فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: جاءت عملية كفر قاسم المزدوجة الأخيرة التي أدت لإصابة 3 من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلية لتثبت فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية في إثبات غياب فلسطينيين الداخل عن قضيتهم.
ويتزامن الفشل الميداني مع قرار الاحتلال تشكيل وحدة تتبع جهاز أمن الاحتلال العام "الشاباك" تستهدف محاربة ما تسميه بالجريمة في المجتمع الفلسطيني، غير أن الوقائع على الأرض تثبت عكس هذا الهدف تمامًا خصوصاً مع الحكومة اليمينية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو.
وتشهد الفترة الأخيرة تساهلاً إسرائيلياً في أوامر إطلاق النار بحق الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948، وهو ما يتضح في تعامل الاحتلال مع الكثير من عمليات إطلاق النار في الفترة الأخيرة أو التكتم على العمليات التي يجري تنفيذها في الداخل.
ففي 24/11/2022 أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن جنديا من جيش الاحتلال أصيب بعدما تعرض للدهس في بئر السبع، في اليوم التالي ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ما جرى هو عملية نفذها فلسطيني من رهط بدوافع وطنية، ولم يكن مجرد حادث سير.
وفي 8/12/2022 نشرت وسائل إعلام إسرائيلية خبرا مفاده أن مستوطنا أصيب في "تل أبيب" في حادث سير، ويجري فحص كل الاحتمالات التي تقف وراء خلفية الحادث، بعد حوالي أسبوع ونصف، أوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن ما جرى في تل أبيب كان عملية دهس بدوافع وطنية، نفذها فلسطيني من سلواد، كان ابن عمه قد ارتقى برصاص جيش الاحتلال في تلك الفترة.
ويثبت الإعلان المتأخر عن العمليات هشاشة الإجراءات التي تتخذها أذرع الاحتلال الاستخباراتية والعسكرية، وقد وثقت الصور ومقاطع الفيديو الارتباك الشديد في صفوف قوات الاحتلال، وعدم قدرتها على التعامل مع العمليات بشكل سريع، واستجابتها غير المنسجمة مع الدعاية الموجهة للإعلام الإسرائيلي حول مستوى التأهب والاستعدادات وكذلك الإمكانيات والقدرات.
ومن بين الأهداف التي يسعى الاحتلال لتنفيذها هو عدم تحويل المنفذين إلى قدوة ونموذج، بما يضمن عدم تداول أسمائهم وصورهم والإشادة بأفعالهم، وقد يكون الاحتلال نجح في ذلك، فمثلا: صور منفذ عملية تل أبيب علي حامد لم يتم تداولها على نطاق واسع، وحتى خبر العملية لم يلق اهتماما كبيرا في التغطية الإعلامية الفلسطينية ولدى نشطاء منصات التواصل الاجتماعي.
وبمحاذاة ذلك يسعى الاحتلال إلى تكريس أن عمليات العمق أصبحت خلفه، لكن هذا الوهم الذي يبيعه للمستوطنين والفلسطينيين على حد سواء، ينكشف زيفه يوما بعد يوم.