شبكة قدس الإخبارية

22 عامًا على انتفاضة الأقصى.. أحداث وشخصيات لم تمحِ من ذاكرة الفلسطينيين

1-5
هيئة التحرير

رام الله - قدس الإخبارية: في 28 سبتمبر/أيلول 2000 اقتحم أرييل شارون المسجد الأقصى، متجاهلا تحذيرات فلسطينية من أن اقتحامه قد يشعل المنطقة، وهو ما كان حيث انطلقت انتفاضة شعبية عمّت القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وبعض مناطق الداخل، وتحولت بعد شهور إلى انتفاضة مسلحة استمرت سنوات.

وشهدت ساحات المسجد الأقصي، في نفس اليوم، مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة عدد من المصلين الفلسطينيين وعدد آخر من جنود الاحتلال، وأدي ذلك إلي امتداد الانتفاضة إلى ربوع فلسطين، وتوقفت فعلياً في تاريخ 8/2/2005 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ والذي جمع الرئيس الفلسطيني المنتخب حديثاً محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال "أرئيل شارون".

تميزت هذه الانتفاضة مقارنة بسابقتها بكثرة المواجهات المسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال راح ضحيتها 4412 شهيدا فلسطينيا و48322 جريحًا.

أما خسائر جيش الاحتلال فبلغ تعدادها 334 قتيلاً، ومن المستوطنين 735 قتيلاً وليصبح مجموع القتلى والجرحى الصهاينة 1069 قتيل و4500 جريح وعطل 50 دبابة من نوع ميركافا وتدمير عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة اجتياحات عسكرية.

ولعل من أبرز أحداث هذه الانتفاضة "عملية "السور الواقي"، التي أسفرت عن تدمير واسع في البنى التحتيّة الفلسطينية، بما فيها الحكومية، وحصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (أبو عمار) في مقره برام الله (وسط الضفة الغربية)، حتى وفاته في نوفمبر/تشرين الأول 2004.

إضافة لذلك، تحضر معركة مخيم جنين في الفترة بين 3 و18 أبريل/نيسان 2002، حيث اقتحم جيش الاحتلال مخيم جنين بقوات كبيرة من المشاة والدبابات والجرافات بعد تطويقه، ودمر 455 منزلا بالكامل و800 منزل جزئيا.

 

وفي هذه العملية المعروفة في فلسطين بـ"معركة مخيم جنين"، حيث خاض المقاومون الفلسطينيون من كل الفصائل اشتباكات عنيفة مع الاحتلال، استشهد ما لا يقل عن 52 فلسطينيا، نصفهم من المدنيين، وقُتل 23 جنديا إسرائيليا، وفق بيانات الأمم المتحدة.

ومن أحد أبرز الأحداث حصار كنيسة المهد، حيث فرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا على عشرات الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى كنيسة المهد بين الثاني من أبريل/نيسان والعاشر من مايو/أيار 2002، وانتهى الحصار باتفاق غامض نص على تسليم المحاصرين أنفسهم مع إبعاد 39 منهم إلى أوروبا وقطاع غزة، ولا زالوا في المنفى.

أما من بين الأحداث التي لا تنسى فكانت "كارين إيه" وهي سفينة محملة بالأسلحة اعترضها جيش الاحتلال الإسرائيلي في البحر المتوسط في يناير/كانون الثاني 2002، وقال إنها كانت متوجهة إلى السلطة الفلسطينية، وبإشراف مباشر من الرئيس ياسر عرفات، وبتهمة المسؤولية عن تمويل السفينة، اعتقلت إسرائيل اللواء فؤاد الشوبكي (82 عاما)، من سجن السلطة الفلسطينية بمدينة أريحا، وحكمت عليه بالسجن 17 عاما.

وخلال هذه الانتفاضة دشن الاحتلال "الجدار العازل" والذي يطلق عليه إسرائيليًا الجدار الأمني"، ويعدّه الفلسطينيون "جدار ضم أراضيهم وفصل عنصري"، وأفتت محكمة العدل الدولية في لاهاي بعدم قانونيته، وطالبت المحكمة بوقف البناء فيه.

بدأت إقامة الجدار عام 2002 على ارتفاعات تتراوح بين 4 و9 أمتار من الإسمنت المسلح أو الأسلاك الشائكة، وبطول 770 كيلومترا، على امتداد الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967 ما أسهم في اقتطاعات واسعة للأراضي الفلسطينية.

شهدت انتفاضة الأقصى عمليات تفجير ذاتي (عمليات فدائية) وهجمات بعبوات ناسفة استهدفت فنادق ومتنزهات وأماكن عامة، وأدت إلى مقتل عشرات الإسرائيليين.

أما الشخصيات التي لا يمكن نسيانها في هذه الانتفاضة فكانت الطفل محمد الدرة الذي هزت صورته العالم إثر تعرضه لإطلاق نار كثيف وهو مختبئ في حضن والده خلف برميل إسمنتي في شارع صلاح الدين في 30 سبتمبر/أيلول 2000، وكان ذلك في اليوم الثالث لانتفاضة الأقصى.

وبعده الرئيس الراحل ياسر عرفات، والذي تعرض لحصار مشدد في مقر إقامته في المقاطعة حتى وصلت الدبابات إلى باب مكتبه، ودمرت القذائف والجرافات معظم البناء المحيط به.

وإلى جانب عرفات يحضر الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس حيث اغتاله الاحتلال في 22 مارس/آذار 2004 بـ3 صواريخ وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بغزة.

وليس ببعيد عن أحمد ياسين، يحضر أبو علي مصطفى وهو أمين عام ومؤسس في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث اغتالته "إسرائيل" في 27 أغسطس/آب 2001 بصاروخين أطلقا على مكتبه بمدينة البيرة.

ومن الشخصيات البارزة خلال هذه الانتفاضة كذلك: صلاح شحادة مؤسس الجهاز العسكري لحركة حماس وقائد كتائب عز الدين القسام، وأبو جندل قائد العمليات في مخيم جنين يوسف ريحان وجرى إعدامه ميدانيا، وعبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل أبو شنب القياديين في حركة حماس ومروان البرغوثي القيادي في حركة فتح، وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية.

#الانتفاضة #انتفاضة_الأقصى