الخليل - خاص قدس الإخبارية: يواجه قرابة 3 آلاف فلسطيني من أهالي مسافر يطَّا جنوب الضفة الغربية المحتلة، خطر التهجير المحتمل في أي لحظة بعد رفض محكمة الاحتلال العليا كافة الالتماسات التي تقدم بها الأهالي على مدار السنوات الماضية.
وفي الفترة الأخيرة أخطرت قوات الاحتلال مجددًا بتهجير 8 قرى في مسافر يطا التي تضم 12 تجمعًا سكانيًّا، الأمر الذي أثار من جديد مخاوف كبيرة لدى الأهالي، لا سيما مع رفض كل المحاولات القانونية التي قام بها الأهالي للحفاظ على حقهم في أرضهم.
وتقع مسافر يطا جنوب شرق الضفة الغربية ومدينة الخليل، وهي على تماس مباشر مع مناطق الأراضي المحتلة عام 1948، وتأتي في نهاية سلسلة جبال الخليل وبداية منطقة بئر السبع، أما معاناة المنطقة فلم تبدأ مع قرار المحكمة العليا الأخير، بل مع نكبة فلسطين عام 1948 حيث خسرت جزءًا كبيرًا من أراضيها، عندما سيطرت عليها المليشيات الصهيونية وأصبحت تشكل جزءًا من "الاحتلال" بعد إعلان تأسيسه، واستمرت خلال تلك الفترة وحتى حرب حزيران/ يونيو 1967 الاعتداءات على المنطقة، التي تنبه الاحتلال لموقعها الاستراتيجي، وهو ما عبر عنه اقتراح وزير الزراعة في حكومة الاحتلال في حينه أريئيل شارون في عام 1981 أن على ضباط في جيش الاحتلال إقامة منطقة تدريبية في جنوبي جبال الخليل من أجل الحد من التمدد الفلسطيني ومصادرة الأراضي الموجودة في المكان، ليتحول الاقتراح، إلى قرار تنفيذي، أعلنت على أثره 35 ألف دونم من مسافر يطا كمنطقة إطلاق نار تحت رقم 918، وشملت 12 قرية وخربة، وهي جنبة، المركز، الحلاوة، وخلة الضبع، والفخيت، والتبان، والمجاز، واصفي (الفوقا والتحتا)، ومغاير العبيد، والمفقرة، والطوبة والصرورة.
في السياق يقول رئيس مجلس قروي مسافر يطا نضال يونس إن الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال بحق الأهالي مستمرة منذ شهر آيار/مايو الماضي في أعقاب قرار محكمة الاحتلال العليا برفض كافة الالتماسات التي تقدم بها أهالي المسافر.
ويضيف يونس في حديثه لـ "شبكة قدس": "هناك خشية من أن يقوم الاحتلال خلال الأيام المقبلة بعملية إخلاء واسعة بحق الأهالي في المسافر حيث يبلغ عدد سكان القرى أكثر من 2000 نسمة بمساحة إجمالية يصل إلى 35 ألف دونم".
وبحسب رئيس مجلس قروي مسافر يطا فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تبرر قرارها في رفض الالتماس الذي تقدم به الأهالي بأنها منطقة عسكرية مغلقة وأنها لم تكن مأهولة بالسكان قبل إعلانها منطقة عسكرية مغلقة وهو ما يتعارض مع الواقع القائم.
ويتابع: "كل هذه القرى هي تاريخية وتعود جذورها إلى عقود طويلة قبل قرار إعلانها منطقة عسكرية عام 1981"، موضحًا أنه تم تقديم ملفات أرشيفية تعود للاحتلال الإسرائيلي وصور جوية تثبت أن القرى كانت قائمة منذ عشرات السنوات.
ويشدد يونس على أن هدف الاحتلال من تهجير الأهالي عنصري ويتمثل في قطع أي تواصل لمناطق جنوب الضفة المحتلة مع منطقة النقب المحتل وهو سعى لذلك منذ إعلان مسافر يطا منطقة عسكرية عام 1981.