فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: الصراع بين قادة التيار "الديني الصهيوني" وضباط سابقين في الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية يأخذ أبعاداً أوسع نحو التحذير من "خطر داهم" على المؤسسات "الديمقراطية، في دولة الاحتلال، حسب وصف الجنرالات الذي دفعتهم حزمة القوانين والتغييرات التشريعية التي أجراها نتنياهو لتشكيل الائتلاف الحكومي المقبل، إلى رفع الاحتجاج في وجه ما اعتبروه "خطوطاً حمراء" يجري المس بها.
المخاوف من التغييرات التي أقدم عليها ويخطط لها الائتلاف الحكومي الجديد في دولة الاحتلال دفعت أكثر من 1198 ضابط وطيار وقائد سابقين في سلاح الجو في جيش الاحتلال، إلى رفع عريضة إلى قادة الأجهزة القانونية يحذرونهم من تدمير "الديمقراطية الإسرائيلية"، حسب وصفهم.
من بين القادة الموقعين على العريضة التي رفعت إلى رئيسة المحكمة العليا والمستشارة القانونية لحكومة الاحتلال والمستشار القانوني في "الكنيست"، رئيس أركان جيش الاحتلال السابق دان حالوتس، والقائد السابق لسلاح الجو أفيهو بن نون، وإيتان بن إلياهو، وعاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق، ونمرود شافر رئيس قسم التخطيط السابق.
الجنرالات والقادة الموقعين على العريضة اعتبروا أن قادة الأجهزة القانونية التي وجهوا لها رسائلهم يمثلوا "خط الدفاع الأخير" عن مؤسسات الدولة، وحذروهم من انهيار ما أسموها "الديمقراطية الإسرائيلية"، بسبب التحالف الحكومي الجديد بقيادة نتنياهو وبن غفير وسموتريتش ودرعي.
حالوتس يهاجم نتنياهو وقادة "الصهيونية الدينية"
في الشهور الأخير، صعد دان حالوتس وهو رئيس أركان جيش الاحتلال الوحيد القادم من سلاح الجو، هجومه على قادة "الصهيونية الدينية" وعلى رأسهم إيتمار بن غفير.
في مقابلة صحفية، اعتبر حالوتس أن بن غفير الذي لم يخدم في الجيش ولا يملك خبرات عسكرية وأمنية وعليه عدة مخالفات أمنية وقانونية، لا يجوز أن يقرر في القضايا العسكرية والأمنية.
وتعليقاً على التغييرات القانونية والتشريعية التي نصت عليها اتفاقيات القوى في الائتلاف الحكومي الجديد، قال حالوتس: "المشكلة أن النظام الديمقراطي اتخذ قراراً قد يكون القرار الديمقراطي الأخير فيه".
وعبَر حالوتس عن مخاوفه من تعيين حاخام "سفاردي" أعلى في الجيش من خارج المنظومة العسكرية واعتبر أن هذا القرار "تدمير لقواعد الحكم"، وحمَل نتنياهو المسؤولية، وحذر من خطورة الائتلاف الجديد على الأوضاع الأمنية في دولة الاحتلال.
وفي معرض انتقاده للائتلاف الحكومي الجديد، قال: "20 من نواب الائتلاف لم يرتدوا اللباس العسكري"، في إشارة إلى المخاوف من سيطرة هذا التيار على السياسة الأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال، التي عبَر عنها عدد من الجنرالات والضباط السابقين في الجيش.
خلال الأيام الماضية، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن محادثة بين بنيامين نتنياهو ورئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، حذر فيها الأخير من تدمير "التسلسل القيادي" في الجيش بسبب الإجراءات التشريعية والوزارية التي تتضمنها الاتفاقيات الحكومية مع "الصهيونية الدينية".
باراك يحذر
وانضم رئيس حكومة الاحتلال السابق، إيهود باراك، الذي شغل مناصب أمنية وعسكرية رفيعة بينها رئيس أركان الجيش إلى المحذرين من خطورة الائتلاف الحكومي الجديد، وقال في تصريحات صحفية: "إسرائيل تتجه نحو فترة صعبة ومظلمة".
وأضاف: "لا نعرف كم من الوقت ستستغرق، وما هي الأضرار التي ستكون خلال هذه الفترة".
واعتبر باراك أن خطوات الحكومة الجديدة ستحرك الشارع، قائلاً: "أنا مقتنع بانه ستكون هناك انتفاضة ضد هذه الحكومة".