القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: في خطوة جديدة لصالح المشروع الاستيطاني في القدس المحتلة، استولى المستوطنون على قطعة أرض في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وصفها مختصون بأنها "استراتيجية" من النواحي الجغرافية والرمزية الدينية والتراثية.
مع ساعات الصباح، اقتحمت ميلشيات المستوطنين أرض "الحمرا" التابعة لدير الروم الأرثودكس واستولوا عليها، بحماية من شرطة الاحتلال التي اعتدت على الأهالي الذين حاولوا التصدي لسرقة الأرض.
اعتداءات شرطة الاحتلال على الأهالي أدت لإصابة عدد منهم بجروح مختلفة واعتقال آخرين بعد تعرضهم للضرب.
أرض "الحمرا" التي تبلغ مساحتها 5 دونمات، وتقع في قلب سلوان، تعتبر وفقاً لمختصين من أهم الأراضي التي تحمل رمزيات تاريخية وأثرية في البلدة.
ويذكر الباحث رضوان عمرو أن أرض "الحمرا" مرتبطة بقصص عدد من الأنبياء، بينهم النبي عيسى عليه السلام الذي تروي المصادر التاريخية قصصاً عن معجزاته في "الشفاء" قرب عين سلوان، كما ترتبط الأرض المسروقة من قبل المستوطنين ببوابة القدس اليمانية التي دخل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ليلة الإسراء والمعراج، بالإضافة لوجود نبي الله أيوب عليه السلام في السفح الجنوبي للأقصى.
وأشار إلى أن الأرض المصادرة كانت ضمن النظام المائي لعين سلوان التاريخية، وهي في الأصل تضم بركتين كبيرتين لجمع الماء لصالح سكان البلدة القديمة في القدس.
وتعتبر بلدة سلوان من أبرز المناطق المستهدفة من قبل الجماعات الاستيطانية التي تسعى منذ سنوات للاستيلاء على البيوت والأراضي فيها، معززة بمزاعم توراتية بوجود "إرث يهودي" في البلدة، التي تطلق عليها اسم "مدينة النبي داود"، ويؤكد مختصون في التاريخ والآثار على كذب هذه المزاعم ويقولون إن الكشوفات الأثرية لم تثبتها.