غزة - شبكة قُدس: قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، إن الضفة الغربية المحتلة وعموم فلسطين، تعيش حالة انتفاضة من نوع جديد ومختلفة عن الانتفاضتين الأولى والثانية.
وأضاف البرغوثي في لقاء خاص لبرنامج "حوار قدس" الذي يبث عبر شبكة قُدس الإخبارية، أن طابع "الانتفاضة الجديدة" شعبي وعلى شكل موجات تصل ذروات مهمة كما جرى في 2017 و2021، وتتلاحق الموجات، ولكن جوهرها أن الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال يكون بالمقاومة.
وبحسب البرغوثي، فإن "ما جرى من تطبيع الدول العربية مع الاحتلال أقنع الشعب الفلسطيني بنفس المفاهيم التي تعمقت واقتنع بها في الانتفاضة الأولى بأن نعتمد على أنفسنا وأن لا ننتظر المساعدة من الآخرين وتنظيم أنفسنا وتحدي الاحتلال، وهذا ما يؤمن به جيل الشباب اليوم لأنه في كل لحظة يشعرون أن حياتهم وحياة شعبهم تهان وأن لا حل سوى التمرد على هذا الوضع".
وعن اعتقال الأجهزة الأمنية المطاردين مصعب اشتية وعميد طبيلة، أكد الأمين العام لحركة المبادرة الفلسطينية، أن "هذا اعتقال خاطئ، ونحن منذ البداية طالبنا بالإفراج الفوري عنهم، ونرفض الاعتقال السياسي ونطالب بوقفه، واعتقال المقاومين مرفوض لان المقاومة حق الفلسطينيين المقدس".
وعن دور لجنة الحريات في الضفة، التي يرأسها البرغوثي، قال: اللجنة لا تمارس دورا حقيقيا وفاعلا لأنه لم يعد هناك أي تجاوب معها، وعندما شكلت اللجنة في البداية كنا نتدخل ونحل قضايا، ولكن لم يعد أحد يتجاوب معنا ومنذ فترة طويلة توقف التعاون مع اللجنة وضعفت بسبب عدم المشاركة الفاعلة من قبل بعض الأطراف.
وحول الجهود الجزائرية للتوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام، قال البرغوثي: الفصائل الفلسطينية تقدر ما تقوم به الجزائر حكومة وشعبا في إصرارها على القيام بجهد ايجابي لإنهاء حالة الانقسام الداخلي استكمالا للجهود السابقة بالخصوص، وهم يخططون لعقد اجتماع بمشاركة كل القوى الفلسطينية والخروج ببيان مشترك، وحتى الآن جرت لقاءات عديدة وشاركنا في جزء منها وقدمنا ورقة من وجهة نظرنا لآلية الخروج من حالة الانقسام القائمة تضمنت مقترحات نرى أنها تجسر الهوة بين حركتي حماس وفتح، وحتى الآن الجزائريون في حالة حوار والتقوا مجددا بوفدين من حركة حماس وفتح واستمعوا إلى ملاحظاتهم.
وأضاف: الجهد الجزائري لن يحل المشكلة وحده، لأن الأمر بيدنا كفلسطينيين والأمر منوط بشكل خاص بحركتي حماس وفتح، وإذا كان هناك استعداد ونية سابقة في الوصول لحل سنصل حل وباقي القوى سيسعدها الوصول إلى حل، مع وجود وجهات نظر لكل واحدة منها.
وأردف البرغوثي: لنا وجهة نظر ونعتقد أن الوصول إلى حل يوحد الفلسطينيين في قيادة وطنية موحدة، تستطيع أن تخوض النضال ضد كل التحديات التي نواجهها، تتطلب أن يتم تبني استراتيجية وطنية مقاومة بديلة للنهج الذي فشل (التفاوض وأوسلو)، وأن يكون هناك قبول في مبدأ الشراكة الديمقراطية التي تعني أن لا يوجد حزب واحد يستطيع وحده أن يقود الساحة الفلسطينية ولا بد من شراكة الجميع، كما يجب أن تكون هذه الشراكة على أسس ديمقراطية يشارك الشعب في اختيار قيادته لا أن تفرض عليه.
واعتبر البرغوثي، أن المعادلة التي تطرحها المبادرة يمكن أن تخرج الساحة الفلسطينية بشكل جدي من حالة الانقسام القائمة من وجهة نظرنا، وهناك قضية تقلقنا، وهي استمرار أجواء التوتر الإعلامي والمناكفات الإعلامية وهو ما لا يساعد على التقدم نحو الوحدة والمصالحة، وهنا ندعو الجميع إلى وضع الخلافات جانبا والتركيز على الهدف المتحرك.
وحول الانتخابات التشريعية وتأجيلها، قال: لم يبت مرة أخرى في القضية بعد قرار الإلغاء، ونحن نقوم بمحاولة ممارسة ضغط شعبي على السلطة الفلسطينية لكي تعلن عن موعد جديد للانتخابات، وإجرائها عمل جوهري وقضية أساسية، ويجب أن يعطى الحق للشعب لكي يختار، ولا يمكن لأي شخص أن يتولى منصب قيادة الشعب الفلسطيني دون أن يتم اختياره من الشعب.
وحول تهنئة الرئيس عباس وزير جيش الاحتلال ورئيس الاحتلال بالأعياد اليهودية، قال: تهنئة الرئيس لقادة الاحتلال بالأعياد العبرية، أمر غير موفق، ولا أريد أن أبالغ في مضمونه أو مغزاه، ولكن يجب الحذر من شيء، وهو القبول بعلاقة مع الاحتلال عبر وزير جيش الاحتلال، وإسرائيل تحاول فرض هذه العلاقة مع السلطة، بعلاقة ضابط إسرائيلي مع رئيس فلسطيني تحت احتلال، ونحن نرفض جملة وتفصيلا هذا الطابع الذي يحاول الاحتلال فرضه في العلاقة مع الفلسطينيين.