رام الله المحتلة - خاص شبكة قدس: اعتبر الصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي محمد بدر أن المفاجأة في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة تمثلت بصعود تيار الصهيونية الدينية، لكنه عزا الأمر إلى أسباب لها علاقة بالتكوين المضطرب لمجتمع الاحتلال والذي يسمح بصعود تيارات وهبوط أخرى في فترات قياسية.
وقال في لقاء مع برنامج حوار قدس، إن معسكر بنيامين نتانياهو، كبير وواسع، لكنه قد لا يكون مستقرا بسبب الخلافات الأيديولوجية بين بعض التيارات بداخله، وخاصة بين التيار الديني ممثلا بحزبي شاس ويهدوت هتوراة، والتيار الديني القومي ممثلا بتحالف ايتمار بن غبير وبتسليل سموتريش.
وأشار إلى أن العلاقة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد يشوبها بعد التوتر في ضوء برامج بعض الأحزاب المشكلة لمعسكر نتنياهو، وهو ما سيضع هذه الأحزاب أمام إختبار إذا ما كانت قادرة على الاستمرار في تنفيذ وعودها، وكذلك سيجد نتنياهو نفسه في مأزق خاصة وأن بعض الشعارات التي رفعت في الحملة الانتخابية لها علاقة بقضايا حساسة لدى الأوربيين والأمريكيين مثل شرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية.
وبحسب بدر، السلطة الفلسطينية اليوم بلا خيارات لأنها لا تملك أدوات للتأثير في المشهد، في ظل أنها غير مستعدة للقيام بخطوات غير مسبوقة ومؤثرة ضد الاحتلال، بالإضافة إلى أنها ستجد نفسها مضطرة للتعامل مع مستويات دنيا في منظومة الاحتلال الأمنية على عكس ما كان الحال عليه في حكومة يائير لبيد.
وفيما يتعلق بالمقاومة، قال بدر إن الاحتلال الإسرائيلي حذر في تعامله مع المقاومة لأنها ببساطة تمتلك أدوات لردعه وتهديد أمنه، ولذلك ليس من المتوقع أن تترجم أفكار بن غبير الى واقع في التعامل مع المقاومة، خاصة وأن هذا الملف له بعد عسكري واستخباراتي وليس فقط سياسي.
ولفت بدر إلى أن النتائج تشير بشكل لا لبس فيه إلى مدى التطرف الذي وصل إليه جمهور الاحتلال، وهذا يطرح سؤالا حول رهان السلطة على التغيرات داخل كيان الاحتلال، وعمل بعض المؤسسات في هذا السياق، كما لجنة التواصل التي يصرف لها الملايين.