القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: وقعت الليلة الماضية عملية إطلاق نار باتجاه حاجز قلنديا الواقع شمال مدينة القدس، لتضاف إلى سلسلة من عمليات إطلاق النار التي نفذت ضد الحاجز في الأيام الأخيرة.
عمليات إطلاق النار ضد الحاجز تصاعدت في الأشهر الأخيرة، لكنها كانت شبه متقطعة، لكن منذ استشهاد المطارد المقدسي عدي التميمي، تحولت إلى عمليات يومية.
يدخل حاجز قلنديا بذلك إلى سجل حواجز الاحتلال التي أصبحت بمفهوم الفلسطنيين الشعبي "ملطشة" أي التي تتعرض بشكل مستمر لعمليات المقاومين، وكان قد سبقه في هذا السجل، حواجز سالم والجلمة وحوارة.
تمثل الحواجز في المفهوم الإسرائيلي واحدة من أدوات الضبط والسيطرة، تهدف إلى تقييد حركة الجسد الفلسطيني، وتقسيم الجغرافيا، وإبقاء الفلسطيني تحت تأثير فكرة إنه مضطر للوقوف أمام الجندي الاحتلالي للتفتيش أو تبرير سبب الحركة، بالإضافة إلى أن الحاجز هو فجوة مفتوحة في الكيانية الفلسطينية المادية.
لكن الحاجز اليوم، بما في ذلك قلنديا الذي يهدف لعزل المقدسي عن امتداده الطبيعي، تحول إلى رمز للعمل المقاوم في الأشهر الأخيرة، فلم يعد قادرا على حماية نفسه من النار.
استهداف حاجز قلنديا المتكرر يعتبر نقلة مهمة في هذه المرحلة، فلطالما حذرت دوائر الاحتلال الأمنية من انتقال فكرة استهداف الحواجز من الشمال إلى الوسط والجنوب، وها هو ما كان يخشاه الاحتلال، أصبح واقعا، وحاجز قلنديا تحول إلى "ملطشة".
هذا التصاعد الملحوظ في المقاومة بالقدس المحتلة تزامن مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسيين والمقدسات الإسلامية بالمدينة، لكن استشهاد الشاب المقدسي محمد أبو جمعة في نهاية الشهر الماضي، والشهيد عدي التميمي نهاية الأسبوع الماضي، كان لهما الأثر الأكبر في تصاعد المواجهة مع الاحتلال مؤخرا.
عودا على بدء، فإن الاستهداف اليومي لحاجز قلنديا يؤكد التحول في طبيعة المقاومة في القدس وضواحيها ومخيماتها وبلداتها، علما أن هذا الحاجز كان ساحة إعدام مفتوحة للفلسطينيين.