شبكة قدس الإخبارية

الشهيد أبو ناعسة.. لم يجد طريقه الآمن

CsU3n
يحيى موسى

رام الله - خاص قدس الإخبارية: بدأت الأخبار تتوارد عن ارتقاء شهداء في مخيم جنين، مكالمة هاتفية تلقاها أحمد أبو ناعسة وكان المتصل شقيقه محمد الذي يعمل ببلدية "جنين" يسأله عن أحوال المخيم وإن كان جنود جيش الاحتلال انسحبوا، حينما كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحًا.

بعدها .. بدأت أنباء الانسحاب تتوارد، رغم أن الانسحاب حينها كان جزئيا وليس كاملاً كما اعتقد محمد أبو ناعسة، فقرر العودة للبيت ولكن لزيادة الاطمئنان التف من شارع آمن وبعيد عن منطقة الاشتباكات، والشوارع التي يمكن أن تتحرك فيها جيبات قوات الاحتلال، لكنه تفاجأ بانسحاب قوات الاحتلال من الشارع الذي سار فيه.

تنصت "قدس الإخبارية" لما نقله شقيقه أحمد عن شهود عيان يرافق الحزن صوته "أخي محمد مسالم جدًا، احتمى بجوار مواطنين وخلف سيارة عندما مرت الجيبات المتأخرة في الانسحاب، لكن أحد الجنود فتح "طلَّاقة" بالجيب، وأطلق رصاصة جاءت برأس أخي استشهد على الفور".

لدى محمد طفلان: آدم (4 سنوات)، وتالين (عامان)، عندما يعود من عمله في البلدية ويعمل بمطعم في المساء، رغم أنه درس تربية وتمنى أن يقف بفصل مدرسي، أمام لوح وطلاب وليس في تقديم القهوة للزبائن، لكن مرارة الواقع وانخفاض رواتب البلدية بنسبة 50% فرض عليه ذلك.

في كل يومٍ كان آدم وتالين يقفان على نافذة المنزل، يؤشران لوالدهما لحظة عودته، ثم يحتضناه عندما يدخل المنزل، هذه المرة شاهد الطفلان مشيعون يحملان والدهما، جهلا كل تفاصيل الحدث وماهية الرحيل، لأول مرة أخبرا أنه بـ "الجنة"، اعتقد الطفلان أنه يمكنهما وضع سلم والصعود إليه متى شاءَا، لكن سنوات اليتم القادمة، ستخبرهم بالحقيقة المرة حينما يزوران قبره بعدما يكتمل إدراكهما للرحيل وشكله وقسوته.

مر مقطع فيديو على شقيقه لاستشهاد شاب، أثناء تصفحه مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يدرك أن المستهدف شقيقه، قبل فترة نشر محمد على "فيسبوك": "يا رب أكرمني، إذا لم يكن لأني استحق فلأنك كريمٌ" لم يستطع شقيقه تفسير مقصده من ذلك لكن يعرف "أن الذي يسكن في جنين يكن أن يكون شهيدًا في أي وقت (..) أخي كان متلزمًا بالمسجد، محبوبًا، يكرس حياته لأطفاله، انهمك في العمل كان يحلم أن يستقر".

"يا جميل العموري ... جبنالك وردة جوري"، كان هذا هتاف آلاف المشيعين في جنازة الشهداء الفلسطينيين الأربعة الذين ودعتهم مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، أول أمس الأربعاء، هذا المخيم الذي أصبح ملجأ للمطاردين والمطلوبين، وعرينًا للمقاومين.

#أحمد أبو ناعسة