فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: كشف كتاب جديد صدر في دولة الاحتلال الإسرائيلي، أن الرئيس السابق شمعون بيريز والحاخام عوفاديا يوسف منعا بنيامين نتنياهو وايهود باراك خلال فترة توليه منصب وزير الجيش، من استهداف المواقع النووية الإيرانية.
وقالت مراسلة الشؤون الحزبية الإسرائيلية، مازال معلم، في كتابه عن السيرة الذاتية لرئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو إن الأخير قرر مع باراك ثلاث مرات استهداف المواقع النووية الإيرانية.
ويروي الكتاب أن نتنياهو زار الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحركة "شاس" الصهيوني، في 24 من تشرين الأول/ أكتوبر 2011، لإقناعه بالموافقة على تنفيذ عمل عسكري ضد المواقع النووية الإيرانية.
ويضيف أن نتنياهو الذي كان مصمماً على القرار استخدم "مبررات من التاريخ اليهودي"، وقال إن "إيران تريد تدمير الشعب اليهودي" لإقناع الحاخام بالقرار، لكنه تفاجئ من حجم الأسئلة الدقيقة التي واجهه بها عوفاديا يوسف الأمر الذي جعل القرار صعباً، وفشل نتنياهو في إقناعه.
وكشف الكتاب أن الحاخام أبدى تقديره لرأي رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، موشيه يعلون، الذي رفض شن "إسرائيل" هجوماً مستقلاً على إيران.
وفي السياق، تقول المؤلفة إن صعوبات أخرى واجهت نتنياهو وباراك في الحصول على موافقة الهيئة الوزارية المصغرة التي عملت إلى جانب مجلس الوزراء السياسي والأمني، وأشارت إلى أن الوحيد الذي وافق على توجيه ضربة عسكرية لإيران هو وزير الخارجية حينها أفيغدور ليبرمان.
وذكرت أن رؤساء الأجهزة الأمنية حينها، رئيس الأركان غابي أشكنازي، ومسؤول "الموساد" مائير داغان، و"الشاباك" يوفال ديسكين عارضوا شن هجوم إسرائيلي على إيران، واعتبروا أنه سيقود "إسرائيل" إلى "حرب شاملة وكارثة وطنية".
وبعد رحيل الثلاثة، عارض أيضاء خلفائهم غانتس، وباردو، وكوهين قرار الهجوم على إيران كما رفض وزير الداخلية في حكومة الاحتلال، إيلي يشاي، الضغوط التي تعرض لها وعارض شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية، وشدد على أن "الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير جاهزة لحرب طويلة".
كما عارض القرار دان ميريدور، وبيني بيغن، وموشيه يعالون، وكشف الكتاب أن الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز والسفير الأمريكي دان شابيرو "وضعا كل ثقلهما على يشاي ليستمر في معارضته"، ما شكل عقبة كبيرة في طريق نتنياهو وباراك.
ويذكر أن الحاخام وصف باراك بأنه "ماكر للغاية، ولا يخبرنا بكل شيء"، وقال عنه: "لا أشعر أنني أستطيع الوثوق به، إنه ثعلب، هذا خطر على بني إسرائيل، كلماته غير صحيحة".
وتؤكد مؤلفة الكتاب أن "إسرائيل اقتربت ثلاث مرات على الأقل من ممارسة الخيار العسكري في إيران، في خريف 2010 و2011 وصيف 2012، لكن أشكنازي قائد الجيش السابق أكد لنتنياهو وباراك أن الجيش ليس لديه القدرة التشغيلية، فيما حذر داغان رئيس الموساد من أن الهجوم قد يؤدي إلى حرب، وبالتالي فيجب أن تتم الموافقة عليه في الحكومة، وليس في منتدى محدود".
ترجمة: عربي 21