شبكة قدس الإخبارية

السجون محطة أولى في مسيرة بن غبير الحكومية.. والأسرى يستعدون للمواجهة

e0CLj
هيئة التحرير

رام الله- قدس الإخبارية: زار وزير الأمن القومي في الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غبير، مساء أمس الخميس 5 يناير 2023، إلى سجن نفحة برفقة المفوضة كاتي بيري، في أول زيارة له لمصلحة السجون الإسرائيلية.

وقال بن غبير: "أتيت إلى سجن نفحة للتأكد من أن قتلة اليهود لا يحصلون على ظروف أفضل في اعتقالهم بعد بناء زنازين جديدة لمنع هروبهم".

وأضاف بن غبير "سعدت برؤية جهود مصلحة السجون التي تسعى لعدم تحسين ظروف اعتقالهم".

وفيما بعد كتب بن غير عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "سأستمر في الاهتمام بهذا الأمر، بالتزامن مع مساعي لإقرار قانون لتنفيذ عقوبة الإعدام".

في السياق ذاته، أكّد نادي الأسير الفلسطينيّ، أنّ الأسرى، وفي كافة السّجون، أعلنوا حالة التعبئة الشّاملة، استعدادًا لمواجهة واسعة، ضد الإجراءات التي تنوي حكومة الاحتلال المتطرفة فرضها، والتّصعيد من عمليات القمع، والتّنكيل بحقّهم.

وأضاف نادي الأسير، اليوم الجمعة 6 يناير 2022: "على المدعو المتطرف "بن غفير" الذي قام الليلة الماضية بزيارة للأقسام الجديدة في سجن "نفحة"؛ لبث مزيد من التهديدات، أنّ يسأل من سبقوه من وزارء، ولوحوا على مدار عقود في فرض أقصى أنواع الإجراءات بحقّ الأسرى، كيف كان مصير إجراءاتهم، وكيف تمكّن الأسرى على مدار هذه العقود من مراكمة تجربة نضالية واسعة، حتّى مع تطور الماكنة التي حاولت منظومة السّجن فرضها".

وتابع نادي الأسير، إن الأسرى خاضوا أكثر من 25 إضرابًا جماعيًا، وفرضوا معادلة بفعل نضالاتهم على مدار هذه العقود، والواقع اليوم في السّجون، أقوى وأكبر مما يتخيله "بن غفير"، وتُدرك أجهزة الاحتلال، وعلى رأسها ما تسمى "بمصلحة السجون" أن ما يطلبه "بن غفير" اليوم طلبه العديد من قبل، وفعليا تبخرت هذه التهديدات على وقع صلابة، ووحدة الموقف الاعتقالي، واستعداد الأسرى للتصدي لكل إجراء يمس بكرامتهم، أو ينتقص من حقوقهم.

ولفت نادي الأسير، إنّ الاختبار الكبير لأجهزة الاحتلال، كان فعليًا بعد عملية "نفق الحرية" البطولية، إلا أنّ الأسرى، وعلى قاعدة الوحدة، تمكّنوا من ردع جملة من الإجراءات كانت إدارة السّجون تلوح بفرضها، فمنذ شهر أيلول عام 2021، خاض الأسرى معارك متتالية، ولم يتوقفوا، وفعليًا من يراقب تفاصيل التهديدات، والواقع يجد أن إدارة السّجون فشلت في فرض إجراءاتها، وتحاول خلف هذه التهديدات أن تجد حلًا وسطًا ما بين ما تريده الحكومة المتطرفة، والواقع المفروض داخل السّجون.

وكانت الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي أصدرت الأربعاء، بيانا أعلنت فيه أنها دخلت مرحلة التعبئة العامة في صفوف الأسرى في كافة السجون استعدادا للمواجهة المقبلة.

وقالت الحركة الأسيرة في بيانها الذي اطلعت عليه "شبكة قُدس"، أن الحرب لا تواجه إلا بحرب مثلها، والاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة، "وسنكون خط الدفاع الأول لمواجهة العدوان الإسرائيلي ومخططاته التصفوية القمعية، ولن نسمح للاحتلال بأن يكسر إرادتكم من خلال كسر إرادتنا، وسنقاوم هذا النظام حتى آخر قطرة من عروقنا".

وأكدت الحركة الوطنية الأسيرة، أن الأسرى في كافة قلاع الأسر سيواجهون إجراءات حكومة الاحتلال الفاشية بكل شجاعةٍ واقتدار، موحدين تحت راية فلسطين، وتحت قيادةٍ موحدة، ومشروع نضالي واحد، تم إقراره من كافة الفصائل الوطنية والإسلامية داخل قلاع الأسر. داعية جميع الفصائل والقيادات الفلسطينية إلى إنهاء الانقسام كطريق للحرية والاستقلال.

وشددت في بيانها، على أن أيّ اعتداءٍ على الأسرى وحقوقهم سيواجه بالعصيان الشامل، وبانتفاضةٍ عارمة في كافة قلاع الأسر، وإن هذه الانتفاضة ستُشكّل بركان حرية سينفجر في وجه هذا المحتل، قائلة: فلا زلنا أشداء لا يهمنا من عادانا، ولا كلّت عزيمتنا، ولم تزدنا سنين الأسر وعقوده إلا صلابةً وإصرارًا على مواجهة هذا الاحتلال الغاشم.

ونوهت إلى أن المعركة القادمة ستُتوج بإضراب الحرية، ولن تنتهي تلك المعركة إلا بالنصر والحرية أو الشهادة.

وأردفت الحركة الأسيرة، أن الاحتلال "أوغل في إجرامه ضد كل ما هو فلسطيني، واهاما أنَّ في هذا الشَّعب من سيرفع رايةً بيضاء، وتناسى أنَّ شعب الياسر، والياسين، والشقاقي، وأبو علي مصطفى، وعمرو القاسم، لا يمكن أن ينكسر، وأنَّ شعبًا يُنجب عدي التميمي لا يمكن أن يرفع رايةً بيضاء، ولا يمكن لهذا الشعب، إلا أن ينتصر مهما طال الزمان".

ووجهت رسالة للاحتلال قائلة: تذكروا جيدًا أننا مقاتلون من أجل الحرية، وكما واجهناكم في ساحات القتال؛ سنواجهكم في قلاع الأسر، وأنتم الآن تمنحوننا فرصة لكي نُلقن من اعتدى على نسائنا وأطفالنا في الشيخ جراح وخليل الرحمن درسًا لن ينساه في الصمود والتحدي، ولكي نثأر لصرخات حرائرنا على أعتاب المسجد الأقصى.

وطالبت الحركة الأسيرة، الشعب الفلسطيني بالاحتفاء، والاحتفال بالأسر كريم يونس كأقدم مناضل سياسي في سبيل الحرية، وباعتبار هذا اليوم مناسبة وطنية ووحدانية يرتفع بها العلم الفلسطيني، وأن تكون مهمة تحرير الأسرى واجبًا دينيًّا ومهمة وطنية عليا نافذة للتطبيق تحت شعار: "نحن مقاومة لا تترك أسراها للنسيان والموت خلف القضبان".

ووجهت رسالة إلى غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة بأن تُبقي سيفها حاضرًا ومشرعًا، لتسند ظهرنا في هذه المعركة الحاسمة، وأن تعجل بالوفاء بالوعد بتحرير الأسرى من هذه التوابيت.

وفي لقاء سابق مع شبكة قُدس، نقل الأسير المحرر المبعد إلى فرنسا صلاح الحموري جزءا من معاناة الأسرى في السجون، لكنه أشار بتركيز شديد على الأسرى المؤبدات، الذي لم يعد لديهم أمل بأن تفتح السجون عليهم قريبا، كما يقول، ولذلك هم بصدد البدء بإضراب مفتوح عن الطعام، وفي هذه المرحلة هناك ترتيبات وتشاور حول هذه الخطوة، وما يدفع بهذا الاتجاه هو تراجع مكانة الأسرى كأولوية لدى المجتمع الفلسطيني، وتشكيل حكومة جديدة لدى الاحتلال من المتوقع أن تشدد من عقوباتها بحق الأسرى.

وكشف الحموري أن الأسرى بعثوا برسالة لمصلحة السجون الإسرائيلية مفادها أنهم جاهزون للمواجهة حتى الشهادة، وذلك في ظل التهديدات التي يطلقها وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غبير بحقهم، وسيبدأون بالإضراب في 23 مارس؛ أول أيام شهر رمضان.