فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن حملة نفذها جهاز "الموساد" في عدة ساحات دولية لمنع العراق من إقامة مفاعل نووي، لكن العملية التي أطلقت عليها "عصر جديد" لم تمنع النظام العراقي من التقدم في عمليات البناء، كما تؤكد صحيفة "هآرتس" في تقرير يوم أمس الجمعة.
في البداية، علمت الأجهزة السياسية والأمنية في دولة الاحتلال عن مفاوضات بين فرنسا والعراق لإقامة مفاعل نووي عراقي، وهو ما دفع "إسرائيل" لمحاولة إقناع الفرنسييين بالتراجع عن المفاوضات لكن هذه الجهود فشلت.
بعد فشل الجهود الدبلوماسية والسياسية في منع فرنسا من تنفيذ الاتفاق، أطلق جهاز "الموساد" ووحدتي "8200" و"81" في شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال ولجنة الطاقة الذرية حملة "عصر جديد" لتدمير المشروع العراقي، وقادها ناحوم أدموني نائب رئيس "الموساد" في ذلك الوقت.
قيادة الحملة كلفت شعبة "تسوميت" في جهاز "الموساد" بتجنيد عملاء، وشارك في هذا النشاط رؤساء بعثات وضباط جمع معلومات وعناصر في الجهاز، ويذكر أهارون شيرف الذي قاد هذه العمليات في فرنسا، في كتاب أصدره مؤخراً، زعمه أن "الإسرائيليين عملوا تحت أنظار الفرنسيين".
وكشف أن عملاء "الموساد" حصلوا على "خرائط وخطط أولية حول المفاعل"، لكن هذا لم يكن كافياً كما يؤكد شيرف الذي أكد أن "الموساد" سعى إلى تجنيد مصادر بشرية مطلعة قادرة على الوصول إلى المفاعل، وأشار إلى أن الشركة الفرنسية التي شاركت في بناء المفاعل ضمت مئات المهندسين والتقنيين والعمال الذين كانوا هدفاً للتجنيد.
ويزعم ضابط "الموساد" أن الجهاز "نجح في تجنيد ضابط عربي"، وأوضح: الضابط جاء للدراسة في باريس، وهو مسلم متدين وقومي، لكنه لم يكن يعرف اللغة الفرنسية وهو ما عرقل فرصة حصوله على مكانة مقبولة في عمله، وهذه كانت نقطة الضعف التي أدركناها.
وأضاف: لاحقاً ظهرت للضابط جارته التي كانت تعمل معنا، ونصحته أين يمكن له شراء باغيت جيد، ثم وصل إلى بيتها شخص ادعى أنه ابن عمها من إيطاليا، وهو في الحقيقة ضابط جمع معلومات استخباراتية في "الموساد" وقد دعا الضابط وجارته إلى لقاء في حانة، وكنت أراقب اللقاء من الشارع.
يزعم شيرف أن ضابطي "الموساد" قالا للضابط العربي إن "المعلومات هدفها السلام العالمي" وادعى أن "الموساد زوده طوال 20 عاما، وبعد ترقيته في الرتب العسكرية، بمعلومات من دون أن يعلم أنه يعمل لصالحهم عملياً".
ويكشف ضابط "الموساد" أن الجهاز جند مهندساً إيطالياً بعد تفجير قنبلة أمام باب منزله، لكن هذه الحملة لم تنجح في عرقلة بناء المفاعل النووي العراقي، وهو ما دفع رئيس حكومة الاحتلال حينها مناحيم بيغن لإطلاق حملة أخرى تتمحور حول عمليات اغتيالات وتخريب.
في 14 حزيران/ يونيو 1980 اغتال جهاز "الموساد" المهندس المصري، يحيى المشد، في غرفته في فندق في باريس، بعد مزاعم أنه أحد المسؤولين في بناء المفاعل، وقبل عام فجَر الجهاز مخزناً تابعاً لشركة فرنسية متخصصة بانتاج قطع لسفن ومفاعلات نووية باسم (CMIM)، بعد زيارة لرئيس "الموساد" يتسحاق حوفي لفرنسا تحت اسم وهمي للاطلاع على تفاصيل العملية.
في حزيران/ يونيو 1981 نفذ طيران الاحتلال هجوماً على المفاعل ودمرته بأمر من بيغن.