم في إثارة الشارع الفلسطيني بشكل واسع وكبير على الاحتلال وتعمل على تصعيد وتوتير المشهد.