فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: كشفت وثيقة سرية مسربة، عن "عروض" تقدمت بها قيادات في السلطة الفلسطينية للرئيس الراحل ياسر عرفات للقبول بفكرة إبعاده إلى خارج فلسطين المحتلة، بعد حصاره من قبل جيش الاحتلال في مقر المقاطعة بمدينة رام الله، خلال انتفاضة الأقصى.
وجاء في الوثيقة التي هي محضر إفادة عضو المجلس العسكري الأعلى في منظمة التحرير الفلسطينية، محمود عبد القادر أبو عدوي، أمام لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس ياسر عرفات أن رئيس حكومة الاحتلال السابق أرئيل شارون أقنع قادة في السلطة بأنهم "إذا تخلصوا من عرفات فإنه سيعطيهم دولة".
وكشف أبو عدوي أن "محمود عباس وزهير مناصرة ونبيل عمرو وحكمت زيد والسكسك اجتمعوا لبحث تقديم عرض للرئيس ياسر عرفات بالإبعاد إلى الخارج"، ويروي أبو عدوي أن "عرفات أخبره أن المجتمعين أرسلوا له مناصرة الذي كان قد عينه مكان جبريل الرجوب في قيادة جهاز الأمن الوقائي لإيصال رسالة الانقلاب قبل أن يطرده من المكتب".
ووصف أبو عدوي المكان الذي اجتمعت فيه هذه القيادات بأنه "بناية العار"، وقال إن مسلحين أطلقوا النار نحوها في اليوم التالي للعرض الذي قدموه لأبو عمار بالإبعاد خارج فلسطين المحتلة.
وجاء في إفادة أبو عدوي أن الرئيس عرفات "عانى في أيامه الأخيرة من نزيف دائم في الأنف"، وقال إنه "أصيب بهذا المرض أيضاً وكان يصحو من النوم ويجد وسادته مليئة بالدماء".
ووجه أبو عدوي اتهامات لمحمد رشيد الذي شغل لسنوات منصب المستشار المالي للرئيس عرفات، بـــ"توزيع الأموال على الحراسات في مقر المقاطعة"، واعتبر أن هذا السلوك يثير "علامات استفهام".
وقال: بعد رحيل الرئيس ذهبت إلى مكتبه وشاهدت دخانا في المكان، وحين سألت أبلغوني أنهم يحرقون الأرشيف.
وادعى أن "الرئيس في أيامه الأخيرة لم يكن يحكم على أي شيء، وقد تعرض للخداع من قبل المحيطين به، إذ كانوا يكذبون عليه حين يسألهم عن تنفيذ أوامره".
وكشف اللواء عن إقامته قناة اتصال بين الرئيس عرفات وحركة حماس، وأشار إلى البيان الذي التهديد الذي أصدرته الحركة في حال المساس بأبو عمار، وذكر أبو عدوي أن رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، خالد مشعل، قدم تكاليف علاجه في ألمانيا بعد رفض الرئيس محمود عباس ذلك، حسب وصفه.