فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: تكشف توصيات عدة قدمها خبراء إسرائيليون أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمرّ في مرحلة صعبة، من حيث شرعيته لدى الجمهور الإسرائيلي، وقدرته على التعامل مع الأخطار التي تحيط بدولة الاحتلال.
واعتبر خبراء في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، من بينهم مدير المعهد تامير هايمان، والباحثان العسكريان عيدن قادري وعوفر شيلح، أن تآكل فكرة "جيش الشعب" من أخطر ما يمر به جيش الاحتلال، إذ أنه لم يعد مؤسسة يُجمع عليها الإسرائيليون.
ويوضح الخبراء أن الجيش لدى الاحتلال مهمته ليست فقط عسكرية، وإنما اجتماعية وثقافية، أي أن له دور في تعزيز مفهوم الاندماج والانصهار داخل مجتمعات الاحتلال، حيث أن هذا الأمر مفقود بسبب حقائق تاريخية.
هذه الأزمة يمكن الكشف عنها من خلال بيانات التجنيد التي تشير إلى انخفاض حاد في معدل المجندين والذي وصل إلى نقطة متدنية جدا في عام 2020؛ 64٪ فقط من المطلوب تجنيدهم.
في ظل هذه البيانات، يشير الخبراء في معهد الأمن القومي الإسرائيلي أن هناك غالبية تؤيد الانتقال لنموذج "جيش محترف" وهو ما يعكس حالة عدم الرضا عن الوضع القائم وبالتالي التخلي عن "جيش الشعب".
وبحسب هؤلاء، تتأثر الخدمة الدائمة والاحتياطية في جيش الاحتلال بالتغيرات الدراماتيكية في سوق العمل والاتجاهات في المجتمع، وأيضا تآكل "روح المحارب".
ويرى هؤلاء أن هناك معضلة أخرى هي الكفاءة اللوجستية لجيش الاحتلال الإسرائيلي والتي أثيرت على مدى السنوات القليلة الماضية، خاصة فيما يتعلق بمسألة استعداد الجيش للحرب القادمة.
ويقر الخبراء في معهد الأمن القومي بتآكل كفاءة الذراع البري في جيش الاحتلال، والذي يشكل القوة القتالية الرئيسية للجيش، والذي ضعف منذ فترة طويلة لأسباب مختلفة، منها: منع استخدام القوة في الأنظمة الحديثة، مما يثير الشعور عدم الأهمية بين العسكريين والاحتياطيين ويقوض ثقة القوات في أنفسهم واستعدادهم، والتركيز الفعلي على الأسلحة الجوية والاستخبارات والقوات الخاصة، مما يضخم من تآكل معنى الذراع البري وأهميته.