نابلس - خاص قُدس الإخبارية: أكدت فصائل فلسطينية أن سياسة الحصار الإسرائيلي لشمال الضفة المحتلة وخاصة مدينة نابلس، تهدف إلى دفع الحاضنة الشعبية إلى التراجع عن تأييد المقاومة، وهو ما يستلزم مواجهة هذه الإجراءات العدوانية من قبل بقية قطاعات الشعب الفلسطيني، حسب وصفها.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، في لقاء مع "شبكة قدس" أن الاحتلال يريد من خلال فرض الحصار على نابلس "كسر الإرادة الفلسطينية الداعمة للمقاومة".
ودعا عدنان الجماهير الفلسطينية في مختلف أماكن تواجده إلى "السعي للوصول إلى نابلس ومخيم شعفاط وجنين وكل منطقة تتعرض للحصار".
وأضاف: ليست كل الطرق مغلقة على نابلس ومن يريد الوصول فعليه المحاولة، وأدعو كل من يدخل إلى المدينة وبلدتها القديمة أن يلتقط الصور فيها ويثبت للاحتلال أن سياسة الاحتلال فاشلة ويزور محلاتها التجارية ويدعم الأهالي ويقدم الدعم لعائلات الشهداء والأسرى والجرحى.
واعتبر منسق القوى الوطنية والإسلامية في رام الله والبيرة، عصام بكر في تصريحات لــ"شبكة قدس" أن الحصار الإسرائيلي لشمال الضفة وتحديداً لمنطقة نابلس يأتي في ظل "التهديدات بالاجتياح ومحاولة إرضاء اليمين المتطرف بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في المدينة، ومع استمرار جرائم الإعدام الميداني والاقتحامات في نابلس وشمال الضفة".
وشدد بكر أن الاحتلال يحاول "الاستفراد بالمقاومة في شمال الضفة وإظهار أن المناطق الأخرى لا تقوم بأي دور"، وأضاف: يسعى الاحتلال من خلال الحصار الخانق فرض عقوبات جماعية التي تشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي من خلال تقييد حركة مئات آلاف الفلسطينيين ومنعهم من الوصول إلى أماكن عملهم وجامعاتهم.
وحذر من مخططات الاحتلال لإجراء تجربة إقامة "كانتونات" أو مناطق معزولة في الضفة المحتلة، وفرض سياسة "تطويع" محافظات من جهة وفرض الحصار الخانق على محافظات أخرى.
وأضاف: تريد دولة الاحتلال إيصال رسالة أنها القوة الحقيقية في الضفة ومنع أي قوى أخرى من النشاط فيها، الحاضنة الشعبية المتوفرة للحالة النضالية والمقاومين من كل مشاربهم هي الرد الكافي على دولة الاحتلال، وتعطي رسالة أن الشعب الفلسطيني لن يتعايش مع احتلال ولا يسعى لتحسين شروط حياة اليومية ويسعى للخلاص من الاحتلال وتقرير مصيره مثل بقية شعوب الارض.
وأكد أن "الحصار لن يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني"، وقال: سابقاً فشل الاحتلال في هذه السياسات وأوضح مثال عليها خلال انتفاضة الأقصى، التي مارس فيها الاحتلال هدم المقرات والبيوت والاغتيالات والحصار.
وتابع: محاولة تحسين "قوة الردع" لدى الاحتلال لن تفلح، الشعب الفلسطيني مصمم على الخلاص من الاحتلال.
من جانبه، قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع في لقاء مع "شبكة قدس": سياسة الحصار فاشلة ولن تنجح في كسر إرادة شعبنا، وما لم يحققه الاحتلال بالعدوان والاغتيالات لن يناله بالحصار.
وشدد القانوع على أن صمود المجتمع الفلسطيني في نابلس يتطلب الإسناد الشعبي من باقي التجمعات الفلسطينية، وأضاف: نناشد شعبنا في كل أماكن تجمعه إلى التحرك لإسناد أهلنا في نابلس في مواجهة سياسات الاحتلال العدوانية.
وتابع: نؤكد لأهلنا في نابلس أن شعبنا لن يخذل أهلنا في الثائرين، وندعو لأوسع حالة إسناد لنابلس، وتعزيز صمودهم ونقل رواية صمودهم وكشف جرائم الاحتلال بحقهم.
وفي السياق، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أسامة الحاج أحمد أن "المقاومة المتصاعدة في نابلس وجنين وبقية المناطق في الضفة المحتلة رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال ويعكس شعوراً عاماً باليأس من اتفاقيات التسوية".
وأضاف في حديث مع "شبكة قدس": الجيل الذي ينزل اليوم إلى الميدان ليتصدى للاحتلال، هو الذي ولد بعد اتفاقية أوسلو، ويشعر اليوم بالإحباط وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي لن يعطي الشعب الفلسطيني أي مطلب من مطالبه إلا بالقوة، لذلك عاد شعبنا إلى الميدان لإجبار الاحتلال على التراجع عن سياساته العدوانية والاستيطانية.
واعتبر أن التأييد الشعبي للمقاومة من خلال المسيرات وجنازات الشهداء هو "استفتاء شعبي على أن المقاومة هي الأقرب والأفضل لطرد الاحتلال الصهيوني".
وشدد على ضرورة مواجهة الحصار الإسرائيلي على نابلس، وقال: نطالب السلطة الفلسطينية بالسعي نحو إيجاد وحدة سياسية تحقق لكل الفلسطينيين حقوقهم السياسية من خلال تشكيل قيادة ميدانية وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي وفضح جرائم الاحتلال من خلال تفعيل الدبلوماسية الرسمية والشعبية.
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، محمد دويكات لــ"شبكة قدس" أن "الاحتلال يريد تركيع الفلسطينيين وإخماد صوت المقاومة من خلال الحصار"، وشدد أن الحصار لن ينجح قائلاً: لكن هذا الأسلوب الذي مارسه سابقاً لن تثني شعبنا عن ممارسة النضال، ولن تضعف الإغلاقات من عزيمتنا.
وأضاف: نحتاج لتدخل جدي من المؤسسات الدولية التي تدعي الحيادية والضغط على حكومة الاحتلال لرفع الحصار.
وتابع: الشعب الفلسطيني موحد في الميدان خلف قرار المقاومة الشاملة بكل أنواعها وهذا حق لشعبنا.
وأشار إلى اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في ريف نابلس، وقال: نحن في الجبهة ومعنا العديد من القوى والفصائل عملنا على تشكيل لجان الحراسة في القرى والبلدات التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين، وعملنا على تشكيل لجان ستكون على أهبة الاستعداد لمواجهة زعران المستوطنين.