شبكة قدس الإخبارية

سلواد: تاريخٌ من النضال والمقاومة ضد الاحتلال

302399730_426713086234707_7696532644034758537_n
نداء بسومي

سلواد - خاص قدس الإخبارية: منذ أكثر من 11 يومًا، تحاصر قوات الاحتلال بلدة سلواد شرق رام الله بإغلاق مدخليها الرئيسيين الغربي والجنوبي وشوارع زراعية في محيطها، وذلك ردًا على عملياتِ إطلاق نار متفرقة على جنود الاحتلال ومستوطنيه على مقربةٍ من البلدة.

سلواد، البلدة المترامية الأطراف على ما يقارب 20 ألف دونم، بتعدادٍ سكاني يتراوح حول الـ 10 آلاف نسمة، خرّجت طوال مسيرة النضال ضد الاحتلال، مقاومين ومطاردين، أثخنوا ضرباتهم ضد الاحتلال، مثل عملية عيون الحرامية عام 2002، والتي نفذها ابن البلدة الأسير ثائر حامد، وفيها قتل 10 "إسرائيليين".

هذه الحالة النضالية التي تشهدها سلواد ليست وليدة الأيام الأخيرة فحسب، بل هو "إرثٌ نضاليّ" توارثته البلدة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، أي منذ زمن الانتداب البريطاني ومشاركة أبناء البلدة في ثورة عام 1936 وصولًا إلى معارك عام 1948، كما يروي الباحث في القضية الفلسطينية عوني فارس في حديثِ لـ "شبكة قدس".

ويقول فارس إن البلدة بدأت مرحلة نضالية جديدة بعد وقوعها تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وظهرت مجموعاتٌ من المقاومة، ومنذ أول يوم اقتحمت قوات الاحتلال البلدة عام في 6 يونيو \حزيران 1967، ارتقى ثلاث شهداء وفرضت سياسة منع التجول، التي لا زال الاحتلال ينتهجها في فترات متعددة منذ 67 وحتى اليوم."

ويضيف فارس: " التطور النوعي في الأداء المقاوم كان ظاهرًا بشكل كبير في العمليات البطولية على شارع 60، مثل ثائر حماد في عملية عيون الحرامية، وعملية عين يبرود، فهؤلاء المنفذين من السلاودة، الذين أثخنوا في العدو، وأسفرت عملياتهم عن سقوط قتلى من الاحتلال بأعداد كبيرة."

ويشدد الباحث وابن بلدة سلواد أن هذا الإرث النضالي استمر حتى في أوقات تراجعت فيها الحركة الوطنية والعمل المقاوم، وفي إطار خصوصية المنطقة كبلدة بعيدة عن المدينة استطاعت سلواد أن تنأى بنفسها أحيانًا عن القبضة الأمنية، على الرغم من تعرضها لضربات وضربات شديدة.

منذ إبريل\نيسان الأخيرة، تعود سلواد إلى الواجهة مرة أخرى، وإلى نشرات الأخبار بشكلٍ شبهٍ يومي، وذلك بعد اعتقال الاحتلال للشابين معاذ حامد وأحمد الشبراوي من بلدة سلواد منفذا عملية "مستوطنة شفوت راحيل" عام 2015، والتي قتل فيها مستوطن وأصيب 3 آخرون، ردًا على جريمة المستوطنين بحرق عائلة دوابشة قضاء نابلس.

إثر عملية الاعتقال لحامد والشبراوي، تجددت شرارة مقاومة يافعةٍ في سلواد لم يخبُ وهيجها حتى اللحظة، ودعت خلالها سلواد شهيدين (إبريل – أغسطس)، الشهيد عمر عليان والذي ارتقى في إبريل\نيسان إثر مواجهات اندلعت في البلدة عقب اعتقال منفذا عملية "مستوطنة شفوت راحيل"، والشهيد محمد حامد والذي زفته سلواد في الأيام الأخيرة من يونيو\حزيران الماضي.

العقاب الجماعي: محاولات إجهاض المقاومة..

محاولات إجهاض أي بذور للمقاومة، او ما يسميه الاحتلال "الردع" ضد مقاومةٍ غرست تاريخيًا في سلواد، ليست بالغريب في الفكر الاستعماري، كما أنه ليس بجديد تعيشه سلواد، ففي عام 1969 هدم الاحتلال 7 بيوتٍ من بيوت البلدة، بذريعة مقاومة أبنائها لجنود الاحتلال، وتكرر المشهد مرةً أخرى في الانتفاضتين الأولى والثانية بهدمِ 7 بيوتٍ في كلٍ منهما.

في عامِ 2017، نقل موقع والا العبري عن مصادره، أن " مخابرات الاحتلال خصصت خطة مستقلة لتلك العمليات التي تخرج من بلدة سلواد قرب رام الله وسط الضفة الغربية باعتبارها البؤرة المقاومة الأكثر قوة بعد قطاع غزة."

وبحسب الباحث في القضية الفلسطينية، تعرضت سلواد أحيانًا لعقوبات جماعية تقع على جميع الأهالي، ففي الثمانينات قبل الانتفاضة، حرم أهالي البلدة جميعهم صغارًا وكبارًا من السفر كبيرهم وصغيرهم لمدة تتراوح ما بين ستة أشهر إلى سنة.

ويشير فارس إلى أن هناك سلسلة عقوبات أخرى طالت أبناء المدينة قبيل دخول السلطة الفلسطينية عام 1994، تمثلت في التضييق على المعلمين والموظفين في الدوائر الصحية من أبناء البلدة وصولًا إلى طردهم من وظائفهم بحجة نشاطهم في المقاومة.

يختتم فارس حديثه: "مع مساحتها الكبيرة يتوقع الاحتلال أن العقاب الجماعي يؤثر عليها ويحاول أن يكسرها، والتجارب تعلم أنه لن يستطيع أن يكسرها."

#سلواد #شرق_رام_الله #المقاومة_في_سلواد