شبكة قدس الإخبارية

معدلات الانتحار في جيش الاحتلال هي الأعلى منذ خمس سنوات.. مجتمع عسكري تفتك به الأمراض الاجتماعية

ch76A
هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: أقدم 14 جنديا إسرائيليا على الانتحار منذ بداية العام 2022، خلال تأدية الخدمة العسكرية، وفق بيانات كُشف عنها اليوم الأحد، حيث يعتبر هذا الرقم هو الأعلى منذ 5 سنوات.

وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أنه بينما أقدم 14 جنديًا على الانتحار خلال الخدمة العسكرية خلال العام الجاري، كان العدد 11 ا خلال العام 2021، فيما سجلت النسبة الأعلى في حالات الانتحار بصفوف الجنود بالعام 2011، حيث انتحر 21 جنديا.

ويستدل من المعطيات، أن الغالبية العظمى من حالات الانتحار تعود للجنود من الذكور، حيث لا يتركون خلفهم أي خطابات أو رسائل تشرح أسباب إقدامهم على الانتحار.

ولم يتوصل جيش الاحتلال إلى نتيجة واضحة تفسر زيادة حالات الانتحار في صفوف الجنود والذكور على وجه الخصوص، حيث صدرت تعليمات للضباط في الجيش بالحرص على "زيادة اليقظة والاهتمام" لمنع زيادة حالات الانتحار في صفوف الجنود.

وبحسب معطيات جيش الاحتلال فإن الارتفاع المتواصل في الإعفاء من الخدمة العسكرية بسبب الأوضاع النفسية، حيث سجل في العام 2015 طلبات بلغت نسبتها 4.5%، تطلب الإعفاء من الخدمة بسبب الأوضاع النفسية، وارتفعت الطلبات لتصل إلى 8.5% في نهاية العام 2020.

ليس هذا وحسب، بل أن طلبات الإعفاء عن الاستمرار في الخدمة العسكرية بسبب الأوضاع النفسية، بارتفاع متواصل خلال الخدمة الإلزامية أيضا، وبلغت حوالي 8.6%، علما أن غالبية طلبات الإعفاء تكون خلال العام الأول من الخدمة العسكرية.

أزمة في جيش الاحتلال..

في السياق، يقول الصحفي والمختص في الشأن الإسرائيلي محمد بدر إن فترة 5 سنوات ليست بالفترة الكافية لبناء افتراضات معينة يمكنها تفسير هذه الزيادة خاصة وأنها طفيفة، لكن ذلك لا يعني عدم وجود أزمة داخل جيش الاحتلال.

وبحسب الصحفي والمختص بدر فإن جيش الاحتلال لم يعد الحيز الذي يرى فيه الإسرائيلي نفسه، فقد تحول من مكان للتنشئة النفسية والاجتماعية للأفراد، إلى مكان قاهر يضاعف من حالة اللايقين والشك بالمستقبل.

وأوضح أن الطبقية والعنصرية تطبق على جيش الاحتلال، وهو ما يفسر مثلا أن ثلث المنتحرين من الجنود في العام الماضي كانوا من الجنود الإثيوبيين، وهذا معطى يمكن البناء عليه في تفسير الظاهرة وأسبابها.

ويردف: "المجتمع العسكري في الحالة الإسرائيلية مريض ومفكك، وهذه الحالة تؤثر على معنويات الجنود وعلى نظرتهم العسكرية وخدمتهم التي يقومون بها".

واعتبر بدر أن ما يحصل حاليًا داخل جيش الاحتلال يطرح سؤالاً بارزًا يتمثل في مصير الجندي بعد أدائه الخدمة العسكرية ؛ وهو الأمر الذي يرفع معدلات الاكتئاب والأمراض النفسية في صفوف المجندين ومؤدي الخدمة.

وقال إن القيم النيوليبرالية هي السبب الأهم الذي يعزو له الخبراء العسكريين الإسرائيليين التوتر الشديد في العلاقة بين الفرد والجيش، قبل الخدمة وخلالها، وهذه القيم ساهمت في النظر للجيش كإطار قاتل للمستقبل.

#الاحتلال #انتحار_الجنود