فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: أفرزت نتائج انتخابات "كنيست" الاحتلال الأخيرة، تغييرات هامة في المشهد السياسي الإسرائيلي بينها تراجع تمثيل الدروز، الذين لم يصل منهم سوى نائب واحد هو حمد عمار عن حزب "إسرائيل بيتنا" الصهيوني.
الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة التي بنى قادتها "علاقات متينة" مع دولة الاحتلال، بعد تطبيق التجنيد الإجباري على أبنائها، ترشح عدد من شخصياتها على مختلف القوائم في انتخابات "الكنيست"، ويقول حمد عمار الفائز الدرزي الوحيد في الانتخابات: "التفكير في أن لا يكون أحد يمثل الدروز في الكنيست قتلني".
وعن شعاره الانتخابي "مستمرون"، يؤكد عمار على تمسكه بالعمل من أجل "إسرائيل"، ويقول في لقاء مع قناة "كان" العبرية: "مستمرون من أجل العمل لصالح الطائفة الدرزية ودولة إسرائيل".
على قائمة "حزب المعسكر الوطني" الصهيوني بقيادة غانتس ترشح من الطائفة الدرزية أكرم حسون، ومفيد مرعي النائبين السابقين في "الكنيست"، لكنهما فشلا في الفوز هذه المرة.
يشتكي حسون في مقابلة مع القناة من ما وصفها "القيادة المتطرفة التي داست على الدروز"، في إشارة إلى إقرار حكومة الاحتلال "قانون القومية"، قبل سنوات، الذي اعتبره القادة الدروز تنكراً للخدمات التي قدموها خاصة على صعيد الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية المختلفة.
حسون يكشف أن القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس حصلت على 12 ألف صوت، داخل القرى الدرزية، وهو ما يشير من وجهة نظره إلى "وجود خيار آخر" غير الأحزاب الصهيونية للتصويت لها، بين الدروز.
الشيخ غالب سيف الذي خدم سابقاً في جيش الاحتلال، وقاتل مع وحداته العسكرية خلال حرب لبنان، كان أحد المرشحين على قائمة الجبهة العربية للتغيير بقيادة أحمد الطيبي، عند سؤاله من قبل مراسلي قناة "كان" عن تعريفه للقضايا التي يهتم بها هل من بينها قضية فلسطين، قال: "لا يمكن التفريق بين القضايا".
وعن تعريفه لقوميته، وصف سيف نفسه بأنه "عربي فلسطيني، مسلم من الطائفة الدرزية، ومواطن في دولة إسرائيل".
هذا التداخل في التعريفات لدى سيف، يقول إنه لدى كثير من الدروز، الذي ظهرت في السنوات الأخيرة تغيرات عميقة في تفكيرهم نحو المجتمع الفلسطيني ودولة الاحتلال.
خلال اللقاء مع سيف، وجه مراسل قناة "كان" لنجله حول الجهة التي صوت لها فأجاب: صوتت لقائمة والدي بسبب ميول أيدلوجية، وليس بسبب ترشح والدي معها، أنت تظلم شعباً كاملاً وتقهره وتسرق منه أرضه، ماذا تتوقع؟ أن يكون الجميع مع القطيع؟ لا.
يظهر سيف في مقطع مصور، خلال الدعاية الانتخابية، وهو يحذر من "التجنيد الإجباري" لجيش الاحتلال رغم أنه شارك فيه سابقاً، ويقول: "بدناش أولادنا يكونوا بوز مدفع في حروباتهم".
تعكس المقابلة مع سيف بعضاً مما تؤكد أبحاث مختلفة، خلال السنوات الماضية، عن تراجع التأييد للتجنيد الإجباري بين صفوف الطائفة الدرزية، مع غضب كبير بسبب "تنكر" دولة الاحتلال للخدمات التي قدمتها الطائفة، والاستمرار في التعامل مع أبنائها على أنهم "مواطنون من درجة ثانية"، بالإضافة لسياسات هدم البيوت ومصادرة الأراضي.
البرنامج التقى مع شكيب شنان النائب السابق في "الكنيست" عن حزب "العمل"، والذي قتل نجله كميل شنان أحد عناصر شرطة الاحتلال مع هايل سيتاوي، في عملية للمقاومة داخل المسجد الأقصى المبارك، عام 2017.
يقول شنان عن "الخيبة" التي أصابت الدروز بعد إقرار قانون القومية: "قلتها سابقاً إنني موافق على أن أكون مواطناً من الدرجة الثانية وأناضل لأعود مواطناً من الدرجة الأولى، لكنني لن أقبل أن يكون نجلي فقيداً من الدرجة الثانية".
وعن تأثير احتمالية تولي إيتمار بن غفير منصب وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال المقبلة على الجنود الدروز في الجيش والشرطة وغيرها، يقول أكرم حسون: "الأمر خطير جداً، كيف تستطيع أن تثق بشخص متطرف جداً؟".
الصحفي الإسرائيلي الدرزي منيب فارس، الذي عمل سابقاً في الصحافة الإسرائيلية، وافتتح حالياً محل حلويات في بلدة حرفيش يقول عن واقع الدروز في السياسة الإسرائيلية: "لا يوجد للدروز قوة انتخابية، هم يتجملون أمامنا فقط ويربتون على أكتافنا، ويقولون لنا إننا إخوتهم، ويأتون في الانتخابات للقيام بمختلف أنواع الزيارات وتذبح أمامهم الخراف، نحن بالنسبة للمنظومة السياسية الإسرائيلية قطعة الخبز البيضاء الصغيرة وليس أكثر من ذلك".