فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: ردا على سياسات حكومة الاحتلال الجديدة؛ هددت فصائل المقاومة الفلسطينية برد غير متوقع، ودعت للاتفاق على برنامج سياسي مقاوم، مؤكدة أن الحكومة الجديدة ستفشل كما فشلت سابقاتها في القضاء على المقاومة الفلسطينية، وسط خشية من تفجر الأوضاع.
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، حذر من أن التوجهات السياسية والفكرية لقادة الاحتلال وحكوماته خاصة الراهنة تضع الوضع برمته على صفيح ساخن. مؤكدا في بيان صحفي صادر عن مكتبه، أن "مقاومة الشعب الفلسطيني سوف تتجاوز كل الحدود وستباغت المحتل ومستوطنيه حتى يرحلوا عن أرضنا وقدسنا وعودة شعبنا وتحرير أسرانا".
وشدد هنية، على أن الشعب الفلسطيني وخاصة في القدس والضفة، وبإسناد من جميع المناطق سيواصل إبداعات وطرق المقاومة، ولن ترهبه التهديدات، وأن الأولوية لشعبنا في مواجهة أولويات حكومة الاحتلال الجديدة هي المقاومة والوحدة.
وعن المخطط الاستيطاني الذي يعد ضمن أولويات حكومة الاحتلال المقبلة، قال هنية: الاستيطان سيُواجه بتصعيد المقاومة وتوسيع رقعتها والضغط بكل الوسائل المتاحة لاقتلاع المستوطنين ودولة الكيان المحتل من كل أرض فلسطين.
يذكر أن بنيامين نتنياهو أعلن عن تمكنه من تشكيل حكومته المؤلفة من أحزاب يمينية متطرفة، والتي سيجري التصويت عليها غدا الخميس، بعد أن أقر الكنيست توسيع صلاحيات وزير الأمن القومي المتطرف "إيتمار بن غفير" الذي يحمل في جعبته مخططات قال عنها مسؤولون إنها ستؤدي إلى تفجير الأوضاع خاصة ما يتعلق بالمسجد الأقصى.
تصعيد المقاومة
من جانبه، دعا عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، إلى إشغال العدو وإرباكه عبر تصعيد المقاومة في الضفة بكل أشكالها الشعبية والمسلحة لمنع التوسع الاستيطاني وإفشال حملات الاعتقالات الليلية لقوات الاحتلال.
وأوضح في تصريح صادر عنه، أن الاعتداءات التي ينفذها الاحتلال في الضفة والقدس المحتلتين، تأتي ضمن محاولة فاشلة لفرض شروط الاستسلام على شعبنا وعلى المقاومة في قطاع غزة كما فشلت سابقا في إخضاعه بالضفة. قائلا إن استمرار حملة الاعتقالات والاعتداءات بالضفة الغربية والقدس، محاولة مقصودة لاستنزاف المقاومة وقادتها ومخزونها الثوري هناك، ومحاولة فاشلة لكسر إرادة الصمود لحاضنتها الأساس الشعب الفلسطيني من أجل تهويد القدس وتوسيع البناء الاستيطاني تنفيذا للمشروع الصهيوني، وتمرير مخططات حكومة المتطرفين العنصرية بزعامة نتنياهو وبن غفير.
يشار إلى أن تقارير عبرية سابقة أشارت إلى أن شهر رمضان الذي يحل بعد أشهر قليلة، وتحديدا خلال الفترة الأولى لحكومة نتنياهو اليمينية، سيجري خلاله الكشف عن طبيعة التوجه وشكل التصعيد المقبل، خاصة وأن أعيادا يهودية تحل في شهر رمضان، حيث سبق وأن تعهد قادة الحكومة بتسهيل مهمة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وهو ما من شأنه أن يفجر موجة غضب شعبي فلسطيني، قد تنقلب إلى أعمال مسلحة، للرد على تلك الهجمات بشكل أكبر مما حصل في العامين الماضيين.
وحذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، في وقت سابق، من عسكرة ساحات المسجد الأقصى، إثر كثافة الاقتحامات الإسرائيلية مؤخرا التي تتبنى أطروحات المنظمات المتطرفة أو تلك التي تمثلها وتنتمي لها، تحت ستار الأعياد والمناسبات الدينية.
ويوم أمس، قالت لجان المقاومة في قطاع غزة في الذكرى الـ 14 للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2008، إن "معركة الفرقان ستبقى محطة هامة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني تبدد فيها وهم إسقاط المقاومة وأسست لمرحلة جديدة".
وأضافت، أن "تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة المتطرفة، يجب أن يكون مدخلاً لوحدة الشعب الفلسطيني على برنامج سياسي مقاوم، والتحرر من كافة الاتفاقيات الموقعة مع هذا الكيان".
وقالت "حركة المجاهدين الفلسطينية"، في بيان لها، إن "إعلان تشكيل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة يستوجب رص الصفوف لأجل مواجهة الإرهاب والتطرف، وقوة الميدان هي من تصنع المعادلات السياسية وليس مشاريع الاستسلام".
وفي الداخل المحتل، دعت قائمة تحالف "الجبهة والعربية للتغيير" إلى تصعيد النضال الشعبي المكثف ضد بن غفير وسياساته العنصرية تجاه الفلسطينيين في كافة المجالات في أعقاب المصادقة على قانون "مرسوم الشرطة الإسرائيلية" الذي يوسع صلاحيات بن غفير على الجهاز.
وقالت إن حكومة نتنياهو تتجه إلى تسخير شرطة الاحتلال بشكل مطلق لخدمة مشروع بن غفير العنصري ضد الفلسطينيين، كما أن الحكومة القادمة متجهة نحو سياسات عنصرية شرسة في كافة المجالات.
الانتفاضة الثالثة ستؤدي إلى انهيار كامل
وفي مقابلة له عبر قناة "سي إن إن" الأمريكية، قال العاهل الأردني عبد الله الثاني إن هناك مخاوف وقلق حيال قيام انتفاضة جديدة، "وإن حصل ذلك، فإنه قد يؤدي إلى انهيار كامل، والجميع في المنطقة قلقون للغاية.
وأضاف عبد الله الثاني: نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس، وما يقلقني هو وجود تحديات تواجه الكنائس بسبب السياسات المفروضة على الأرض، وإذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة، والأشخاص الذين يحاولون الدفع باتجاه تغيير الوضع القائم في القدس هم تحت أنظار المجتمع الدولي، ونحن لدينا خطوط حمراء.