شبكة قدس الإخبارية

بعد عقود من النضال والاعتقال... "أسد فلسطين المقنع" شهيداً

iXOOL

رام الله - قُدس الإخبارية: أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن استشهاد القائد ناصر أبو حميد، فجر اليوم، بعد شهور من المعاناة مع مرض السرطان الذي تفاقم جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد "القتل البطيء" الذي مارسته إدارة سجون الاحتلال معه.

وقالت الهيئة، في تصريح صحفي، إن الأسرى ضربوا على الأبواب وأطلقوا التكبيرات بعد إعلان استشهاد القائد أبو حميد.

ونقل أبو حميد من "عيادة سجن الرملة" إلى مستشفى "آساف هاروفيه"، يوم أمس، بعد أن دخل في غيبوبة.

وأكدت هيئة الأسرى على مسؤولية إدارة سجون الاحتلال عن الجريمة ودعت العالم إلى وقف "مجزرة الإهمال الطبي" بحق الأسرى الفلسطينيين.

في آب/ أغسطس 2021 بدأت معاناة الشهيد أبو حميد مع السرطان، بعد شهور من أوجاع في الصدر، وإهمال طبي متعمد وبعد إجراء عملية له لاستئصال الورم جرى إعادته إلى "عيادة الرملة" قبل استكمال العلاج، ثم تفاقمت حالته الصحية قبل أن يعلن عن استشهاده فجر اليوم، بعد معاناة كبيرة مع المرض.

الشهيد ناصر عرف السجون منذ كان طفل، وبدأت معاناته منذ عام 1987 إذ سجن لمدة 4 شهور ثم اعتقل لمدة عامين ونصف وفي اعتقاله الثالث حكم عليه بالسجن المؤبد، قبل أن يفرج عنه في إطار الإفراجات بعد اتفاقيات السلام، وفي انتفاضة الأقصى كان أحد قادة كتائب شهداء الأقصى وتعرض للمطاردة قبل أن يعتقل مع عدد من أشقائه وتصدر محاكم الاحتلال العسكرية عليهم أحكاماً بالسجن المؤبد.

في الانتفاضة الأولى كانت أحد أبرز الأهازيج الشعبية الفلسطينية تغنى لناصر الذي عرف بملاحقته للعملاء: "ناصر يا أسد مقنع… بالليل وبالنهار البلطة بيَدك تلمع".

في كل مراحل المواجهة بين الاحتلال والشعب الفلسطيني كان لناصر وعائلته مساهمة، في الانتفاضة الأولى كان ناشطاً في مقاومة الاحتلال وعملائه، وكان لشقيقه الشهيد عبد المنعم أبو حميد دور تاريخي في ضرب مخابرات الاحتلال حتى عرف باسم "صائد الشاباك"، وفي الانتفاضة الثانية عاد ناصر مع أشقائه لمقاومة الاحتلال، وقبل سنوات قتل شقيقه إسلام جندياً من قوات الاحتلال الخاصة، قبل أن يتعرض منزل العائلة للهدم.

لعائلة أبو حميد حكاية خاصة مع البيوت فهي منذ عقود لم تعرف الاستقرار في بيت واحد بعد أن هدم الاحتلال لها معظم البيوت التي سكنتها وأطاح بالذكريات القليلة التي جمعت الأم مع أبنائها.

وفي بيان نعي الشهيد، أكدت عائلته على تمسكها بخط مقاومة الاحتلال، قائلة: إذ نسلم أمرنا لله عز وجل، فإننا مؤمنون بقضائه وقدره، وفي نفس الوقت نعاهد أبناء شعبنا الصابر، على أنّ تكون كما كنّا دائماً صابرين، بصبر شعبنا، أقوياء مستمدين قوتنا، وعزيمتنا من تضحيات شهدائنا الأبرار.

وقالت: لن تقبل العزاء بابننا القائد إلا أنّ يتحرر جسده الطاهر ومعه سائر جثامين الشهداء العظام المحتجزة لدى الاحتلال الفاشي.

وزفت كتائب شهداء الأقصى الشهيد أبو حميد أحد مؤسسيها وقادتها الميدانيين الذي قدم مع عائلته تضحيات كبيرة في تاريخ مقاومة الاحتلال، كما أكدت في البيان.

الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، قال إن الشهيد أبو حميد "قاتل حتى الرمق الأخير" ودعا إلى مواجهة هذه الجريمة بتصعيد ميداني واسع.

ونعت حركة فتح ابنها الشهيد ناصر أبو حميد الذي كان أحد قادتها الميدانيين في الانتفاضتين، وقالت إن اسمه "سيظلّ ساطعًا يهتف به أبناء شعبنا كما كانوا في كل مكان".

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن "العدو المجرم يتحمل المسؤولية الكاملة عن اغتياله وتداعيات هذه الجريمة البشعة في ظل تصاعد عدوانه وإرهابه بحق أسرانا وأبناء شعبنا". 

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نعت الشهيد ناصر أبو حميد الذي ارتقى جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد وحملت الاحتلال المسؤولية عن "جريمة الإعدام"، وأكدت لجان المقاومة الشعبية في فلسطين أن جريمة الاحتلال بحق القائد أبو حميد يجب أن تدفع نحو مزيد من المقاومة نصرة للأسرى.

وقالت الجبهة الشعبية إن "الأسير الشهيد خاض معركته الأخيرة من أجل الحياة بكل بسالة وإصرار، معاهدًا وطنه وشعبه وأصدقائه ورفاق دربه، أن يجسد في هذه المعركة ما جسده في حياته من مسيرة نضالية حافلة، مقدمًا روحه فداءً لفلسطين كما قَدمّ على مدار سنوات طويلة زهرة عمره في سجون الاحتلال".

نادي الأسير قال إن عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 ارتفع إلى 233 يواصل الاحتلال احتجاز جثامين 10 منهم.

في رسالته الأخيرة قال ناصر: "أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، ولكن مطمئن وواثق بأنني أولاً فلسطيني وأنا أفتخر، تاركًا خلفي شعب عظيم لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى، وأنحني إجلالاً وإكبارًا لكل أبناء شعبنا الفلسطيني الصابر وتعجز الكلمات عن كم هذا المشهد فيه مواساة". 

وأكد شوقه لرفاقه الشهداء: "أنا مش زعلان من نهاية الطريق لأنه في نهاية الطريق أنا بودع شعب بطل عظيم، حتى التحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم".
 

#الأسرى #ناصر - أبو حميد