فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: بعد محاولة قوات الاحتلال يوم أمس الأحد، إغلاق الطرق المؤدية إلى بيت الشهيد محمد الجعبري بالسواتر الترابية في بيت عنون جنوب مدينة الخليل، واقتحامها قبل نحو أسبوعين لبيوت عزاء الشهيد عدي التميمي في مدينة الخليل وفي سلوان جنوب القدس، أكد محللون ونشطاء، أن هذه الممارسات الإسرائيلية ليست بالجديدة وتأتي في محاولة منه لمنع تأثر الشارع الفلسطيني بالنماذج الذي يقدمها الشهداء.
وقال المحلل السياسي أشرف بدر لـ"شبكة قُدس"، إن هناك محاولات حثيثة من الاحتلال لتحطيم ما يعرف بالنموذج أو القدوة، حتى لا تكون هناك محاكاة لنفس الفعل الذي قام به الشهيد.
وأضاف بدر، أن هناك محاولات إسرائيلية على مدار سنوات لغسل الدماغ وإنشاء أجيال مؤيدة لفكرة "التعايش" وفكرة الفلسطيني الجديد الذي يهتم بالنواحي الاقتصادية وتحسين أحواله الاقتصادية، مؤكدا أن هذه المحاولات يتم نسفها في كل مرة من خلال هذه النماذج.
وأوضح أن هذه النماذج تتمثل بالشهيد عدي التميمي أو محمد الجعبري وغيرهم من المقاومين، وهذا ما يدفع الاحتلال للحرص على عدم ترسيخ هذه الظاهرة وعدم انتشارها جماهيرياً ومحاولته القضاء على المظاهر التي تمجد وترفع من قيمة المقاتلين الفلسطينيين والشهداء.
وأردف بدر: "من هذه الظواهر، بيوت الأجر وبيوت استقبال المهنئين بالشهادة، والتي تتحول إلى مراكز للتعبئة ضد الاحتلال وممارساته"، ليأتي الاحتلال ويحاول فرض سيطرته وإعادة ضبطه وتحكمه في الشارع الفلسطيني من خلال إفشال هذه التجمعات ومحاولة مصادرة اللافتات التي تمجد الشهداء وتمجد أفعالهم.
من جانبه، قال المحلل السياسي محمد أبو حديد في حديثه لـ "شبكة قدس"، إن "اليوم تنتشر في فلسطين ظاهرة وهي تأتي في ظل العمل الفردي، يمكن أن يطلق عليها الأيقونات، فبغض النظر عن فعلها وحجم الخسائر الأمنية التي ألحقتها في الاحتلال، لكنها تمثل بؤرة في التأثير، وخاصة للجيل الشاب.
وأوضح أبو حديد أن اقتحام بيوت العزاء يأتي في محاولة لتقليل وهج هذه الأيقونات والحد من تأثيرها.
وأشار أبو حديد إلى أن هذه الخطوات التي يمارسها الاحتلال، سلاح ذو حدين، يمكن أن يقتحم هذا العزاء وينهي هذا التجمع، لكن في المقابل قد يلفت الأنظار لكثير من الشبان لهذه الأيقونات التي يحاول منع نشر تأثيرها.
وأكد أبو حديد بأن خيارات الجهات الأمنية لدى الاحتلال اليوم صعبة، منوهاً إلى أن الاحتلال اليوم ينجر أمام خيارات لا يريدها وخيارات أحلاها مراً".
وأوضح، أن منع الاحتلال للعزاء يلفت الأنظار لتحليل هذه الظاهرة الاجتماعية، وتركه للعزاء يسبب تأييداً شعبياً وإقامة نشاط وتطور لهذه الأمور.