الخليل - خاص قُدس الإخبارية: في هذه الساعات، يعيش المسجد الإبراهيمي في الخليل أقسى أيامه التي تتكرر في كل عام مع حلول الأعياد اليهودية، التي يتخذها الاحتلال ومنظوماته الاستيطانية ذريعة لإغلاق المسجد ومنع الفلسطينيين من الوصول إليه، لتكريس السيطرة عليه.
تكاد الآراء الفلسطينية تجمع على "تهميش" قضية المسجد الإبراهيمي، وتزداد مع كل ظهور لصور عربدة المستوطنين فيه الأسئلة حول الدور الفلسطيني المطلوب لإنقاذ المسجد، وتصعيد المواجهة مع الاحتلال فيه.
يتفق الكاتب والباحث أشرف بدر، أن قضية المسجد الإبراهيمي تواجه "التهميش"، وأوضح: على مدى سنوات طويلة وتحديداً بعد مجزرة المسجد الإبراهيمي، تصاعدت إجراءات الاحتلال لتكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، وهي السياسات التي يخشى الفلسطينيون أن تتكرر في المسجد الأقصى المبارك، وهو النموذج الذي يجري محاكاته في السنوات الماضية بالأقصى.
وأشار إلى المقاطع المصورة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي للحفلات الراقصة، التي أقامتها الجماعات الاستيطانية في المسجد، بالإضافة لمنع رفع الأذان فيه لأيام طويلة فيه.
وتابع: للأسف أصبح هناك نوع من التغاضي عن هذه المشاهد عبر السنوات.
التسلسل التاريخي للسيطرة على المسجد
وذكر بدر أن بدايات مشاريع السيطرة على المسجد كانت منذ الاحتلال في عام 1967، وقال: في السبعينات وقعت اعتداءات في المسجد من قبل المستوطنين، من خلال حرق المصاحف، واندلعت حينها احتجاجات واسعة في مدينة الخليل، ولاحقاً منح الاحتلال غرفاً للمستوطنين للصلاة فيه وكان مسموحاً للمسلمين الدخول في هذه المنطقة خاصة في صلاة الجمعة.
وأكد أن مجزرة المسجد الحرم الإبراهيمي كان الصدمة الكبرى في مسار السيطرة على المسجد، وأوضح: بعد المجزرة منح الاحتلال قسماً من المسجد الإبراهيمي للمستوطنين، وتدريجياً أصبح يمنع أداء صلاة الجمعة في المنطقة حول المنبر، خلال الانتفاضة الأولى كان يسمح بإقامة صلوات الجماعة في هذه المنطقة، ولكن بعد المجزرة منعت الصلاة في المنطقة المتبقية بعيداً عن المنبر.
وأشار إلى أن الاحتلال يغلق المسجد بشكل كامل، خلال الأعياد اليهودية، وتقام فيه الحفلات بالإضافة لمنع الصلاة فيه أسبوعياً من مساء الجمعة حتى السبت.
ما المطلوب؟
أكد بدر في لقاء مع "شبكة قدس"، أن المطلوب لمواجهة هذه الهجمة للسيطرة على المسجد الإبراهيمي هو "إعادة حشد القوى".
وقال إن تجربة "الفجر العظيم" التي شهدها المسجد في الفترة قبل تفشي فيروس كورونا، كانت عظيمة، وذكر أن العائلات قامت بمبادرة أخرى من خلال توزيع أيام الرباط في المسجد عليها.
وأضاف: يجب إعادة تفعيل هذه المبادرات لإدامة الرباط في المسجد ومنع الاحتلال من التمادي في مشاريعه الاستيطانية.
عن دور الخليل في الهبة الحالية
ذكر بدر أن الخليل "تأخرت" في الدخول في انتفاضة الأقصى، عام 2000، لكن كان لها دور كبير ومؤثر في مسار الحدث الثوري الفلسطيني حينها.
وأكد أن إجراءات الاحتلال الأمنية والعسكرية في المدينة، من خلال الحملة التي أطلق عليها "جز العشب"، كان لها دور كبير في إنهاك القوى النضالية والثورية فيها.
وتابع: الاحتلال لا يتسامح مع أي محاولة لأي عمل منظم في الخليل سواء كان عسكرياً أو سياسياً أو اجتماعياً ويتعامل مع كل هذه القضايا بمستوى واحد.
وعن احتمالات توسع الفعل الثوري الحالي من الشمال للجنوب، قال: كل شيء وارد لكن الأمر يحتاج إلى توفر القدرة والرغبة.