فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: دعا معهد دراسات استراتيجي إسرائيلي حكومة الاحتلال إلى بناء استراتيجية تمنع انفجار الأوضاع في الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، من خلال منع الإجراءات التي قد تفجر الصراع في القدس والمسجد الأقصى وغيرها من الملفات، بهدف التفرغ للتصدي لما أسماه "الخطر الإيراني" الذي يقوم على أيدلوجيا تدعو إلى "تدمير إسرائيل"، كما جاء في التقرير.
معهد السياسات والاستراتيجيات الإسرائيلي الذي يقوده اللواء "احتياط" في جيش الاحتلال، عاموس جلعاد، أكد على أهمية تمتين العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية في سياق استراتيجية تتضمن أيضاً عمليات "بناء القوة" و"التعاون مع المجتمع الدولي"، لمواجهة إيران التي اعتبر المركز أنها قريبة من إجراء "تجربة نووية" إذا اتخذت هذا القرار.
الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة يحتاج كما يقول التقرير إلى تجنب "الصدام معها" في ملفات قد تشعل المنطقة مثل قضية المسجد الأقصى، في إطار أوسع يتضمن تعزيز التعاون الأمني مع دول الخليج لمواجهة إيران، ومحاولة إقناع المجتمع الدولي لفرض عقوبات عليها.
المعهد اعتبر أن مسار فرض العقوبات على إيران قد يزيد من الاحتجاجات الداخلية، لكنه اعتبر أن فرض نجاح ذلك "ضعيفة".
على مستوى الساحة الفلسطينية، حذر المركز حكومة الاحتلال من تمدد حالة المقاومة من شمال الضفة المحتلة إلى بقية المناطق، تزامناً مع مساعي تيارات في الحكومة إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، حسب وصفه، وفرض "السيادة الإسرائيلية" على المستوطنات، وهو ما قد يقود إلى انفجار أكبر وأوسع.
وأشار إلى التغييرات التي أجراها الائتلاف الحكومي الجديد في دولة الاحتلال، بعد التحالف بين نتنياهو وقادة "الصهيونية الدينية"، على صلاحيات وزارة الجيش فيما يتعلق بمنصب "المنسق" وما تسمى "الإدارة المدنية"، وهو ما قد يؤثر على التنسيق مع السلطة الفلسطينية، في ظل توجهات الأخيرة لما وصفها التقرير ب"فرض قيود استراتيجية" على "إسرائيل" في المؤسسات الدولية.
ويقترح المعهد على حكومة الاحتلال صياغة "استراتيجية شاملة للتعامل مع الساحة الفلسطينية" و"تجنب" اتخاذ خطوات تظهر على أنها استعداد لضم الضفة المحتلة وعدم اتخاذا إجراءات تضر بــ"مكانة السلطة" وتقوض "التنسيق الأمني".
وفي سياق سحب أسباب "الانفجار" مع الفلسطينيين والعرب، طالب التقرير حكومة الاحتلال بتجنب تنفيذ خطوات "استفزازية" في المسجد الأقصى المبارك قد تفجر الوضع في الساحات العربية وتوتر العلاقات مع الأنظمة (الأردن ومصر وغيرها)، حسب وصفه، في ظل توجهات بنيامين نتنياهو لإقامة علاقات تطبيعية مع النظام السعودي.
وفي الجبهة الداخلية، اعتبر المعهد أن فلسطيني الأراضي المحتلة عام 1948 يعيشون حالة من "اليأس" وهو ما يخلق حالة من "إمكانية الانفجار"، في ظل سلوك حكومات الاحتلال العدواني ضدهم وخاصة مع الإجراءات التي بدأت تتخذها الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى استمرار عمليات القتل التي تنفذها عصابات الجريمة.
التقرير دعا حكومة الاحتلال إلى وضع استراتيجية في التعامل مع الفلسطينيين، في الداخل المحتل عام 1948، تقوم على فتح حوار مع قادتهم والمجالس المحلية.
هذا الحديث عن أوضاع الفلسطينيين في الداخل المحتل يأتي على "هبة الكرامة"، في أيار/مايو 2021، التي شكلت "تهديداً خطيراً لدولة الاحتلال، باعتراف قادة أمنيين وعسكريين، وهو ما دفع مختلف الأجهزة والمؤسسات العسكرية والسياسية إلى تطوير خطط مختلفة للتعامل مع خطر اندلاع انتفاضة في الداخل.