شبكة قدس الإخبارية

الشهيد أحمد علاونة .. "أبو جندل" يعود للمخيم من جديد

309280384_425153943091662_8163595304577100233_n
يحيى موسى

جنين - خاص قُدس الإخبارية: أي شخص سيمر على سيرة العسكري في جهاز الاستخبارات بالسلطة برتبة جندي أحمد علاونة، سيطلق عليه لقب "أبو جندل المخيم" وهي كنية ضابط قوات الأمن الوطني يوسف ريحان، فعلاونة ورث صفات كثيرة من ريحان، أولها التمرد على التنسيق الأمني، والانخراط في صفوف المقاومة، والقتال ببسالة، فما من اشتباك حدث في جنين إلا وكان علاونة على رأسه وفي مقدمة الصفوف.

ليلة الثلاثاء، سمع نظمي علاونة شقيق أحمد، صوت سيارة يكسر هدوء منطقتهم بمخيم جنين، مع حلول المساء بعدما افترش السكون المنطقة، أطل من النافذة ليجد سيارة شقيقته تدخل بين الأشجار، انطفأت معه الأضواء وصوت المحرك، وأنزل شقيقه مقعد السيارة للخلف ونام كما يفعل كل يومٍ عندما يعود متأخرًا، فينام في سيارته متوقعًا اقتحام مفاجئ للمنزل بأي لحظة، بعدما أصبح اسمه على قائمة المطلوبين لدى الاحتلال، رسائل تهديد كثيرة وصلت عائلته أيضًا.

"فجر الأربعاء، اتصلت به قبل الذهاب لعملي كوني أعمل مدرسًا أردت الاطمئنان عليه كما أفعل كل صباح، أسأله إن كان يحتاج شيئًا، لكنه لم يرد علي، فعاودت الاتصال به، مع توارد أنباء عن اقتحام المخيم، فرد وأخبرني أنه بالبلد؛ قلت له: دير بالك على نفسك، في جيش، فقال لي: "تقلقش!" كانت آخر كلمة سمعتها منه وأنهيت المكالمة" يروي شقيقه نظمي لشبكة "قدس الإخبارية" آخر لحظات الشهيد أحمد علاونة.

 

علاونة، أحد عناصر جهاز الاستخبارات العسكرية، انضم للجهاز قبل أربع سنوات وحصل على دورات عسكرية متقدمة منها دورة قوات خاصة في دولة باكستان لمدة ثلاثة شهور، وكان يطلب من زملائه تبديل فترات الدوام (شفتات) بحيث يداوم ثلاث أو أربع فترات متواصلة، حتى يكون تواجده الأكبر في المخيم للتصدي للجيش الاحتلال، يردف شقيقه "لن أبالغ لو قلت أنه لم يحدث اشتباك بجنين أو بمحيطها إلا وشارك أخي به، بالبداية كان يتنقل على دراجة نارية، وسلاح ادخره من نفقته الخاصة وكانت دائمًا في حضنه متجهزًا لأي اقتحام، ولما اشتدت ملاحقته، اشترى سيارة وكان ينام بها بمنطقة قريبة من البيت".

 

من كثرة مواقف الاشتباكات، يحتار شقيقه من أين يبدأ الحديث "عندما اقتحم جيش الاحتلال "برقين" كان برفقة الشهيد أسامة صبح واشتبك مع قوات الاحتلال، تعرض لكمين في "السهل" وأطلق الجنود زخات رصاص على سيارتهم أثناء عودتهم من اشتباك، واستطاعوا الانسحاب بسلام، أثناء حادثة انتزاع الأسرى الستة لحريتهم من سجن "جلبوع" وما تبعه من اقتحام المخيم، اشتبك مع القوات".

قبل اشتباكه الأخير رآه شقيقه يأتي على دراجة نارية ملثمًا، وتصدى لاقتحام جديد، قبل أن يخوض اشتباكه الأخير صباح الأربعاء، حينما وقف وراء ساتر مقبل غير مدبر، أخرج جزءًا من البندقية وبدأ بإطلاق النار، لكن قناص إسرائيلي استغل وجود لوح زينكو بمحاذاة رأس شقيقه إذ كان الساتر الاسمنتي لا يغطي كامل قامته، وأطلق رصاصة اخترقت رأسه.

لم يدرك القناص الإسرائيلي أن أحمد قنص الشهادة قبل أن تصل رصاصته، يختم شقيقه وهو يلقي على روحه السلام وبدأت أفواج المهنئين باستشهاد شقيقه تأتي لبيت العزاء "كان رافض فكرة الاعتقال، تعلق بالشهادة، عرضنا عليه الزواج كثيرا ورفض، هذه طريق رسمها بنفسه، كان يحب جميع أبناء الفصائل من كافة التنظيمات، شخصية وحدوية".

#جنين #المقاومة #شهيد #الاستخبارات #أسامة صبح #أبو جندل #جيش - الاحتلال #أحمد - علاونة #أدهم عليوي #تيسير عيسة