جنين المحتلة - شبكة قُدس: أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم الخميس عن استشهاد ثلاثة شبان خلال اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين.
وقالت مصادر طبية لـ "شبكة قدس" إن الشهداء هم؛ طارق الدمج من مخيم جنين، وعطا الشلبي من بلدة قباطية، وصدقي زكارنة من جنين.
وأفاد شاهد عيان في مقابلة مع "شبكة قدس" أن قوات الاحتلال أعدمت شابا في البداية ومنعت وصول سيارات الإسعاف له، ومن ثم قامت بقتل شابين آخرين.
الناشط السياسي غسان السعدي، والذي تزامن وجوده في المكان مع وقوع المجزرة، قال إن شابين ترجلا من مركبتهما، وتم إطلاق النار باتجاههما مباشرة.
وأضاف أن قناصة الاحتلال تعمدوا إطلاق الرصاص باتجاه الشهداء حتى بعد ارتقائهما، وعندما اقترب منهما شاب ثالث، قاموا بإعدامه.
المقاومة تتصدى
منذ اللحظات الأولى لاقتحام جنين، وقعت اشتباكات مسلحة مع المقاومين، الذين تصدوا لقوات الاحتلال عبر استهدافها بصليات من الرصاص والعبوات محلية الصنع.
وقالت سرايا القدس - كتيبة جنين إنها خاضت اشتباكات عنيفة مع القوات المقتحمة في أكثر من محور، وألقت باتجاه آليات الاحتلال عبوات شديدة الانفجار.
وأوضحت الكتيبة أن مقاتليها ظلوا مشتبكين مع القوات المقتحمة حتى خروجها، وحققوا إصابات مباشرة في صفوفها خلال تواجدها في مخيم جنين.
من جانبها، قالت كتائب القسام إن مقاتليها خاضوا اشتباكات مسلحة في حي الهدف بمخيم جنين، واستهدفوا قوات الاحتلال بصليات من الرصاص والعبوات المتفجرة.
كما وأعلنت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لحركة فتح، عن مشاركة مقاتليها في التصدي لقوات الاحتلال التي اقتحمت جنين ومخيمها.
الفصائل: الجريمة لن تمر دون عقاب
زفت حركة المقاومة الإسلامية حماس شهداء جنين الثلاثة الأبطال، وأكدت أن هذه الجريمة سترتد نارًا على الاحتلال.
من جانبها قالت لجان المقاومة في فلسطين "ننعى شهداء الفجر الثلاثة في جنين، ونؤكد أن دماء الشهداء لن تذهب سدى، بل ستظل نبراسًا ومنارتنا لطريقنا نحو القدس وكل فلسطين".
بدورها اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن الجريمة التي ارتكبها الاحتلال في جنين لن تثني شعبنا عن مواصلة المقاومة، وسيضل شعبنا صامدًا ومقاومًا للاحتلال، فالأقصى يستحق المزيد من التضحيات.
وقالت حركة المجاهدين في بيان صحفي: "ننعى بكل فخر واعتزاز شهداء جنين البطولة، ونؤكد أن دماء الشهداء ستبقى وقودًا يزيد من جذوة المقاومة ضد الغاصب المحتل".
ونعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين إلى جماهير شعبنا أبطال كتيبة جنين الثلاثة عطا شلبي وصدقي زكارنة وطارق الدمج، والذين استشهدوا خلال جريمة اغتيال صهيونية جديدة، مؤكدةً أن العدو الصهيوني لم ولن يحقق أهدافه بإخماد جذوة وشعلة المقاومة التي ستبقى مشتعلة تطارد العدو الصهيوني وجنوده ومستوطنيه على امتداد أرضنا.
وقالت حركة المبادرة الوطنية في بيان مقتضب لها: المجزرة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال صباح اليوم في جنين لن تزيد المقاومة إلا عنفوانا، وفاشية الاحتلال لن تكسر إرادة شعبنا بل ستزيده تصميما على نيل الحرية.
من جانبها، أعلنت نقابة المحامين الفلسطينيين، تعليق عمل طيلة اليوم في محافظة جنين، وقالت في بيان لها: ينعى نقيب المحامين الفلسطينيين وأعضاء مجلس النقابة وأعضاء الهيئة العامة وموظفي النقابة شهداء محافظة جنين الأبرار الذين ارتقوا شهداء برصاص جيش الاحتلال الصهيوني الغاشم في محافظة جنين.
وأضافت في بيان لها: يعلن مجلس النقابة عن تعليق العمل طيلة اليوم أمام كافة المحاكم ومحاكم التسوية والنيابات المدنية والعسكرية والمؤسسات في محافظة جنين ويستثنى من هذا التعليق الطلبات المستعجلة وطلبات إخلاء السبيل والأمور المتعلقة بالمدد القانونية.
المجازر.. التكلفة والنتيجة
وتشير تطورات الأحداث في الضفة الغربية في الأيام الأخيرة إلى تعمد الاحتلال قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، واستهداف كل من يحاول إسعاف المصابين.
وفي الأشهر الأخيرة كتب محللون وخبراء عسكريون إسرائيليون ما مفاده أن هذا الجيل من المقاومين يجب أن يشعر بقيمة الثمن الذي سيدفعه جراء رفعه السلاح في وجه الاحتلال، وعلى الشعب الفلسطيني ككل أن يستشعر فكرة أن ثمن المقاومة المسلحة سيكون باهظا.
ويتضح من السلوك الإسرائيلي أن المجازر الأخيرة بالضفة الغربية وتصاعد عمليات القتل، الهدف منها كي وعي الفلسطينيين، وإعادة إنتاج ذاكرة الدم والدمار من الانتفاضة الثانية، لذلك فهم يراهنون على أن تنشيط ذاكرة الدم سيساهم في وقف تصاعد المقاومة.
