بيروت - خاص قُدس الإخبارية: صباح اليوم، أعاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تهديداته لدولة الاحتلال الإسرائيلي بأن المقاومة على جهوزية تامة لاستهداف منصة الغاز التي تقيمها على الحدود بين فلسطين ولبنان، لسرقة الغاز الفلسطيني.
تأكيدات نصر الله تعيد التساؤلات حول سيناريوهات المرحلة المقبلة، وما هي الخطوات التي سيقدم عليها كل طرف في حال لم يحقق ما يطمح له من عملية الضغط، تزامناً مع مفاوضات غير مباشرة يخوضها لبنان عن طريق الوسيط الأمريكي.
"المقاومة لا تهدد إلا لتفعل"
الصحفي والكاتب في صحيفة "الأخبار" اللبنانية، فراس الشوفي، أكد أن المقاومة "لا تطلق أي تهديد دون أن تملك النوايا الحقيقية والواضحة لتنفيذه".
وأضاف في لقاء مع "شبكة قدس": الأوساط الأمنية والعسكرية والمجتمع في دولة العدو الإسرائيلي يعلم من خلال التجارب السابقة أن نصر الله يهدد وينفذ.
وشدد الشوفي الذي يشغل أيضاً منصب عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي أن "زمن حرية الحركة للاحتلال الإسرائيلي في لبنان قد ولَى".
ما هي الخيارات المطروحة؟
الشوفي اعتبر أن الخيارات كافة مطروحة في هذه القضية، وذكر أن "الخيار العسكري" أحد هذه الخيارات التي قد تقدم عليها المقاومة في حال لم يخضع الاحتلال لمطالب لبنان.
وأشار إلى إطلاق المقاومة طائرات مسيرة نحو حقل الغاز "كاريش"، الذي يسرق منه الاحتلال الغاز الفلسطيني، وأكد أن هذه العملية تؤكد على جدية تهديدات المقاومة.
وأضاف أن الخيار السياسي هو من صلاحيات الدولة اللبنانية، ويرى الشوفي أن دخول المقاومة في الملف يمنح المؤسسات اللبنانية ورقة قوة للضغط على الاحتلال للخضوع لمطالب لبنان.
وحول الفوائد التي يحققها لبنان من استخراج الغاز، يقول الشوفي إن استخراج الغاز اللبناني يساعد على الخروج من الأزمة التي ضربت الاقتصاد اللبناني.
وقال: عندما تتحدث عن استخراج الغاز تمنح الشركات الثقة للعودة إلى لبنان بالإضافة لتحسين أوضاع العملة المحلية.
وذكر من جملة العوامل التي دفعت المقاومة للدخول بقوة في ملف الغاز، هي قضية "السيادة"، وأوضح: اعتاد العدو خلال عقود الاعتداء على لبنان وانتهاك سيادته لكن هذا لم يعد متاحاً له لأن هناك من يردع الاحتلال ويعمل بكل تصميم على التصدي للعدوان.
"الاحتلال يأخذ التهديدات بجدية"
وأكد الشوفي أن الاحتلال يأخذ تهديدات المقاومة بجدية شديدة، وقال: الأجهزة الأمنية والعسكرية والسياسية والشركات في كيان العدو إصابها إرباك بعد تهديدات المقاومة ويجري وضع سيناريوهات للخروج من هذا المأزق.
واعتبر أن أي صدام في المرحلة الحالية يضر بالمشروع الأمريكي لاستبدال الغاز الروسي بالغاز الفلسطيني المسروق وتصديره إلى أوروبا.
وتابع: تحاول دولة الاحتلال عدم التراجع عن التمسك بهذه الحقول تزامناً مع عدم استفزاز المقاومة والرهان على الظروف الصعبة في الداخل اللبناني للضغط على حزب الله.
"مشروع التطبيع عبر أنابيب الغاز"
ويري الشوفي أن محاولات تحويل "الدولة اليهودية" إلى "كيان طبيعي" في المنطقة، تجري عبر المشاريع الاقتصادية، وعلى رأسها مخططات مد أنابيب الغاز عبر المنطقة بمشاركة دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح: المخطط الأمريكي - الصهيوني يحاول جر لبنان إلى اتفاق مع العدو وهو نفسه الذي عقد اتفاقيات الطاقة والغاز بين أنظمة عربية والاحتلال.
وتابع: جزء من اتفاقيات التطبيع هو القول إن الدولة اليهودية هي جزء من هذه التركيبة وربط كيانات المنطقة بهذا المشروع، من خلال التنقيب على الغاز أو مد الأنابيب، بالإضافة لمشاريع أخرى مشتركة مثل الطاقة الشمسية وغيرها.
"أي دور لسلاح المسيرات؟"
وشدد الشوفي على أن سلاح الطائرات المسيرة أصبح أساسياً في أي معركة مع العدو وأشار إلى سعي فصائل المقاومة في المنطقة لتطوير هذا السلاح.
وقال: تاريخياً كان للاحتلال ميزة التفوق في سلاح الجو الأمر الذي مكنه من توجيه ضربات قاسية على مختلف الجبهات، سواء في حرب 1967 أو حرب 1973 وغيرها.
وتابع: حاولت سوريا كسر هذا التفوق من خلال نصب صواريخ "سام 6" و"سام 7" على جبال لبنان ثم محاولة احتلال هذه الجبال من قبل العدو الإسرائيلي لتحطيم هذه المنظومات.
واعتبر أن الاحتلال يحاول استخدام التفوق الجوي لتعويض أزمة الحرب البرية التي تعرض فيها لخسائر كبيرة.
وأضاف: في ظل وجود سلاح المسيرات فقد العدو ميزة القتال خارج فلسطين المحتلة، من خلال الطائرات والصواريخ، وحصلت عدة تجارب في السنوات الأخيرة، وظهر للاحتلال خطورة تكامل الصواريخ العادية مع الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة، ونعلم أن المقاومة لا تكل ولا تمل في مراكمة قدراتها في مجال الطائرات المسيرة أو امتلاك أسلحة الدفاع الجوي.
وأشار إلى أن المقاومة تحاول في السنوات الأخيرة التشويش على طيران الاحتلال، وقال: حصلت عدة هجمات على الطائرات المعادية وجرى منعها من إكمال أعمالها العدوانية في لبنان.
وتابع: الطائرات المسيرة سيكون لها دور كبير في أية حرب مقبلة كما يجري حالياً من استخدامها في تنفيذ عمليات معينة وتصوير منشآت الاحتلال.
"الترابط بين غزة ولبنان في ملف الغاز"
اعتبر الشوفي أن فصائل المقاومة تعمل من أجل منع الاحتلال من استخراج الغاز الفلسطيني، وقال: كيان العدو هو وكيل عن القوى الغربية في سرقة موارد المنطقة، وخاصة في حوض الشام، لذلك يجب منعه من استخراج الغاز والهيمنة على الموارد.
وذكر أن وسائل إعلام الاحتلال كشفت عن محاولة المقاومة الفلسطينية، خلال سيف القدس، استهداف بعض المنصات التي تسرق الغاز الفلسطيني من البحر.
وأكد أن منصات الغاز الإسرائيلي مهددة من المقاومة الفلسطينية واللبنانية، في أية مواجهة مقبلة، وأشار إلى تصريح نصر الله الذي قال فيه إن حدود المواجهة تتسع من "كاريش وما بعد كاريش".
وقال: المعركة في غزة ولبنان واحدة، وهذا أكدت عليه معركة وحدة الساحات، المعركة تمتد من الداخل الفلسطيني المحتل إلى الضفة إلى غزة إلى لبنان إلى الجولان، وسمعنا مؤخراً عن استعداد قوات يمنية للدخول في المعركة مع العدو.
ويرى أن مشروع المقاومة يجب أن يكون بناء شبكة من التحالفات في مواجهة الاحتلال الذي أقام شبكة تحالفات في المنطقة.
وأضاف: نحن نرى أن الاحتلال ليس له الحق في الغاز الفلسطيني المسروق من كل مواقع بحر فلسطين المحتلة.