رام الله - قدس الإخبارية: شيّعت جماهير غفيرة في مخيم قلنديا برام الله، اليوم الأحد 18 ديسمبر 2022، جثماني الشهيدين الشقيقين محمد ومهند يوسف مطير (37 عاما و19 عاما)، الذين ارتقيا دهسا من قبل مستوطن متعمد بالقرب من حاجز زعترة العسكري جنوب نابلس.
وخرج المئات في جنازة الشهيدين التي انطلقت من مجمع فلسطين الطبي برام الله إلى منزل عائلتهما في مخيم قلنديا، لإلقاء نظرة الوداع عليهما ثم أداء صلاة الجنازة ومواراتهما الثرى في مقبرة شهداء المخيم.
وردد المشيّعون التكبيرات والهتافات الغاضبة المنددة بجرائم الاحتلال ومستوطنيه.
وعمّ الإضراب الشامل بلدة كفر عقب ومخيم قلنديا حدادا على روح الشهيدين.
وكان الشقيقان في طريقهما إلى نابلس للتحضير لزفاف ابنة شقيقتهما وخطبة شقيقتهما المقرران خلال الأسبوعين المقبلين، وكانا يقفان على جانب الطريق لإصلاح أحد إطارات المركبة التي كانا يستقلّانها برفقة أفراد من عائلتهما، وصدمهما مستوطن بمركبته بصورة متعمدة ولاذ بالفرار من المكان، ما أدى إلى استشهاد محمد على الفور ونقل جثمانه إلى أحد مستشفيات مدينة نابلس، في حين أصيب شقيقه مهند بصورة حرجة وجرى نقله إلى أحد المستشفيات داخل أراضي الـ48، وأعلن لاحقا عن استشهاده متأثرا بإصابته
في السياق، أدانت حركة "حماس" في تصريح لهاجريمة الدهس المتعمدة للشهيدين الشقيقين محمد ومهند مطير ونؤكد أنّ المقاومة خيار شعبنا للجم المستوطنين.
وقالت حماس في تصريحها:" إننا أمام هذه الجريمة التي تضاف لمسلسل الجرائم الصهيونية اليومية والمتصاعدة، وعلى أعتاب مخطط اقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك، نؤكد أنّ المقاومة ستبقى خيار شعبنا للجم المستوطنين وصدّ اعتداءاتهم وجرائمهم واستفزازاتهم، وأن دماء الشهداء ستبقى لعنة تطارد العدو وجنوده ومستوطنيه في كل شارع وزقاق في أرضنا المحتلة".
وأضافت "أننا إذ نشاطر ذوي الشهيدين العزاء وندعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، لندعو ثوار شعبنا للرد على هذه الجريمة البشعة، والثأر لدماء الشهداء، والاستعداد للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك أمام هجمة صهيونية مرتقبة غداً الأحد والتي ستمتد لثمانية أيام، بذريعة ما يسمى عيد الأنوار "حانوكاه".
وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم "إن المستوطنين يصعدون من عدوانهم على شعبنا، وواضح أنهم أخذوا جرعة جديدة لإجرامهم مع تشكيل الحكومة اليمينية الجديدة".
واعتبر أن عملية الدهس البشعة والمتعمدة متوقعة مع صعود اليمين المتطرف الذي يصعد من انتهاكاته بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان في تصريح صحفي: "إن الاحتلال المجرم يأخذ الضوء من حكومته اليمينية المتطرفة بالمزيد من الجرائم بحق شعبنا".
وشدد على أن ما جرى هو قتل متعمد من المستوطنين للشهيدين مطير، وأن الاحتلال يتذرع بأن ما جرى حادث سير ولكن القتل متعمد.
ونوه عدنان إلى أن ما جرى يستوجب الرد على الاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، قائلًا "إن مشهد دهس الشهيدين مطير مروع".
وحمل عدنان حكومة الاحتلال تتحمل مسؤولية دهس المستوطنين لمطير.
بدورها، نعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، الشهيدين مطير، ورأت أنّ هذه الجريمة تأتي في سياق التحريض المتواصل من حكومة اليمين الفاشي في دولة الاحتلال ضد أبناء شعبنا ليل نهار، إلّا أنّ شعبنا ومقاومته سيقفون بالمرصاد للرد على العدوان بشكلٍ موحّد.
ودعت الجبهة في بيان لها، كافة أبناء شعبنا للمُشاركة في تشييع الشهيدين في مخيم قلنديا، فيما دعت للنفير العام خاصّة في مدينة القدس المحتلة، وأراضي الداخل المحتل عام 1948، للتواجد في الأقصى بدءً من يوم غدٍ الأحد لإفشال مخططات المستوطنين الذين ينوون تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد غدًا.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين: "إن جريمة دهس الشابين مطير، نكراء يندى لها الجبين وتكشف مدى بشاعة وإجرام هذا المحتل الغاصب بكل مكوناته".
وشدد في بيان على أن العدوان الإسرائيلي المتصاعد لن يكسر الشعب الفلسطيني ولن يثني المقاومة عن مواصلة مسيرتها.
وأضافت اللجان "واثقون بمقاومة شعبنا وشبابه الثائر أنهم لن يصمتوا عن هذه الجريمة وستبقى المقاومة وأبطالها بالمرصاد لجيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه الفاشيين وخيار الجهاد هو الخيار الوحيد للرد على إرهابهم".
من جانبها، قالت حركة المجاهدين الفلسطينية أن دهس مستوطن حاقد للشابين المقدسيين بشكل متعمد هي جريمة واضحة المعالم والأركان تفضح مدى الحقد والإجرام الإسرائيلي الممارس تجاه الشعب الفلسطيني.
وأكدت في بيان "، أن جرائم المحتل لا تمضي بدون عقاب، وستبقى دماء الشهداء نبراساً للشعب الفلسطيني المرابط.
وشددت بالقول "إن الضفة بشبابها وأبطالها كانت وما زالت أيقونة للمقاومة ومخزون الثورة والجهاد".
ودعت أبناء الضفة لإشعال الأرض الفلسطينية المحتلة ناراً تحت أقدام الجنود والمستوطنين، ثأراً وانتقاماً لما يمارسه المحتل من إجرام متواصل.