لم يغب طيف نزار في يوم من الأيام من عقلي وفكري في كل صباح ومساء أعود لأرشيف بنات لأنهل من شجاعته وقوته وجلده ما لم أجده في أحد من قبل.
نزار الذي قتل ظلماً على الأرض التي أحبها وأحب ترابها وقاتل من أجل أن يسلمها لأطفاله نقية بيضاء، نزار الذي سحل على الأرض التي نموت لتحيا لم يقتل مرة واحدة فقط بل قتل في شوارع رام الله عندما سحلنا وقتل في شوارع الخليل عندما منع مهرجان تأبينه واليوم نزار يقتل من جديد في هذا الفضاء الافتراضي.
تعودت كثيرا أن يقيد حسابي على منصة فيس بوك بسبب منشورات ضد المحتل الذي يقتل الأحلام ويسرق الأرواح ويسلب المستقبل الذي نقاتل من أجل أن نعيش فيه بكرامة ولكن للأسف في البلاد التي نقتل في أزقة مخيماتها وعلى قارعة طرقاتها ونغيب في سجون محتليها سنوات وسنوات ها هم عسسها وأذناب سلاطينها يلاحقوننا حتى في هذا الفضاء الالكتروني الذي ضاق علينا كما ضاقت علينا البلاد.
حذف حسابي عن منصة فيس بوك بسبب منشور كتبته في ذكرى نزار بعنوان "هذا البلد احنا أصحابه وما بنخلي فيها حرامي"، نعم هذه المرة لم يقيد حسابي لأني كتبت عن الشهداء والأسرى وفلسطين الوطن الكبير لا هذه المرة حذف حسابي لأن نزار من العالم الآخر خرج عليهم من صفحتي يلعن كل حرامي على هذه الأرض التي يسرق المحتل فيها الأرواح والأحلام.
لم أكترث في يوم من الأيام لقيود فيس بوك على حسابي بسبب القضية التي نموت من أجلها وندفع فاتورة حريتها من أعمارنا ودمائنا، هذه المرة أنا في غاية القهر لأنني اليوم مغيب عن الكتابة على منصة فيس بوك لان أحدهم يصدر أمراً من مكتبه الذي تموله ضرائبنا ليقوم عسسه الذين يطوفون حوله لتقديم بلاغات على حسابي لمنعي من الكتابة وقدح مقامات نخرها سوس الأرض والسماء.
أعزائي عسس السلطان، لن أتوقف عن الكتابة ولن أتوقف عن هز عروش من بنو قصورهم من أحلامنا وتعبنا وكدنا نجحتم اليوم في تغيبي عن فيس بوك ولكن نصوصي ستصلكم حتى لو بالحمام الزاجل لتقض مضاجعكم.