رام الله - خاص قدس الإخبارية: يبدو أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية جاءت خلافًا لأمنيات السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس الذي تمتع على مدار أكثر من عام بعلاقات جيدة مع وزير حرب الاحتلال الخاسر في الانتخابات بني غانتس.
ومع تتابع الفرز تظهر نتائج الانتخابات في الاحتلال عودة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال السابق إلى الحكم من جديد بعد خسارته في الانتخابات الماضية لصالح ائتلاف نفتالي بينيت ويائير لابيد وبني غانتس الذي نجح في تشكيل حكومة بالشراكة مع منصور عباس.
وشهدت فترة العام الذي تولت فيه هذه الحكومة إدارة شؤون الاحتلال تنسيقاً مغايراً بعض الشيء لما كان يتم خلال فترة نتنياهو، حيث التقى الرئيس عباس بوزير الحرب غانتس عدة مرات في مقر المقاطعة في مدينة رام الله.
وإلى جانب ذلك فقد عقد الرئيس عباس لقاءات برئيس جهاز الشاباك رونين بار عدة لقاءات خاصة بالمشهد السياسي في الضفة المحتلة، وهو الأمر الذي لم يكن قائماً في عهد نتنياهو الذي قاطع السلطة تماماً خلال فترات حكمه الأخيرة تحديدًا.
وتطرح عودة نتنياهو للحكم سيناريوهات وخيارات السلطة في التعامل مع المشهد خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع تصاعد حالة المقاومة الفلسطينية بوتيرة غير مسبوقة منذ عام 2007، خصوصًا في مناطق شمال الضفة الغربية المحتلة.
في السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض أن السلطة الفلسطينية مطالبة بتطبيق استراتيجية جديدة مع انهيار حل الدولتين يتمثل في تطبيق قرارات المجلس المركزي واتباع آليات وسياسات جديدة مع الاحتلال.
ويقول عوض لـ "شبكة قدس" إن تعامل السلطة يجب أن يكون بعيدًا عن نتائج الانتخابات الحالية وأن يكون هذا التعامل بناءً على الواقع القائم الحالي والاتجاه نحو ترتيب البيت الفلسطيني سواء عبر تحقيق المصالحة أو غيرها من الإجراءات.
ويستبعد الكاتب والمحلل السياسي أن تكون نتائج الانتخابات الحالية في الاحتلال صادمة بالنسبة للسلطة على اعتبار أن المشهد في الاحتلال يميل في الفترة الأخيرة نحو التطرف والعنصرية بشكل أكبر مما كان عليه في السابق.
ويرى عوض أن الاحتلال سيدفع هو الآخر ثمن صعود اليمين المتطرف وسيعاني على صعيد الانشقاقات الداخلية من مشاكل وأزمات ستعصف به، عدا عن التأثيرات المتوقعة من عودة نتنياهو على القضية الفلسطينية خلال الفترة المقبلة.
في سياق مقابل، يعتقد الكاتب والباحث في الشأن السياسي ساري عرابي أن السلطة الفلسطينية بات عليها البحث عن بدائل وأدوات جديدة في ظل فشل مسار التسوية وانسداد الأفق به بشكل كامل خلال السنوات الأخيرة وتحديداً منذ أن تجمد عام 2009.
ويقول عرابي لـ "شبكة قدس" إن السلطة في علاقتها مع الاحتلال خلال فترة حكومة لابيد - بينيت عقدت لقاءات بمستوى معين كان يتمثل في المستوى العسكري والأمني من خلال لقاءات الرئيس عباس بوزير الحرب غانتس ورئيس الشاباك بار.
ويرى أن هذه اللقاءات قد لا تعد قائمة خلال الفترة المقبلة مع عودة نتنياهو إلى الحكم، وهو ما من شأنه أن يضغط السلطة الفلسطينية أكثر على اعتبار أنها لا تمتلك أي مشروع سياسي أو رؤية باستثناء الامتيازات التي يستفيد منها المتحكمين بها.
ويشير إلى أن السلطة لا تبحث في الفترة الأخيرة عن عملية سياسية بقدر الحصول على بعض التحسينات الخاصة بوضعها وهو ما حصل خلال فترة الحكومة الأخيرة في الاحتلال، حيث باتت تحاول الحصول على بعض الامتيازات والتسهيلات التي تمكنها قائمة في المشهد.
ويؤكد عرابي على أن السلطة كما الحكومات العربية المرتبطة بالاحتلال والتي تقيم معه علاقات قد تواجه انكشافاً مع عودة نتنياهو إلى الحكم، وبالتالي عليها البحث عن بدائل وخيارات بديلة عن تلك التي كانت قائمة في عهد الحكومة السابقة.