شبكة قدس الإخبارية

باحث إسرائيلي: عرين الأسود تشكل خطرًا على الاحتلال في ظل انسداد الأفق السياسي

10202221125110289
هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: قال الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب والجنرال في الاحتياط أودي ديكل؛ إن مجموعة "عرين الأسود" رسالة إنذار للاحتلال، محذرا من سيناريوهات خطيرة، في ظل استمرار انسداد الأفق السياسي لدى الفلسطينيين.

وذكر ديكل أن "عرين الأسود" في منطقة نابلس، يضم عشرات النشطاء المسلحين غير منتمين لحركتي "حماس" أو "فتح" أو كتائب شهداء الأقصى أو للجهاد الإسلامي، موضحا أن أعضاء التنظيم هم في معظمهم شباب فلسطينيون، من بينهم أيضا أبناء لآباء يخدمون في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

ولفت الجنرال الإسرائيلي إلى أن هذه المجموعة تنسب لها معظم عمليات إطلاق النار في منطقة الضفة في الأسابيع الأخيرة، مشيرا إلى تسجيل رقم قياسي بلغ 34 عملية إطلاق نار في الضفة الغربية، وهو الرقم الأعلى منذ عقد، على حد تعبيره.

وذكر الباحث أن التنظيم ومعظم نشاطاته تتركز في منطقة نابلس، لكن في حالة واحدة وجدت علاقة بينه وبين مقاوم جاء إلى يافا، وهو مسلح بسلاح بدائي وعبوات ناسفة، حيث تم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال.

ورأى الجنرال أن دوافع التنظيم الأساسية مرتبطة بالتطورات على الأرض، وضعف السلطة الرئيس محمود عباس وازدياد الصراعات الداخلية في الساحة الفلسطينية، إضافة لعجز وغياب دوافع منع تنفيذ عمليات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، والوضع المالي الصعب للشباب الفلسطينيين.

وأوضح ديكل أن التنظيم أطلق على نفسه اسم "عرين الأسود"، وتبنى رموزا جديدة؛ مثل الملابس باللون الأسود، وإشارة تعرض بنادق أم16 متقاطعة فوق قبة الصخرة، وخطوطا حمراء من أجل الإشارة إلى أن سلاحه غير موجه لأبناء شعبه، خلافا للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.

كما اعتبر أن الهدف العلني في قسم "السير في أعقاب الشهداء" الذي تبناه التنظيم، هو مواجهة جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي الذين يعملون في المدن والقرى الفلسطينية، وتشويش نسيج حياة المستوطنين، إضافة لإيقاظ الجمهور الفلسطيني من أجل انتفاضة شعبية واسعة.

وحسب الباحث العبري، فإن التنظيم نشيط جدا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يقوم بحملات على موقع "تيك توك" وغيره، إلى جانب توثيق مواجهات إطلاق النار ونشر الأفلام في الشبكات والطلب من الجمهور الفلسطيني التجند للدفاع عن الحرم.

إضافة لدعوات إجراء إضرابات ومظاهرات ضد السلطة، على سبيل المثال الدعوة إلى إضراب شامل بعد تنفيذ العملية على حاجز مخيم شعفاط للاجئين، التي جرفت في الشبكات الاجتماعية مئات النشطاء في شرقي القدس إلى أعمال الشغب في الشوارع، وإلى إضراب معظم الجامعات في مناطق السلطة، والإضراب التجاري في المدن الفلسطينية.

وقال ديكل: "رغم أن المجموعة لا تنتمي لأي تنظيم أو أي حركة، إلا أنها مزودة بالسلاح الذي تم تهريبه ومن إنتاج محلي، كما أنها مدعومة بالأموال من حماس ومن الجهاد الإسلامي".

وأكد الجنرال استشهاد أكثر من عشرة نشطاء من المحسوبين على "عرين الأسود" في مواجهات مع جيش الاحتلال، من بينهم محمد العزيزي، أحد نشطاء فتح في الأصل، الذي أصبح مستقلا، وكان القوة المحركة لتشكيل المجموعة مع إبراهيم النابلسي.

واستشهد العزيزي في 24 تموز/يوليو الماضي في منزل عائلته، ومن بعده استشهد النابلسي، ليتحمل المسؤولية عن التنظيم المطلوب للسلطة، مصعب اشتية، الذي اعتقل في 19 أيلول/سبتمبر من قبل أجهزة السلطة بتهمة حيازة السلاح، وبسبب مخالفات ضريبية والحصول على أموال غير قانونية، والمس بأمن السلطة.

ورغم الاحتجاج على اعتقاله، إلا أن السلطة تستمر في اعتقال اشتية، وفقا للباحث الإسرائيلي.

وعلى الأقل، اعتقل عشرون عضوا في التنظيم من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية، التي تضغط لإقناعهم من أجل ترك التنظيم، والحصول في المقابل على وظائف في السلطة، وفي الأجهزة مع الوعد بالحصانة ضد اعتقال إسرائيلي.

النتائج؟

وعدّ الباحث العبري أن تنظيم "عرين الأسود" من التيار الثوري، الشاب والمندفع الذي يعارض الخط السياسي للرئيس محمود عباس، وبالأساس التنسيق الأمني مع الاحتلال والحكم الفاسد للسلطة الفلسطينية.

وأشار إلى أن التنظيم يركز في المرحلة الحالية على المواجهات مع جيش الاحتلال والمستوطنين، لكنه يمكن أن يواصل ويتحول لمعارضة بارزة في وجه السلطة.

ويحصل التنظيم أيضا على الدعم من حركة فتح، وأساسا من معارضي الرئيس عباس ومقربيه حسين الشيخ وماجد فرج، وفقا للجنرال الإسرائيلي، لذلك، يصعب التحديد القطعي بأن مجموعة عرين الأسود هي تنظيم منعزل سيتم حله فيما بعد.

سيناريوهات

وحذر الجنرال الإسرائيلي من سيناريوهات عدة، منها إطلاق مبادرة تحصل على دعم الشعب الفلسطيني لتغيير القيادة وقواعد اللعب القائمة، إضافة لسيطرة حماس على التنظيم وزيادة الفوضى في الضفة.

كما نبه من حدوث ضغط دولي على إسرائيل للسماح بإجراء الانتخابات للمجلس التشريعي ورئاسة السلطة الفلسطينية، كطريقة وحيدة للحفاظ على السلطة.

وعدّ أن عملية عسكرية مثل "الدرع الواقي" ستسرع إضعاف السلطة وستحولها إلى عنوان لا أهمية له في التسويات السياسية، كما ستضر بالفعالية القليلة التي بقيت للأجهزة الأمنية الفلسطينية، في حين ستظهر مجموعات أخرى من الشباب الفلسطينيين، الذين هم مستعدون للتضحية بأنفسهم في النضال ضد إسرائيل.

#المقاومة #العمليات #عرين_الأسود